الغذاء والصحة
التغذية عبارة عن عملية تبين كيفية استعمال الجسم للطعام، وتعتبر من أساسيات الحياة، ولا يمكن للإنسان ان يستغني عنه في الحياة اليومية، حيث توليد الطاقة، النمو السليم، الوقاية من الأمراض. أصبح الإلمام بنوعية الطعام المفيد والضار معروفة لدى جميع الأعمار ولكن لا يوجد الطلب على الأغذية المهمة بنوعيتها وكميتها. وفي الغالب التنظيم الجسماني يكون عادة بثلاث أمور رئيسية:
- التوازن الغذائي، الرياضة والحركة، تغيير العادات وتعتبر أهمها تغيير العادات حيث أصبحت المداخلات الغذائية كثيرة وكثرت المطاعم والوجبات الخفيفة والمعلبات، ومن المهم اختيار ما هو مناسب للإنسان من ناحية القيمة الغذائية، النوعية الجيدة وغير الملوثة، وأخيراً المحافظة على رشاقة الجسم.
وقد كان من ضمن هذه الأغذية أغذية محفوظة في أوانٍ زجاجية او معدنية وهي ما تسمى بالمعلبات. ان اختيار المعلبات من الأمور الهامة جداً حيث ان هناك من المعلبات ما هو قليل بالقيمة الغذائية بسبب طريقة التحضير او الحفظ وهناك ما هو ضار بالجسم بسبب وجود المواد الحافظة والملونة والنكهات الصناعية، ومنه الذي يمكن استعماله بأمان لأنه محفوظ بطريقة سليمة تابعة لاشراف محلي او دولي وتحت قوانين هامة لطريقة التعليب والتي يتبع فيها برنامج الحاسوب «HACCP»، وهذا البرنامج يعتبر من البرامج الآمنة بسبب متابعة المنتج من بداية التحضير حتى خروجه جاهزاً للاستعمال. والهدف من الحاسوب «HACCP» هو: يعمل على حماية المنتج من أي ضرر يمكن أن تأتي به بسبب التصنيع او التخزين، استعمال الأغذية عالية الجودة للمنتج، توفير الجهد والمال في المنتج وعدم التعرض للشكاوى الكثيرة عنه. والحاسوب «HACCP» هو عبارة عن نظام لحماية أي نوع من المنتجات الغذائية باتباع النقاط اللازمة من قبل العاملين والمشرفين وذلك للوقاية من أي أخطار يمكن ان تصيب المستهلك وهو نظام ليس فقط لاثبات حماية الأغذية بل هو نظام حماية الأغذية فعلا وقد بدأ نظام الحاسبوب «HACCP» عام 1960م لحماية رواد الفضاء من مخاطر الأغذية التي يتناولونها ولمدة أيام ثم انتشر بعد ذلك دوليا عندما وافقت جمعية الأدوية والأعذية الامريكية استعماله على العصائر والأسماك، وعام 1988م وضع سبع نقاط رئيسية لهذا النظام وهي تختصر بما يلي:
التعرف على نوعية المخاطر التي يمكن ان تصيب الأغذية وهي ثلاثة أنواع:
- بيولوجية: مثل البكتيريا، الفطريات، الطفيليات، الفيروسات.
- كميائية: وهي التي تنتج من الأطعمة بسبب تفاعلها مثل الفطر عند تفاعله مع الأغذية يخرج موادا كيميائية ضارة، او الاضافات التي تضاف على الأغذية يمكن ان تتفاعل مع نفس الأغذية وتعمل على تغييرها.
فيزيائية: مثل وجود بعض المواد مثل الأحجار او الخشب او الزجاج وغيره.
التعرف على نقاط الحماية: وهي النقاط التي تكون في نظام التحضير الغذائي والتي تعمل على زيادة الحماية والبعد عن المخاطر وتقليلها والحد منها. الحد من مخاطر التحضير: وغالبا تكون بقياس الحرارة لكل مرحلة في التحضير او التصنيع. العمل على ايجاد المبادئ الهامة لهذه المخاطر مثل: العين المجردة، الوقت والحرارة، معدل الاحماض بالنسبة للأغذية، تفاعل الماء مع الأغذية. البدء فوراً باتخاذ الإجراءات اللازمة عند وجود أي تغيير في تحضير الأغذية وكتابة التقارير اللازمة لذلك. عمل أنظمة مكتوبة كتسهيل عملية المتابعة. وأخيراً ايجاد الخطة الخاصة لكل منتج يتدخل في برنامج الحاسوب «HACCP».
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية..
أمل كنانة
اخصائية تغذية علاجية
***
الإسهال وحليب الأبقار
عندما يصاب احد بالاسهال عليه ان يتأكد من انه لم ينجم عن استهلاك حليب الأبقار، لأنه المسبب الرئيسي للاسهال ولكن عادة ما يكون خافياً عن الناس. ويقول الدكتور (ريتشارد شرايبر) الاختصاصي بجهاز الهضم عند الأطفال في المستشفى العام في ماساشوستش في بوسطن، الأرجية لحليب الأبقار هي السبب الرئيسي للاسهال المزمن وقصور النمو في الطفولة.
والاسهال في كل الأعمار يمكن ان يعزى إلى عدم القدرة على هضم سكر الحليب وهو الحالة التي تعرف بعدم تحمل الاكتوز، والأطفال عادة يحتاجون لبروتينات الحليب التي يمكن ان تعدم الاسهال، هذا يتضمن اللبن ايضاً، كما يجب ان نتحسب للأطفال الذين يكون لديهم اقرباء يعانون من ارجيات، وقد كشف احد الاختبارات ان 36% من هؤلاء الأطفال الذين يتناولون وصفات اساسها الحليب يعانون من ارجيات، بما فيها الاسهال واضطراب آخر معوي معد، والأزيز والطفح الجلدي، تماما كالكثيرين من الأطفال الذين يعانون من الاسهال والأرجيات من الوصفة التي اساسها فول الصويا وهناك حلان: الرضاعة بالثدي وخلو حليب الأطفال من البروتينات المزعجة فمع الارضاع بالثدي للأطفال إلى حد كبير احتمال إصابة الطفل بالاسهال، والأرجيات بشكل عام فهو يحميه من الأمراض ومولدات الأرجية التي توجد في الحليب وتأتي في المرتبة الثانية، من حيث الأفضلية.
ماذا نعمل عندما نشتبه بأن الاسهال ناجم عن الحليب؟
نتوقف عند تقديم وصفة حليب الأبقار للأطفال لمدة اسبوع ويستبدل بوصفة فول الصويا، ولكن كثيرا من الأطفال لا يتحملون اغذية فول الصويا ولكن يمكن التعويل اكثر على وصفة حلاوة الجبنين المتوفر تجاريا والتي عُدل فيها بروتين الحليب الذي يسبب الاسهال. على الام إذا كانت ترضع ثديها لطفل مصاب بالاسهال ان تتوقف مؤقتاً عن تناول حليب البقر (يمكنها ان تتناول اغذية اخرى للحصول على الكالسيوم) لان حليب الثدي يمكن ان ينقل الى الرضيع العوامل التي تحرض الاسهال وكثيراً ما يحدث هذا وتظهر الدراسات انه عندما تتوقف الام عن تناول كافة منتجات الألبان، فإن الاسهال والاعراض الأخرى المعدية المعوية كثيراً ما تختفي تماماً، ويمكن للأطفال والكبار المصابين بالاسهال المزمن انه يتناولوا غذاء خالياً من الاكتوز لمدة اسبوعين او ما يقارب ذلك ويتفادوا الحليب والجبن والبوظة ولا بأس من تناول اللبن على ألاّ يكون مثلجا فإذا خمد الاسهال فربما كان السبب جزئياً على الأقل هو عدم تحمل الحليب.
عصارة الفواكه والاسهال عند الأطفال الدارجين
إذا استمر الاسهال عند طفلك الدارج أو الرضيع (أكثر من 14 يوماً) فيمكن ان تشتبهي بعصارة الفاكهة، فهناك حوالي 15% من اجمالي الدارجين يصابون باسهال مزمن غير محدد يعرف (بالقولون الهيرج في الطفولة) يشفى الكثيرون بمعجزة عندما يتوقفون عند تناول عصارة الفاكهة ولا سيما عصارات التفاح والكمثرى والعنب، ففي دراسة هولندية شفي حالاً اطفال بعمر 14 25 شهرا من اسهال مزمن عندما منعوا من تناول عصارة التفاح، وتوصل الدكتور جيفري هيامز وزملاؤه من جامعة المركز الصحي في كانتاكي إلى ان النتيجة نفسها بخصوص عصارة الكمثرى والعنب وتحتوي هذه العصارات على تراكيز عالية من سكريات الفاكهة خصوصا السربتول والفركتوز اللذين يشجعان الاسهال عند الأطفال الذين لا يمكنهم هضم هذه السكريات، وتظهر الدراسة ان حوالي (2) من كل (3) أطفال يواجهون ازعاجا في امتصاصها حيث ان هذه السكريات تتريث في الأمعاء الغليظة حيث تتعرض لهجمات الجراثيم الأمر الذي يسبب التخمر، والاسهال والغاز والألم البطني الماغص.
وعصارة التفاح كما يقول الباحثون هي اكثر المجرمين سوءا لأنها غنية بكلا النوعين من السكاكر (الفركتوز والسوربيتول) وتأتي بعدها عصارة العنب الأبيض ومما يثير السخرية ان عصارة التفاح تشكل نصف العصارات التي يتناولها الأطفال من دون السادسة من العمر.
وأكثر العصارات اماناً عصارة البرتقال لأنها ضئيلة المحتوى من السوربيتول.
المواد الشائعة المسببة للاسهال:
(1) حليب البقر، (2) القهوة، (3) السوربيتول، (4) عصارات الفاكهة.
ياسر النخلي
مسؤول وجبات المرضى مبنى 111
المستشفى العسكري
|