انتهجت المحطات الفضائية أسلوباً جديداً وإيقاعاً مغايراً لما تعارف عليه الناس في المنطقة العربية، حيث أدخلت برامج حوارية لأشخاص يختلفون في الفكر والرأي، ويبدأ مقدِّم البرنامج في استفزازهم حتى تعلو الأصوات ويخرج الصياح..
وبدأ مقدمو هذه البرامج في التنافس على جَلْب مَنْ صوته يجلجل، ويعلو صراخه، ويعدّون ذلك انتصاراً إعلاميا لهم ولقناتهم!!
هذا التناحر في الرأي والفكر الذي انتشر حاليا بين المحطات الفضائية سيكون له أثر سلبي على الجيل الحالي من المتلقين.
إذ يستقر في وجدانهم وشعورهم أن ذلك من أساسيات إبداء الرأي والاختلاف فيه.. مما يولد شعوراً عدوانياً بين المختلفين في المستقبل وهو أمر نخشاه ونحذر منه.
وفي القديم قال الامام الشافعي الذي أعطى قاعدة هامة جداً في أدب الاختلاف: إن رأينا صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب هذا التأدب في اختلاف الرأي جاءت المحطات الفضائية لتفسده علينا.. وتقر مبدأ جديداً في أدب الخلاف اسمه «الصراخ»!!
فاللهم احمِ شعوبنا من هذا التناحر الذي مع الأيام سيولد مشادات وتشاجر وفي النهاية عنف لا نعلم حدوده!!
|