تجاوز القادة العرب المصاعب وخرجوا بموقف موحد سمته الأساسية رفض الحرب ضد العراق، وهو موقف يسهم كثيراً في تحديد ملامح التحرك العربي وتكثيف الجهود باتجاه تجنب الحرب وذلك من خلال الوفد الرئاسي الذي تم تكوينه للاتصال بالدول الكبرى والعراق بما ينطوي عليه من فتح قنوات مع بغداد تعين كثيراً في مشاورات الفترة الحالية بكل ملابساتها بما فيها من استعدادات حربية ومساعٍ دبلوماسية.
أهمية قرار القمة يكمن أيضا في انه يوفر للآخرين ميزة التعامل مع موقف عربي واحد خصوصاً في هذه الفترة التي تزداد فيها التحركات والمشاورات التي يدور جلها حول هدف منع الحرب وتلمس سبل التسوية السلمية.
ويتفق الموقف العربي مع مطالبات دولية واسعة النطاق رسمية وشعبية تركز كلها على رفض الحرب وتحث على ضرورة اعطاء مهلة كافية لأطقم التفتيش حتى تتمكن من انجاز عملها بالطريقة المثلى، خصوصاً وان مهمة المفتشين تجد اهتماما واسعاً باعتبار انها تحرز تقدما، كما أنهم يحوزون على ثقة المجتمع الدولي ما يجعل من العمل الذي يقومون به عنصراً محورياً في نزع الأسلحة وتدميرها وصولاً الى تسوية لا تطلق فيها رصاصة واحدة.
وخارج الجلسات الرسمية فقد كانت اللقاءات التي تمت على هامش القمة ذات أهمية خاصة، حيث حظي اللقاء بين سمو ولي العهد ورئيس الوفد العراقي باهتمام كبير باعتبار انه يتيح الفرصة لتباحث الآراء بما يصب ايجابيا في صالح مداولات القمة وفي مسيرة العمل العربي للمرحلة المقبلة.. حيث أشاد رئيس الوفد العراقي بجهود سمو ولي العهد والمملكة في العمل الدؤوب لتوحيد الصف العربي.
ولعل الأهم هو الالتزام بتلك القرارات وتنفيذها، فهناك الآن من بين العناصر العملية اللجنة الرئاسية التي تم تشكيلها للاتصال بالأطراف الدولية المعنية وخصوصاً الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وعرض الموقف العربي عليها وكذلك التشاور مع الحكومة العراقية في اطار قرارات القمم العربية حول العراق.
والتحرك العربي الدولي في المرحلة الراهنة أكثر من مهم من أجل تعزيز المواقف التي تتخذها دول دائمة العضوية في مجلس الأمن ورافضة للحرب بينما يتيح اتصال اللجنة الرئاسية بالعراق فتح قناة دائمة مع بغداد حالياً ومستقبلا.
|