عام يمر وعام يأتي، يزاد في العمر أو ينقص منه لا ندري، ولكن الحقيقة أننا نقترب من الأجل المحتوم، وهو لقاء الرب جلَّ وعلا، (فلكل يوم تشرق فيه الشمس يخرج منادٍ يقول يا ابن آدم أنا يوم جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمني فلن أعود إلا يوم القيامة) فهذه حقيقة ثابتة يدركها كل عاقل مفكر، إن الدقيقة إن مرت فهي لا تعود أبداً وكذلك الساعة واليوم والشهر والسنة.
والفائدة هنا أن الهجرة النبوية الشريفة تذكرنا بميلاد جديد لأمة جديدة أضاءت بنورها المشرق والمغرب.. نشرت الأمن والسلام على ربوع الأرض.
فلتكن هذه الذكرى عبرة تفجر العقول تفكيراً وتدبيراً ولتكن ذكرى الهجرة النبوية الشريفة حياة جديدة تدب في قلوب شباب الأمة وتبعث فيهم روح التنافس على رفعة أمتهم وسيادتها في شتى المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية والاجتماعية، فالشباب هم العماد وأحوج من يكون لهذه التذكرة.
أيها الشباب يا أمل المستقبل وعماد الحاضر، الوقت الوقت استفيدوا منه قدر المستطاع لا يضيع منكم في العبث واللهو، فهذه نصيحة، وأن يقبلها الذين في قلوبهم غيرة على حال أمتهم التي صدق فيها قول نبيها الأعظم صاحب الهجرة الشريفة (تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، قالوا أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله، قال لا بل أنتم كثير ولكن كغثاء السيل، ولينزعن الله المهابة منكم من صدور أعدائكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن، قالوا وما الوهن يا رسول الله، قال: حب الدنيا وكراهية الموت) فهل يحب الموت أحد إلا المؤمنون المخلصون!! ولكن (فذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين).
* مسؤول التجهيزات بالمؤسسة الأهلية للأدلاء
|