وافقت اللجنة الفنية باتحاد الكرة على تقديم لقاء الهلال بالاتفاق لمدة يوم واحد قبل سفر الفريق إلى العين للمشاركة في التصفيات الآسيوية، وذلك بعد ان رفضت الطلب الهلالي بتأجيل اللقاء مراعاة للمشاركة الهامة التي تنتظره وهو يمثل الوطن..
والحقيقة ان اقرار رفض تأجيل المباراة وتهيئة ظروف أفضل أمام الفريق الذي يمثل الكرة السعودية خصوصاً وهو يعيش أوضاعا فنية صعبة جداً.. جاء مجحفاً بحق الكرة السعودية قبل ان يكون بحق الهلال نفسه.. ففي الوقت الذي تقوم فيه اتحادات الدول الأخرى بدعم ممثليها والسماح بمشاركة لاعبين من أندية أخرى في صفوفها.. يواجه الفريق الهلالي هذا الموقف غير المبرر، فقبل شهر تقريبا تم تأجيل مباريات الاتحاد والأهلي قبل حوالي اسبوع من البطولة العربية.. وسبق وان تم تأجيل مباريات للنصر في الدور الأول بسبب مشاركته في مباراة ودية في ليبيا!! وكذلك فعل الاتحاد حين تم تأجيل لقائه بالهلال بسبب اقامته لمهرجانه الرياضي احتفالاً باليوبيل الفضي وملاقاة اي سي ميلان الايطالي.. هذا من جهة.. ومن جهة أخرى فإن الفريق الهلالي لعب 18 المبارة قبل المشاركة الآسيوية وذلك بزيادة مباراتين عن بقية الفرق وثلاث عن الاتحاد المتصدر.. وتأجيل المباراة يأتي لمصلحة الدوري نفسه لو كانت اللجنة تبحث عن المصلحة العامة وليس الخوف من القيل والقال وأصوات أصحاب المصالح الخاصة والتي باتت للأسف هي التي تسير القرارات والتوجيهات.. فلم تعد الأنظمة واللوائح والثقة فيمن يطبقونها هي الأساس بل ان الشكوك والخوف والتردد سيطرت على كل القرارات التي تتخذ هنا وهناك.. وذلك بسبب حملات التشكيك التي لم تجد من يتصدى لها سواء على مستوى الصحافة والعاملين بها أوعلى مستوى مسؤولي الأندية الذين حملوا لواء هذه الحملات ودعموها وروجوا لها بين الجماهير..
فنحن كمسؤولين يجب ان نرتقي عن التعصب السائد بين جماهير الأندية وصحفييها ونشاز بعض الرؤساء والمسؤولين فيها.. فهؤلاء لا يمثلون الوسط الرياضي ولا يمكن ان يسيروا الرياضة وفقاً لتعصبهم.. ولو سرنا في هذا الطريق الذي تحكمه الأهواء فإن لعب الفريق الهلالي لـ18 مباراة وتقدمه عن الفرق الأخرى سيفسر بأنه مجاملة للفريق الهلالي لو كانت نتائجه جيدة وحقق عدداً كبيراً من النقاط خلال هذه المباريات.. ولسمعنا نفس الكلام الذي قيل عند تأجيل مباريات الهلال الموسم الماضي.. فهؤلاء لا يتحدثون سوى عن مصالحهم وعن استفادتهم من الوضع أياً كان والا فسيرتفع صوتهم مجدداً طالما وجدوا تجاوباً كما هو حاصل الآن.
ولذلك فكل وضع له جانبان يحتملان أي تفسير وإذا ابتعدنا عن المصلحة العامة التي هي الفيصل في كل ذلك فلن نرضي اي طرف وسنكون نحن والجماهير المتعصبة في مركب واحد سيسير بالرياضة السعودية نحو المجهول.. فلا يعقل اطلاقاً ان يكون هذا هو دعم اتحاد الكرة لفريق يمثل الوطن بأن يرهقه بمباريات داخلية شاقة استنزفت جهود لاعبيه وعرضتهم للإصابات قبل ان يشارك خارجياً بما تحمله هذه المشاركة من ارهاق وصعوبة ومباريات قوية وفي النهاية نطالبه بتشريف الكرة السعودية..
فقد غادر الهلال لبطولة مجلس التعاون وهو يتقدم كل فرق الدوري بعدد مبارياته وبالتالي أثر ذلك على أدائه في الخليجية في حين ان الأهلي والاتحاد شاركا في العربية «مثل الهلال» ولم تقدم مبارياتهما ودخلا للبطولة في أجواء مريحة وجيدة وهذا هو المطلوب لكل الفرق.. فما نقوم به هنا هو سلخ وعقاب للهلال وانهاك للاعبيه قبل المشاركة الآسيوية في حين انتظر الهلاليون دعمهم ومساندتهم، كما دعمت الفرق الأخرى ومازالت.. ولعل رفض تأجيل لقاء الاتفاق يعيدنا لنفس الرفض الذي سبق الخليجية حين تم رفض تأجيل لقاء القادسية.. وعلى أية حال طالما القرارات تتخذ بناء على ردود الأفعال وما يتردد في المجالس فلا نقول إلا لا حول ولا قوة إلا بالله!
سلطة اللاعبين
** جاءت استقالة المدرب الهلالي بالاتشي ورفضه الاستمرار في هذه الأجواء المشحونة كحل جيد قد يكون في مصلحة الفريق الهلالي متى أحسن الهلاليون اختيار البديل.. فالوضع الهلالي لم يمكِّن المدرب من تقديم أي شيء لأسباب عديدة صاحبت عمله مع الفريق منها ما هو إداري ونعني عدم القناعة به أصلاً مما أدى إلى تكبيله بالشروط وعدم دعمه واضعافه أمام اللاعبين ومنها ما يتعلق باللاعبين انفسهم الذين كشفت المباريات انهم ليسوا مستعدين للتعاون مع المدرب ومع بعضهم البعض داخل الميدان.
فالهلال الآن يعد من أضعف الفرق السعودية جماعياً ولاعبوه لا يستطيعون تمرير الكرة لأكثر من تمريرتين إلى ثلاث لتقطع مجدداً أو يفقدها الفريق.. فكل لاعب يلعب كما يريد.. ولمن يريد.. دون اي اعتبار لأساسيات ومبادئ كرة القدم وأسلوب الفريق وتكتيك المدرب فكل لاعب يريد هزيمة الخصم لوحده فتجد من يتسلم الكرة يريد إما التمرير لمن «يفضله» أو يرتاح له أو السير بالكرة لمسافات طويلة متخطيا اكثر من لاعب في وضع لم يعد موجودا في كرة القدم الحديثة.. ومن ثم التسديد أو التخلص من الكرة بأي طريقة فتجد كرات صعبة تلعب للاعبين ومحاولات عديدة من كل اللاعبين للعب كرات طويلة أو تمريرة هدف أو المراوغة والسير بالكرة.. وكأن كرة القدم هي البحث عن الدوخي أو أندريه للتمرير لهما دون مراعاة لأصول كرة القدم والجماعية المطلوبة والاستحواذ على الكرة لأطول فترة ممكنة وهو اسلوب الفرق المتفوقة والكبيرة.
وشخصياً اعتقد ان الأجواء والعلاقات بين اللاعبين قد تكون سبباً رئيسياً في غياب الجماعية والتعاون والتكاتف داخل الميدان والبحث عن المرمى كل على ليلاه.. بل ان بعض اللاعبين لا يصدق ان تصله الكرة فتجده يصطدم بزميله رافضاً التمرير أو باحثاً عن التسديد للمرمى حتى في أوضاع غير مناسبة لذلك.
هذا الوضع اسقط المدرب الهلالي وأكد ان الفريق يعاني خللاً عميقاً تسبب به مستوى الأجهزة الفنية الماضية وسوء العلاقات التي تجمع اللاعبين ووجود تنافر ظاهر بين بعضهم يكشفه فرحتهم بالهدف وكيفية تعاملهم مع بعضهم البعض عند الخطأ في التمرير أو التسديد، فالكل متوتر ولا يقبل أي عتاب أو حديث أو حتى توجيه فكل لاعب يلعب كما يريد ولا يجد من ينبهه سواء من زملائه أو مدربه وجهازه الإداري.. ومع الضعف الذي اعترى المدرب الهلالي وعدم وجود سند له أمام اللاعبين كان لابد ان ينعكس كل ذلك على الأوضاع الفنية ويستمر مسلسل الاخفاق.. فهل ينجح المدرب الجديد في تلافي ذلك وتقديم عمل مختلف يعتمد على العطاء والمستوى ويجد الدعم الإداري أمام سلطة اللاعبين التي اسقطت بالاتشي؟!
لمسات
** تغيير المدرب الهلالي قد يكون ايجابيا فالبرازيلي سيدنهو حضر للهلال قبل الآسيوية بثلاثة أيام وحقق أول لقب آسيوي للهلال في الدوحة، وكذلك حضر جوبير قبل المربع بثلاثة أيام وحقق بطولة الدوري.. كما حضر ماتورانا قبل العربية بثلاثة أيام وسقط في تونس شر سقطة!!
***
** تفريط النصر في الفوز أمام الاتحاد الذي لعب بعشرة لاعبين هو فشل للمدرب النصراوي آساد!
***
** الحكم الدولي يوسف العقيلي يطبق القانون متى أراد ويتجاهله حينما يريد.. وإلا فكيف يفسر لنا تجاهله منح بطاقة صفراء لمحمد نور الذي اعترض الكرة بيده ونص القانون واضح.. كما تجاهل انذار مدافع النصر الثقفي في الخطأ الذي اسفر عن الهدف الاتحادي الأول.. ولا ننسى طبطبته على ظهر الحلوي وباسم اليامي عند المشادة بينهما.. تذكرت هذه الأحداث وكيف ظهر العقيلي في مباراة الهلال والشباب!!
***
** كانت المطالبة بعدم جلوس رؤساء الأندية على كرسي الاحتياط فوصل الأمر إلى جلوس أعضاء الشرف أيضاً كما حدث في لقاء النصر والاتحاد!!
نظام قرعة كأس ولي العهد الجديد هو الأولى بالاحتجاج.. ففيه تدخل واضح وتوجيه للقرعة.. فكيف تصنف فرق في مستوى معين بناء على الموسم الماضي وكيف تلعب فرق المستوى الأول «الهلال والاتحاد» مع فرق المستوى الثالث في حين لعب الأهلي والنصر مع فرق المستوى الرابع!!
** ما حدث في لقاء ناشئي الاتحاد بالأهلي هو استمرار للانفلات الذي تشهده الملاعب الرياضية في ظل تجاهل التعاطي معها كما يجب!
** قضية احتجاج الهلال على اللواء ما زالت معلقة وكذلك مسألة تسجيل لاعب الشرق العنبر!!
فمتى يعامل الهلال كباقي الأندية؟
***
** أمام الهلاليين ثغرتان في عقد روماريو هما تأخر تسجيله وعدم نظامية فترة العقد التي لا تتجاوز الثلاثة أشهر والوضع نفسه ينطبق على سيرجيو!
***
** ما لم يتعاون لاعبو الهلال ويلعبوا للفريق ويساعدوا بعضهم في التحضير أمام المرمى فلن تقوم للهلال قائمة هذا الموسم!
***
** اللجنة الرباعية الهلالية ورطت الفريق باللاعبين بدرا وسوفو.. والسبب أن أعضاءها لا يحملون الصفة الفنية!!
***
** أتوقع ان الهلاليين سيكونون في صراع بين ذلك الفكر الذي يقودهم للخلف نحو مادينا وجماعته من البرازيليين المفلسين.. وبين التوجه نحو أوروبا حيث كرة القدم الحقيقية.. وإذا عرف السبب بطل العجب!!
|