نشرت صحيفة «الأيكيب» الفرنسية الواسعة الانتشار استطلاعا أجرته على شريحة كبيرة من المتابعين الرياضيين في فرنسا بخصوص ظاهرة ضعف الحضور الجماهيري في الدوري الفرنسي وجاءت نتائج هذا الاستطلاع مفاجئة للمسؤولين عن الرياضة في بلاد العطور وعلى رأسهم الخبير «ميشيل بلاتيني» حيث جاءت النتائج على النحو التالي:
52% ليس لديهم الدافعية لحضور المباريات بسبب ضعف الأداء الفني للأندية.
48% أكدوا انهم متابعون لمباريات المنتخب الفرنسي وبعض المباريات القوية في الدوري!!
وقد جاء الاستطلاع نتيجة الجهود المبذولة من تلك الصحيفة وبتوصية من الاتحاد الفرنسي لكرة القدم الذي أحس ان هناك خللاً يهدد منافساته بالخطر وهو «عدم الحضور الجماهيري».. ومن المعروف ان الجماهير تلعب دوراً كبيراً ومهماً في ازدياد حدة المنافسات ودفع نجوم الأندية لتقديم الأفضل.
وقد سارع الفرنسيون لعقد اجتماعات مكثفة للوصول إلى آلية تنظيم إعادة تلك الجماهير إلى الملاعب مرة أخرى في ظل تنامي حمى التنافس في البطولات والمنافسات الايطالية والإسبانية على وجه الخصوص حيث يحرص الكثير والكثير جداً على متابعة الدوري الإسباني والإيطالي بشكل مستمر.
لدينا في الدوري السعودي تفاوت مذهل في الحضور الجماهيري ومن خلال المشاهدة نرى ان الجماهير تحتجب كثيراً عن الحضور في «مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد رحمه الله تحت 23 سنة» وتواصل احتجابها في بداية مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين ما عدا بعض المباريات التنافسية التي تجمع الهلال بالنصر والاتحاد بالأهلي ويزداد الحضور الجماهيري في منتصف الدور الثاني من المسابقة بسبب الصراع على الصدارة والدخول للمربع الذهبي ويبلغ الحضور ذروته في مباريات المربع والنهائي، ولكن دعونا نعترف بأن الجماهير السعودية بدأت وبشكل لافت التملص من حضور المباريات في الملعب لمؤازرة انديتها وللأسف الشديد ان ذلك يحدث في ظل صمت رهيب من المسؤولين الذين لم يدرسوا أسباب ذلك الحضور الجماهيري الضعيف في المواسم الأخيرة وهل هناك علاقة بين انخفاض الأداء الفني للاعبين مع عدم الحضور! أم ان نظام المربع الذهبي ساهم في ذلك أم ان نظرية الاقطاب الأربعة «الهلال والنصر والاتحاد والأهلي» قد فرضت نفسها واقعياً على تفكير الشجع السعودي؟! وما علاقة ارتفاع سعر التذاكر «عشرون ريالاً بدلاً من ثمانية عشر لمقاعد الدرجة الأولى» و«عشرون ريالاً بدلا من ثلاثة عشر لمقاعد الدرجة الثانية» ما علاقة ذلك بهجر المدرجات؟!
أين الدراسات الاجتماعية للتحولات الفكرية للمشجع السعودي؟! أين الدراسات الاقتصادية لمعدل دخل الفرد السعودي وظروف الصرف الحياتي قبل اقرار تلك المبالغ للتذاكر؟! في اعتقادي الشخصي ان الإعلام الرياضي المثير والمثير جدا هو الورقة الرابحة وطوق النجاة الحالي الذي جعل الجماهير لاتزال تحضر وعلى استحياء!! ولولا ذلك لهجرت الجماهير المدرجات، وتخيل عزيزي القارئ مباراة دون جماهير أو بجماهير قليلة!! كيف ستكون مثيرة ومبهجة!! آمل ان تتم دراسة هذا الأمر جيداً لأن المستقبل وهذه هي الحقيقة لا يبشر بجيل من المشجعين داخل الملاعب حيث الإنترنت ومشاهدة أقوى المباريات الأوروبية والأمريكية الجنوبية وكذلك الافريقية.
وبالرغم من ان الاتحاد السعودي وقع عقداً مع إحدى الشركات التي ترعى الحقوق المادية للجماهير إلا ان دراسة الأسباب أدت إلى تنامي الانخفاض في أعداد الجماهير ليبقى هاجساً مخيفاً للرياضة السعودية إذا علمنا ان آثار ذلك ستمتد إلى اللاعبين «كما يحصل في الكويت» والنتيجة هي التحول المبدئي الكامل لدى اللاعب للمنتخب واهمال حقوق ناديه أو السعي بقوة للاحتراف الخارجي!!
الإمارات العربية المتحدة اعتمدت على جلب النجوم العالميين والمميزين في سعيها الحثيث نحو اعادة الجماهير.. ونجحت إلى حد ما..
مصر وتونس والمغرب خفضت من قيمة التذاكر واستغلت بعض الانفتاح الإعلامي واستمرت الجماهير في ملاعبها.. حالياً يمكننا تدارك الوضع لأن ذلك في متناول اليد ولكن ان تعيد «مشجعاً» من بيته بعد انقطاع فأنت تحتاج إلى الكثير والكثير من الجهد والمال والإعلام فهل نستفيد من الانذار الفرنسي.. أتمنى ذلك.
وعلى المحبة نلتقي
عفوا يا خميس!!
من حق الجماهير الرائدية ان تعلن استياءها الكبير من الطريقة التي يمضي بها مدرب الفريق «يوسف خميس» فقد حولت قناعاته الفنية الفريق إلى استراحة أمام الأهلي في الوقت الذي تدخل بعض الأندية في مرحلة حاسمة من أجل البقاء في دوري الأضواء فقد أصر خميس على ابقاء نجوم الفريق «علي مال، مثنى حوذان، فارس العمري، احمد غانم» في دكة الاحتياط وطفش «عبدالله إدريس، سلطان السعيد» لذلك فإن مزيداً من التدهور ينتظر الفريق في ظل سياسة «خميس» المدمرة!! الفريق تنتظره مباريات حاسمة وجماهيره الغفيرة مازالت تأمل وبقوة ببقاء الفريق الذي يستطيع البقاء لامتلاكه عناصر فنية قادرة على تحقيق ذلك ويوم الخميس سيلتقي مع الاتحاد في بريدة ولا عذر لخميس فالاتحاد فريق مكشوف وقد شاهده عدة مرات ولا يمكن ان ترضى الجماهير بإعادة «مهزلة» الأهلي مرة أخرى وتحت نظرها..
آمل ان يكون خميس واقعياً وان يبدأ بتشكيل مقنع وان يبحث عن طريقة تمنع ولوج الأهداف المبكرة التي تدخل شباك الرائد لأنها تسببت في الكثير من «الفجائع» وعموماً مازال «الاعجاب» لدي موجوداً بقدرات هذا المدرب ولكن «العناد» قد يحول الاعجاب إلى «استياء»!
تصويبات
* الأستاذ عبدالرحمن بن صالح العيدان عضو شرف نادي الرائد من الرجال الذين يحبون العمل بصمت.. موقفه الرائع لحل مشكلة تسجيل اللاعب البرازيلي «ساندرو» يدل على تفانيه المميز للعمل لصالح الرائد.. اكثر الله من أمثالك يا أبا ماجد.
* لا أعتقد ان جماهير الرائد سيوقفها قرار «الاغلاق» فهي تحب الفريق حتى النخاع..
** يبدو ان الاتفاقيين يعضون الآن أصابع الندم بتفريطهم بالهولندي «رايسبرنج» الذي أهدى لهم بطولة وعدداً من الشباب الواعدين.. لكنه الاستعجال وعدم الاهتمام بالمستقبل هو الذي أوصل الاتفاق لهذه الحالة المزرية والغريبة!
* من حق الجماهير الرائدية ان تصب جام غضبها على «يوسف خميس» لأنها لم تجد من يوقف قناعاته الفنية «الهزيلة»!!
* تأملت في سجل مدرب نادي الرياض الحالي «اسبنينوزا» فوجدت انه استطاع الحصول على إحدى عشرة بطولة في البرازيل!! ولكنها بطولات تنتمي إلى منافسات المقاطعات البرازيلية يعني بالعربي بطولات درجة ثالثة!!
* بكل تأكيد سيرتدي النصر «الشعار» الأزرق وذلك عندما يقابل «التعاون» في بريدة ضمن مباريات كأس ولي العهد لأن اللوائح تنص على ذلك.. وستكون المرة الثانية التي يرتدي بها النصراويون الشعار الأزرق فقد فعلوها عام 1418هـ أمام التعاون في بريدة ضمن مباريات الدوري.
* الأستاذ علي المقبل مسؤول كرة القدم برعاية الشباب بمكتب القصيم.. رجل عملي من الطراز الأول.. تجده في الصباح وفي المساء يهمه نجاح الجميع.. تحياتي لهذا الرجل المنضبط.
* كل الانتقادات توجهت إلى مدرب الفريق الهلالي «بالاتشي» بينما ينعم لاعبو الهلال بصك البراءة من تلك المستويات «الغريبة» التي يقدمها بنو هلال.. إجراء غير عادل اطلاقاً.
* نظم سجن القصيم دورة رياضية لنزلائه لاقت صدى طيباً.. تحية للعميد ناصر السبيعي مدير سجون القصيم الذي دائماً ما يبرهن عن عمق التوافق بين العقاب والتربية والنصح.
* لا أعتقد ان فريق الحزم سيتنازل عن حلمه القديم بالصعود إلى الأضواء بسهولة بعد كل هذا المشوار.. آمل ان يتكاتف رجال «الرس» حول «الحزم» لكي يحقق أحلام جماهيره.
قبل الطبع
يحتاج الإنسان إلى عامين ليتعلم الكلام.. ولكنه يحتاج إلى سنوات ليتعلم الصمت
|