Wednesday 5th march,2003 11115العدد الاربعاء 2 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مركاز مركاز
في الشأن الحمامي
حسين علي حسين

قبل سنوات كتبت موضوعا عن الحمامات أو دورات المياه، فشن أحد الكتاب هجوما عنيفا على شخصي، ليس لشيء إلا لأنني لم أجد موضوعا في زاويتي أكتب عنه غير دورات المياه.. وقد وجدت مبررا واحدا لذلك الكاتب المحترم في رده عليَّ وهو انه من أنصار العودة إلى الطبيعة التي كنا نلجأ إليها كلما ضاق بنا البحث عن حمام أو دورات مياه! ولأنني ضمن توجه كهذا فإنني استميحكم العذر في الكتابة مرة أخرى، عن الموضوع نفسه، خاصة أن السنوات الماضية شهدت تطورات كثيرة في مجال «الشأن الحمامي» أبرزها:
- عدم وجود شبكات كاملة للصرف الصحي.
- ندرة دورات المياه في الأسواق العامة.
- معاناة دورات المياه القليلة الموجودة في المساجد من الإهمال الشديد وأبرزها أن تكون صحية ونظيفة فكيف إذا كان بعضها يعاني من الطفح والإهمال والرائحة العفنة!
- عدم كفاية دورات المياه في المدارس وعلى الطرق الطويلة.
وسأبدأ من طرق الحج، فقد ذهبنا لأداء فريضة الحج قبل ثلاث سنوات وفي الميقات وجدنا حمامات قليلة، وأمامها طوابير طويلة من الحجاج، حتى اننا قضينا ما يقرب من الساعتين حتى تمكنا من الوضوء ولبس الإحرام، والسؤال الأول هنا: ما الذي يمنع من إنشاء سلسلة طويلة من الحمامات النظيفة والمهيأة لهذا الوقت، وأن يكون الدخول إلى هذه الحمامات بمبلغ رمزي، يخصص لصيانة ونظافة هذه الحمامات، مع تجهيزها بالفوط الصحية والمناديل كما هو الحال في دورات المياه الموجودة في الدول الراقية، وفي بعض الأسواق المركزية الحديثة في الرياض وجدة والدمام؟
أما الطرق الطويلة فقد تعهدتها منذ سنوات واحدة من الشركات المحلية المتخصصة رأسمالها يصل إلى مئات الملايين، ومع ذلك فإن استراحات هذه الشركة أصبحت الآن مثل الاستراحات الشعبية التي تحث روادها على ممارسة أمورهم في الهواء الطلق، لقلة المياه، ولقلة المال، وعدم الدخول في أمور يومية جالبة لوجع الدماغ!
وكانت التجرية الأخيرة في الطريق البري الذي يبدأ من الرياض مرورا بالهفوف وحتى منفذ البطحاء، هذا الطريق الطويل، الذي تسلكه مئات السيارات يوميا يكاد يخلو من الاستراحات اللائقة، التي من المفترض أن تحتوي على دورات مياه نظيفة وليست طافحة أو صدئة أو مخلوعة الأبواب أو غير كافية لرواد الطريق.. إضافة إلى المطاعم التي لا يشعر المسافر بعد الخروج منها بقرف أو مغص، ومع المطاعم البقالات الراقية النظيفة، التي تحتوي على دورات مياه نظيفة وليست طافحة أو صدئة أو مخلوعة الأبواب أو غير كافية لرواد الطريق.. إضافة إلى المطاعم التي لا يشعر المسافر بعد الخروج منها بقرف أو مغص، ومع المطاعم البقالات الراقية النظيفة، التي تحتوي إلى جانب المطبوعات على جميع احتياجات الطريق، بما في ذلك ركن للوجبات الخفيفة.. أما أماكن العبادة فمن المفروض أن تكون في وضع أفضل مما هي عليه، من حيث توافر أماكن لائقة للوضوء، وقاعات مكيفة ومضاءة لأداء الصلاة.. هذه الأشياء البسيطة للأسف ليست موجودة بالصورة التي تليق باسم بلادنا، دعونا من اسم شركة أرادت لنفسها وضعاً هكذا.. لقد دخلت مع أسرتي ورأيت الوضع عدة مرات وتألمت، تألمت لأن حاجة الإنسان المهمة التي لا تكلف شيئا يتم الاستهانة بها من قبل شركة، يفترض أنها المتعهدة لمثل هذه الأمور.. مايجعلنا نطرح السؤال على وزارة المواصلات إضافة إلى مشكلة هذه الشركة لعلها تكلف نفسها، بدراسة وضع الطريق الذي ينطلق من الهوفوف حتى منفذ البطحاء السعودي، المؤدي لدولة الإمارات العربية المتحدة الذي من المفروض خدمةً لزوار بلادنا القادمين من الإمارات وقطر والذاهبين إليهما أن يكون وضعه في صورة أفضل.. فهذا الطريق مكتظ بالسيارات، وهو من اتجاه واحد، ويحتاج إلى حل عاجل، يطمئن الناس الذين يسلكونه، على حياتهم المهددة في أي لحظة، نتيجة ضيق الطريق والجمال السائبة وزحف الرمال..

فاكس: 4533173

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved