|
|
قال لي أحد الطلاب يوماً، وكنت أتحدث باللغة الفصيحة، وكانت بسيطة قريبة من اللغة المحكية، قال: «خليك عادي يا أستاذ»، عجبت مما قال ذلك الطالب، كيف يصير «العادي»، أو ما يفترض أنه عادي، غير عادي، لكني لم ألُمْهُ، وكيف ألومه وأنا أعلم علم اليقين ان المدرسين إلا القليل منهم لا يعيرون هذا الجانب اهتماماً، بل إن مدرسي اللغة العربية أنفسهم يقعون في مثل هذا الخطأ، ولو كان المدرسون يتكلمون باللغة الفصيحة لما تصوَّر ذلك الطالب وأمثاله أنها حالة غير عادية، وإذا أضفنا إلى ما ذكرنا ذلك الحصار الفضائي الذي أعاره كثير من شبابنا عقولهم يشكلها كيف يشاء عن طريق لغات محكية هابطة فإنَّا بذلك نفهم كيف تُعَدُّ اللغة الفصيحة غريبة وغير عادية. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |