Tuesday 4th march,2003 11114العدد الثلاثاء 1 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المجلس الأعلى للحضارة الإسلامية المجلس الأعلى للحضارة الإسلامية
واجب ثقافي وضرورة مرحلية تاريخية مُلِحَّة
ابراهيم بن محمد الضويحي /القصيم -بريدة ص.ب1282

قد نعايش جميعاً بشكل أو بآخر أبعاد ذلك الصراع الدائر بين آليات الثقافة الإسلامية بأشكالها وتطبيقاتها المتعددة وبين شتى الثقافات الغربية منها والشرقية، تلك الثقافات المؤدلجة والمعولمة، ولاسيّما في هذه المرحلة التاريخية الحرجة التي تعيشها المجتمعات الإسلامية.
إن مثل تلك الاختراقات الثقافية المنشّطة فضائياً تنخر بحدة في البنية التكوينية لشخصية الأمة، ونضرب مثالاً بسيطاً لذلك بثقافة (البوكيمون) التي استطاعت في سنوات معدودة ان تنتشر تلفزيونياً وحاسوبياً وشريطياً، وان تتشكّل بأكثر من صورة، بل وتترسّب في عقول ناشئة الأمة.
ولاشك ان من أبسط مبادئ الاجراءات التحصينية ضد العمق التأثيري الحاد لتلك الثقافات والايديولوجيات المخترقة وجود هيئة موحدة ناطقة باسم حضارة وتاريخ المجتمعات الإسلامية، تلك المجتمعات المستهدفة إعلاميا وتربويا وحضاريا، بحيث تعمل ولو وقائياً في وجه تلك الاختراقات الإعلامية العالمية المختلفة.
والأجدى ان تكون هذه الهيئة منبثقة من مؤسسة إسلامية ثقافية لها وزنها وتأثيرها في العالم الإسلامي، مثل رابطة العالم الإسلامي ذات الأثر الفعّال والتاريخ المشرّف في مجال خدمة قضايا الأمة الإسلامية.
ولاشك ان بانتظار هذه الهيئة واجبات ومهام شتّى للقيام بها، ولاسيّما قد تكدست مئات الملفات والمعاملات ذات العلاقة المباشرة على طاولة العمل في ظل غياب مثل هذه الهيئة.
وربّما كان من أهم أعمال هذا المجلس - أو الهيئة- تفعيل مضادّات حيوية إعلامية للحد من غلواء ذلك الهجوم الإعلامي المحموم والمسموم على القيم والركائز الذاتية للأمة.
ولعل من الملفات العاجلة في قائمة الانتظار، ذلك الملف المعني بالتعريف بالحضارة العلمية والخُلقية لهذه الأمة، وكذلك بالفضل العظيم الذي أسدته للحضارة البشرية في كافة مجالات العلوم التطبيقية، مما يرفع من الروح المعنوية لمجتمعاتنا المهزومة ثقافيا وصناعيا واقتصاديا ليعيد الأمل إلى تلك المجتمعات المحيطة.
ومن الملفات العاجلة جداً ما هو معنيٌّ بمصادر التلقي المطروحة والمكوّنة لشخصية وثقافة الناشئ المسلم، حيث تفتقر الساحة الثقافية لأصول تلك المصادر التربوية الصحية، بينما تجتال الثقافات الدخيلة والمنشطّة إعلامياً النسبة الكبرى من الرؤوس الصغيرة ومن الثروة البشرية المستقبلية.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved