هجر، يهجر، هجراً أي ترك الشيء وابتعد عنه ومنه قول الحق جل وعلا (واهجرني مليا)، فالهجرة النبوية الشريفة كانت ترك لوضع غير مرغوب إلى مكان يرجى فيه تحسين الوضع لتحقيق الأهداف والغايات النبيلة للدعوة الجديدة الدعوة الإسلامية التي قدر الحق لها أن تولد في بلد وتخرج للعالمين من بلدٍ آخر.
فالهجرة النبوية الشريفة رمز للكفاح، وزاد لمن يريد النجاح والفلاح ويجب أن تكون لكل فرد من أبناء الوطن هجرة، هجرة يهجر فيها ما هو عليه من التقصير في حق ربه وحق بلاده وحق أمته، إلى حالة يحسن فيها وضعه ويصلح فيها أحواله مع ربه وإخوانه ويعطي كل ذي حقه، وكل عام في ذكرى الهجرة النبوية الشريفة يعطي لنفسه هجرة من الوضع الذي وصل إليه إلى وضع أحسن وأرجا منه، وهكذا كل عام حتى يشعر الفرد المسلم بالرضا عنه نفسه أو شبه ذلك.
وكذلك المتعلم والعامل يجب في ذكرى الهجرة الشريفة أن يعطي لنفسه هجرة جديدة يحاول من خلالها الوصول إلى أحسن الأوضاع، يزداد المتعلم فيها علماً وبحثاً من أجل رفعة دينه وبلاده، ويتقن العامل والصانع صنعته ليصل إلى درجة من الإتقان يرضى عنها الذين تقع في أيديهم صنعته وبضاعته.
ونحن في المؤسسة الأهلية للأدلاء مناط بنا تقديم الخدمة لحجاج بيت الله الحرام زوار مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، لنا هجرة كل عام هجري جديد نهاجر دائماً إلى الأحسن والمتطور نصقل أنفسنا كل عام بالتدريب والتحديث في شتى المجالات الإدارية والتقنية والفنية، والهدف من ذلك إظهار هذا البلد في أحسن صوره أمام أفضل زائر وهو الحاج الكريم.
وكذلك فإن بلدنا الحبيب المملكة العربية السعودية هذا البلد المعطاء دائماً له هجرة كل عام فهو يرتفع دائماً ويتقدم في شتى المجالات الحضارية الصناعية والثقافية والاجتماعية وذلك بفضل قيادته الرشيدة أيدها الله ، التي لا تألو جهداً من أجل رفعة الوطن وأبناء الوطن وتذليل كافة الصعاب أمام الدارسين والباحثين والعاملين في شتى مرافق المملكة، ويشهد لهم ما يستجد ويستحدث كل عام في مرافق الحج، التي أصبحت معجزة وعلماً ونجماً يسطع في بقعة من بقاع العالم ليشهد لهذا البلد المعطاء وقيادته الرشيدة بالإخلاص والازدهار عاماً بعد عام، ويذكرها المسلمون بالخير مع كل ذكرى للهجرة النبوية الشريفة.
(*) رئيس مجلس إدارة المؤسسة الأهلية للأدلاء
|