|
|
تعقيباً على ما نشر من مواضيع حول فن التعامل مع البشر أقول: في الحقيقة أن الحياة لا تخلو من الخطأ والصواب والإنسان من خلال حياة تواجهه قضايا عديدة تتطلب التعامل معها بشكل سليم حتى يجد له مخرجاً من كل أزمة يقع فيها وعلى الإنسان أن يعالج ذلك بكل حكمة وتعقل وبالنظرة البعيدة للأمور، ولا يخفى على كل ذي لب وكل ذي عين بصيرة أن الانسان ليس معصوماً من الخطأ فالذي يعمل هو الذي يخطئ سواء صغر هذا الخطأ أم كبر. وفي هذا الزمن ما أحوجنا حقيقة إلى من يرشدنا إلى عيوبنا ويبين لنا عثرتنا بطريقة حسنة ومقبولة ويضع النقاط فوق الحروف وبهذه الطريقة تصلح النفوس وتتغير الأحوال. وهناك وصفة للحد من الوقوع في الخطأ تتمثل في محاسبة الإنسان لنفسه على المحاسن والمساوئ محاسبة صادقة وصارمة في نفس الوقت، ومما لا شك فيه بأن لمحاسبة النفس دوراً فعالاً في بناء شخصية الإنسان والمسلم يتميز بذلك عن غيره فهو يحاسب نفسه بين الوقت والآخر فمن حاسب نفسه تقلّ أخطاؤه وتندر عثراته ويعرف تقصيره ويعرف كذلك الخطأ الذي وقع فيه، ولكي تكون المحاسبة لها أثر عظيم على النفس لابد أن تكون نابعة من أعماق القلب وفوق ذلك ايمان وعقيدة صحيحة تجعل الإنسان لايشك في حساب الآخرة، قال تعالى: )وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً) (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً) (الاسراء13: 14) |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |