بابا
: أتألم كلما سمعت الأطفال ينادون آباءهم بهذه الكلمة، وفي برامج الأطفال وغيرها، أتألم لأنها تشبه (حقة روما) لفظا، وأفضل منها وأحسن وأسلم (أبي) أو (يِبِه) بكسر الياء والباء أو (يُبَه) بضم الياء وفتح الباء، وتذكرت الآن (يرحمه الله) التي خشي د.عبدالعزيز الخويطر والشيخ أبوعبدالرحمن بن عقيل أنها أدخلت علينا بقصد سيىء وذكر أن أهل روما يقولون (يغفر له الرب).
شعراء نجد المعاصرون
كم تمنيت لو أضيفت التراجم التي لم تأت في الطبعة الأولى من كتاب الأستاذ عبدالله بن إدريس لطبعته الثانية التي أصدرها نادي الرياض الأدبي بمناسبة تكريم مؤلفه، وخاصة ترجمة وشعر الشاعرين الأديبين عبدالله بن محمد بن خميس وعمران بن محمد العمران، ليت وهل ينفع شيئاً ليتُ.. ترى ما الذي منع من ذلك؟سؤال للمؤلف وللنادي.
ليست السيارات كالحيوانات
قلت في مقال سابق ليس عيبا أننا كنا نقود الحيوانات من ابل وحمير وبقر، نحمل عليها أمتعتنا وزرعنا وعلف بهائمنا، ولكن العيب أن نقود السيارات كما كنا نقود تلك، فتلك لو احتكت ببعضها لما ضرها لأنها لحم وعظم، وليس بها إشارات، ولكن السيارات حديد ونار متى ما احتكت ببعضها أدنى احتكاك وخاصة مع السرعة نتجت المشاكل والكوارث، وذهب ركابها شذر مذر، بعضهم للدار الآخرة والبعض الآخر لورش بني آدم أقصد المستشفيات، ولا تسل عن الخسائر المادية، فلنستعمل أيها الإخوة إشارات سياراتنا دائما وأبداً، ولنتعود على ذلك كما تعودنا على ربط الحزام.
فوضى الوقوف
نشتهر مع الأسف بالكسل (والتنبلة) وعدم الاهتمام بالغير بل والانانية، والاستهتار بالأنظمة، فتجد الواحد منا إذا أراد الوقوف أمام سوق أو دائرة أو مسجد يلصق سيارته برصيف ما يريد الوقوف عنده، وإن لم يجد مكانا قريباً أوقف سيارته خلف السيارات فيسد عليها، وقد يجيء من يسد عليه، ويعطل عباد الله، أو يعطل نفسه، والأفضل أن يقف في مكان مناسب ولو بعيد ويمشي قليلا (رياضة) ومن ترك المشي تركه المشي.
لماذا لا يؤشرون؟
أسائل نفسي دائما كلما رأيت كثيرا من السيارات تتجه يمينا وشمالا (وفوق وتحت)، وتخرج من مسار إلى مسار، وتريد الوقوف، أو تخرج للشارع من موقف ونحوه، كل هذا بدون إشارة.. لماذا؟لاأدري.. ترى هل هو كسل؟ أم استهتار؟أم جهل؟ أم تجاهل؟ لماذا لا يخبر السائق من خلفه ومن حوله بمقصده؟ ولماذا يدخل في مسار جاره بدون إذن أي بدون إشارة؟ لماذا؟ يا هذا؟.إن أحدنا إذا كان في الصف (السرا) (الطابور) وبلغة الخواجات (الكيو) وجاء شخص ودخل في الصف قبل بعضهم فهل سيرضى عنه الصافون بهذا الدخول؟ حتما... لا... ومثله السيارة التي تدخل في صف السيارات وفي مسارها بدون استئذان.وعلى ذكر السرا.. يقولون إن شخصا (من جماعتنا) صف في سرا طويل عند مخبز، فلما وصل عند الخباز سأله (عندك فكس)؟.ويقولون في الأمثال العامية (سرح بقر) ويقصدون أنها تسير بغير نظام، وبغير صفوف مستوية، بل معوجة، وبدون إشارات (أي لا تستعمل إشاراتها)، فهذه تعرج على تلك وتصدمها وأخرى تعترض طريق غيرها.. وهكذا، وأخشى أن يكون سير بعض السيارات فيه شبه من سرح البقر.
وعلى ذكر البقر (خطب إمام فذكر البقر في خطبته فلما خرج أحد المأمومين رأى بقرة في الشارع (تعنفص) (ت.ع.ن.ف.ص) وهذه كلمة عامية (وقد تكون فصيحة) ومعناها تركض في الشارع وتخبط بيديها ورجليها وقد تكون رافعة ذيلها فقال (امرحي يا دبيسة يخطب بك بالمنابر).
رجاء للمرور
رجوت وزارة المواصلات في مقالات سابقة حول طريق قبة سامودة، وطريق وادي الدواسر بيشة أو رنية، وتعرجات طريق حريملاء رغبة بما يكفي، كما رجوت حبيبي المرور بما لم يكف.. أرجوه أن يكلف من يقف في التقاء شارع ابن سينا (في حي المصيف) بشارع ظبية بنت البراء أمام بقالة الهدف، ليرى العجب، واللخبطة، والفوضى، وعدم احترام النظام، وعدم استعمال الإشارات، وعدم التأني، وعدم الرفق، بل عدم إعطاء الطريق حقه، وحين يرى ذلك المكان شخص واعٍ حتما سيقرر إغلاق هذا التقاطع مؤقتا بصبات حتى توضع فيه إشارة إن كان يستحق، وكذلك التقاطع الواقع شمالا عنه بالتقاء شارع ظبية بشارع الحسن بن علي.
ورجاء آخر :
كذلك لعل هذا (الواعي) على دربه (على دربك شل خشبة) يقف في التقاطعات المحيطة بسوق خضار الشمال ليرى العجب أيضا وليرى حاجة تلك التقاطعات لصبات تمنع التجاوزات والفوضى والمخالفات والزحام بسبب رعونة بعض السائقين وتهورهم، وعدم احترامهم للآخرين ولأنظمة السير وأصول السلامة.
مواسير المرور
جميل أن يعمد المرور إلى وضع مواسير تمنع الدخول مع الفتحة المخصصة للخروج بين طريق الخدمة والشارع الرئيسي أمام الأنفاق وليته يعمم هذه المواسير أو أقصر منها أو أرصفة تمنع المخالفات التي نشاهدها باستمرار في تلك المداخل والمخارج.
ربعنا
ويؤسفني أن أقول إن معظم ربعنا (ومحدثكم منهم) لا يردعهم عن المخالفات سوى الصبات والمطبات (وبدونهما لن يتركوا اللخبطات والمخالفات والاستهارات). وهذا شيء مؤسف ولكن (مالك إلا خشمك ولو كان أعوج)، فيجب استعمال الحزم معهم بعد محاولة تثقيفهم وبث الوعي المروري بينهم.
سلطانة
على طريق صلبوخ إزاء كلية الملك عبدالعزيز الحربية يحتاج الطريق الموازي لهذا الحي إلى رصيف وسطي (جزيرة) أو صبات تنظم الدخول والخروج من الطريق إليها والعكس، فالملاحظ الآن أن كثيرا من السائقين (النشامى) إن لم أقل كلهم يدخلون ويخرجون من أي مكان شاءوا ومتى شاءوا، دون أن يتأكدوا من خلو الطريق، ودون أن يقفوا حتى يخلو الطريق من السيارات، أما الإشارة فعليها السلام هنا (وهناك).. ليت المرور يلتفت لهذا ويعالجه لمنع الحوادث ومنع إيذاء سالكي هذا الطريق من قبل الداخلين لسلطانة والخارجين منها.
الرجاء الأخير
أن يحاول المرور توعية السائقين (كلهم) وتثقيفهم مروريا، وذلك عبر وسائل الإعلام المختلفة بصفة مستمرة، ومن ثم يستعمل الحزم معهم ويلزمهم باستخدام إشارات سياراتهم كما ألزمهم بربط الأحزمة.
ميم الجمع
قلت في مقال سابق إن ميم الجمع تستعمل في غير محلها في وسائل الإعلام، حين يجري مذيع أو صحفي مقابلة مع فرد ويطلق عليه صفة الجمع بشكل ممجوج وغير لائق وغير مستحسن في رأيي حبذا لو خوطب المفرد بصيغة المفرد وتركت ميم الجمع للجمع وهو ما أريدت له.
إهمال إهمال
قرأت في هذه الجريدة قصة الشاب الذي أوشك على الهلاك في منطقة الجوف، حيث خرج للبَر (بفتح الباء) ليلحق بزملائه فتاه وتعطلت سيارته، أو غرزت في الرمال، أو نفد وقودها، فكاد يهلك، لو لا عناية الله لفسحة في أجله بمرور أشخاص أنقذوه في اللحظة الأخيرة، رغم أنه في منطقة ليس بها إرسال هاتفي ولا طرق، ولكن يومه لم يحن.وما أريد قوله والتنبيه إليه أن هذا الشاب لم يكن في سيارته ماء ولا زاد ولا لحاف ولا غطاء ولا حتى ملابس تقيه البرد، وهذا منتهى الإهمال والخطأ الذي يقع فيه الكثيرون الذين يغادرون المدن أو القرى ويتوغلون في البراري والقفار، وليس معهم شيء من الضروريات للأكل والشرب واتقاء البرد والمطر، وحتى في المدن والقرى يجب ان يكون في السيارة ماء وتمر وشيء من المأكولات الناشفة التي لا تتأثر بالمكث خارج الثلاجة.وأعرف كثيرين لا يحملون شيئا من ذلك البتة (أي بتاتا) كما أعرف آخرين ولعلّي منهم يحملون دائما في سياراتهم ماء وتمراً وأشياء تقيهم الحر والبرد، وبعض المعدات الخفيفة الضرورية كالمسحاة، والفاروع، والمحش، ومنشار الحديد، ومنشار الخشب، والعصا، والشاكوش، ومصباح على البطارية، وحبل متين للسحب، وكشاف يدوي.. الخ وقبل ذلك المصحف.وقد أفردت لهذا الموضوع الطريف مقالا نشر في هذه الجريدة كان عنوانه: طرائف حقائب وأغراض السفر، نشر يوم 24/10/1420ه .
لحضور حفل الزواج
هذا عنوان مقال في زاوية بمجلة اليمامة كتبه فهد الفايز نشر يوم 5/7/1415هـ زودني به ابني د.عبدالله لإعجابه به حيث انتقد ما يجري في (حفلات) الزواج لدينا، وخاصة في المنطقة الوسطى حيث يكتفى بأكل الرز الذي طبخته العمالة مشبعا بالزيوت والدهون وأكل المفاطيح ونظر بعض المدعوين إلى بعض والسلام.
بين عرسين
وتحت هذا العنوان كتب الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل إسماعيل مقال جميلا وبعنوان آخر (خير الأمور الوسط) في هذه الجريدة في 25/10/1421هـ تحدث فيه عن عرسين حضرهما أو حدثه من حضرهما، في أحدهما إفراط وفي الثاني تفريط، أحدهما أصبح كالمأتم والثاني تجاوزوا فيه الحد، ليتني أستطيع وصفهما كما وصفهما الكاتب بل ليت المساحة تسمح بمثل ذلك.
الجنس اللطيف
هذا عنوان كتاب كنت أنوى إعداده ولكني عدلت عنه كما عدلت عن كتب أخرى ولعل من فقراته إسراف البعض في احتقار المرأة والخجل من ذكر اسمه زوجته فيقولون المرة/ الأنثى/ العيال/ أم العيال/ الأهل (وهذه سيأتي توضيح لها)، حتى أن بعضهم يقول معه مطارته أي زوجته، وبعضهم يوغل ويقول فلان معه سواد، لدرجة أن أحدهم قال لقريبه هل عنزنا عندكم؟ لم أسمع هذه ولكن حدثني بها من أثق به،أما من يقول (كرمك الله) عند ذكر المرأة فلعلهم قلة قليلة جدا بسبب الجهل المطبق عليهم من جميع الجهات.وصف الزوجة بالأهل تعززه الآية الكريمة {فّلّمَّا قّضّى" مٍوسّى الأّجّلّ وّسّارّ بّأّهًلٌهٌ} الآية.والحرمة فصيحة ولا غبار عليها فقد قرأت في أحد كتب التراث أن أعرابياً تبارى مع امرأة في الشعر فقالت بيتا أو أبياتا نالت إعجابه واستحسانه فعبر عن ذلك بقوله (لو لا أنك حرمة لقبّلتك). وفي الشام يطلقون على الزوجة (الجماعة).
القريب البعيد
من أمثالنا (قريّب بدو) بتشديد الياء، وذلك أن الأعراب حين يشيرون إلى موضع يقولون (قريّب) بينما هو بعيد على الحضر ومن لم يتعودوا قطع المسافات الطويلة، ولهذا يقولون تيهة الحضري قصرته، وأثبته الشيخ محمد العبودي في كتابه (من حكم العوام) تيهة الحضري قصره (بدون تاء)، وكنت سأبدي له هذه الملحوظة وقد يكون المثل في منطقة القصيم كما أثبته أبو ناصر، فهو ابن بجدتها وهو المحقق الذي لا يشق له غبار.وقريب لي توفي رحمه الله كان يستأجر سيارات يوصل الناس وأمتعتهم لقريتنا (البير) من (الرياض) في الماضي، فكان يبالغ جدا في ذكر قرب البلد من الرياض فيمدّ يديه ويقول (مدّ بوعك).
ومن عباراتهم في هذا (حذفة عصا) أي لو رميت عصاك لو صلت للمكان المراد وهذا من المبالغة الشديدة (والعصا لمن عصى) ولدي كتاب ضخم اسمه (كتاب العصا) والعصا ذات الرأس تسمى العجراء والدبسة، والقناة، رابع نسيته، أما الخامس فهو طريف جدا وسبق أن ذكرته ولكن النسيان الآن شاع وانتشر، وعلل الأستاذ أحمد الدامغ كثرة النسيان بأكل لحم الدجاج، وهنا أبيات في النسيان سمعتها من د.راشد المبارك، ثم وجدتها في كتاب.. وهي:
أفرط نسياني إلى غاية
لم يدع النسيان لي حسّا
فكنت كلما عرضت حاجة
ملحة ضمنتها الطرسا
فكنت أنسى الطرس في راحتي
وكنت أنسى أنني أنسى
الحمد لله لم أنس الاسم الخامس للعجراء (إياكم والدجاج فإنه يسبب النسيان وعليكم بالمغناج) إنه أيها السادة لدى بعض التهاميين (طع شوري) وهذا اسم على مسمى. سمعت هذا في متحف (نسيت اسمه) تحت مشروع العربات المعلقة في السودة بأبها.
اختلاف اللهجات والمسميات
يجر هذا إلى اختلاف اللهجات والمسميات بين المناطق بل وبين البلدات المتجاورة، فنحن في منطقة المحمل وربما سدير ومنطقة الرياض نسمى الضباب (أبورابض) بينما في الوشم أو جزء منه يدعونه (الغطيطة). ونحن نقول (في ذا) وأهل الزلفي يقولون (بِه) بكسر الباء وفي القصيم (بالقصيم) يقولون (بُه) بضم الباء.
من لطائف الشعر العامي
الشعر العامي القديم فيه عدة فوائد وإن كابر البعض وأنكرها فهو يحفظ لنا اللهجات والمواضع الجغرافية والوقائع التاريخية، ويصور مجتمعه الخ أما الحديث منه فأكثره كغثاء السيل ولا ينبغي تشجيعه ولا الاستمرار فيه.بعد هذا الخروج عن النص أقول إن من التعبيرات اللطيفة الظريفة قول أحد شعرائه:
أبو جديل على دمث النحر هلّه
ما له جدا كود تكديده وتفريقه
وقول الآخر:
انا دمع عيني كل ما هّل من شهر
هماليل واغضى عن هلي لا يشوفونه
وقول سليمان الطويل:
والردف طعس نابي ما وطي به
غب المطر شمس العصير اشرقت به
وسمعت ان أحد الأعيان كان مع رجاله فوق طعس بعد مطر وقت العصر. فقال: من يصف هذا المنظر؟ فبادر أحدهم بايراد البيت فاستحسنه.
الراوي الشيخ إبراهيم الواصل
هذا الراوي لديه الكثير من القصص والطرائف والأبيات الشاردة أو الشوارد الشيء الكثير، نقل عنه د.عبدالله العثيمين والراوي إبراهيم اليوسف بعض تلك الدرر، نشرا بعضها في هذه الجريدة، وسمعت منه أشياء كثيرة سجلت بعضها وضاع البعض الآخر، ويتحف زواره أربع مرات في الأسبوع بما في جعبته العامرة من طرائف ونوادر وقصص لا يعرفها غيره.
عتب في محله
ويعتب شيخنا على الذين نقلوا عنه (وهم كثر) ولا يذكرون ذلك في كتبهم ومقالاتهم، ومعه الحق كل الحق، فبعض المؤلفين لا يرجع الحق لأهله ولا يذكر من أخبره بقصة أو أبيات وهذا منتهى الجحود.
ومن أمثلة ذلك وهو كثير الأبيات التالية
ياملّ قلب دبوب الهم يرعى به
الجسم ينحل ولا من صاحب ياوي
لو ان ما بي يصيب طويق وهضابه
كان اصبح الضلع هو والقاع متساوي
ولو ان ما بي يصيب خشوم حطابه
كان اصبحت عثعثا يرعى بها الشاوي
روى لي شخص البيت الأول واسم الشاعر ولم ينسب ذلك لمن رواهما له وهو الشيخ الواصل، متعه الله بالصحة والعافية، وجنبنا جميعا الجحود.