Tuesday 4th march,2003 11114العدد الثلاثاء 1 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ما أحوجنا الي من يبين عيوبنا !! ما أحوجنا الي من يبين عيوبنا !!

تعقيباً على ما نشر من مواضيع حول فن التعامل مع البشر أقول: في الحقيقة أن الحياة لا تخلو من الخطأ والصواب والإنسان من خلال حياة تواجهه قضايا عديدة تتطلب التعامل معها بشكل سليم حتى يجد له مخرجاً من كل أزمة يقع فيها وعلى الإنسان أن يعالج ذلك بكل حكمة وتعقل وبالنظرة البعيدة للأمور، ولا يخفى على كل ذي لب وكل ذي عين بصيرة أن الانسان ليس معصوماً من الخطأ فالذي يعمل هو الذي يخطئ سواء صغر هذا الخطأ أم كبر. وفي هذا الزمن ما أحوجنا حقيقة إلى من يرشدنا إلى عيوبنا ويبين لنا عثرتنا بطريقة حسنة ومقبولة ويضع النقاط فوق الحروف وبهذه الطريقة تصلح النفوس وتتغير الأحوال. وهناك وصفة للحد من الوقوع في الخطأ تتمثل في محاسبة الإنسان لنفسه على المحاسن والمساوئ محاسبة صادقة وصارمة في نفس الوقت، ومما لا شك فيه بأن لمحاسبة النفس دوراً فعالاً في بناء شخصية الإنسان والمسلم يتميز بذلك عن غيره فهو يحاسب نفسه بين الوقت والآخر فمن حاسب نفسه تقلّ أخطاؤه وتندر عثراته ويعرف تقصيره ويعرف كذلك الخطأ الذي وقع فيه، ولكي تكون المحاسبة لها أثر عظيم على النفس لابد أن تكون نابعة من أعماق القلب وفوق ذلك ايمان وعقيدة صحيحة تجعل الإنسان لايشك في حساب الآخرة، قال تعالى: )وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً) (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً) (الاسراء13: 14)
ولكل شيء ثمرة وثمرة المحاسبة الخوف من الله عز وجل: )وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى) (40) )فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى)(النازعـات:41)
وكذلك لا ننسى ثمرة عظيمة من ثمار محاسبة النفس ألا وهي اتقان العمل والابداع فيه، والحقيقة أن محاسبة النفس تحيي القلوب وتطرد الذنوب وتعمل على ايقاظ الضمير الديني داخل الإنسان وما أجمل قول القائل: من أصلح سريرته أصلح الله علانيته ومن عمل لآخرته كفاه الله أمر دنياه ومن أحسن فيما بينه وبين الله أحسن الله ما بينه وبين الناس. والإنسان المثالي هو الذي يكسب قلوب الآخرين ويسعى إلى تصحيح أخطائهم من خلال تعامله الراقي معهم فمن أراد ذلك فعليه تجنب اللوم وكثرة الكتاب كما قيل تفرق الأحباب وكلما تجنب الإنسان الجدل تمكن من اقناع الآخرين فالنفوس تحب من يعاملها برفق وعدل وانصاف وهذا هو منهج الإسلام.

محماس بن عايض بن رسل الدوسري/ الخرج

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved