Tuesday 4th march,2003 11114العدد الثلاثاء 1 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تبوك لؤلؤة الشمال 4/6 تبوك لؤلؤة الشمال 4/6
موقع المدينة الساحلي كان له أثر في إبراز الحياة الأدبية والثقافية
«الشرم» المرفأ الذي نشأت على ضفافه مدينة الوجه
«الأميرية» أول مدرسة نظامية تأسست عام 1325هـ

  حلقات أعدها: عبدالرحمن محمد العطوي
نواصل اليوم الحديث عن محافظة الوجه ونتطرق إلى عدة جوانب في هذه المدينة بعد أن قدمنا في حلقة يوم أمس العديد من الايضاحات المهمة عن تاريخ هذه المدينة ومواقعها الأثرية والمراسي والموانئ بها والطرق التي كانت تصل بينها وبين ضباء قديماً وعن مناخها والمشاريع التي نفذتها بلدية الوجه بها ونقدم اليوم المزيد من النقاط عن الوجه.
الحياة الأدبية
الحديث عن التراث الأدبي والثقافي لمنطقة الوجه خلال العصور السابقة ليس يسيراً حيث تحتاج للبحث والتمحيص والقراءة المتأنية في الأسطر وموقع المنطقة وتنوع المجموعات البشرية الحضرية والقبلية التي قطنت المنطقة والتي كانت على اتصال وعلاقات مستديمة في الشطر المقابل من البحر الأحمر كان له الأثر الكبير في إبراز الحياة الأدبية والثقافية لهؤلاء الذين استوطنوا الوجه.
وفي القرن الثالث عشر الهجري وما بعده عاشت مجموعة من الشعراء المحليين على مستوى البادية والحاضرة ومن أشهرهم ابراهيم بن رفادة، محمد مصطفى الخناني، محمود حسين بديوي، صقير البديوي، حامد على فتوح، محمد القريبي، أحمد الرشيدي، احمد مريخان، عيد بن حسن ، حسين أبو زيد، عطية الله الخليلي، أحمد محمد الجزري، رشيد المطرفي، ظاهر عيد البلوي، عيد فيحان بن رفادة، عطية المطرفي، حمود اللوط البلوي.
وذكر العارفون أن انتاج هؤلاء الشعراء كان يتسم بطابع الوعظ والتوجيه، والأرشاد إلى جانب أن قصائدهم تأخذ القاعدة الشعرية العربية القائمة على العروض في بناء القصيدة التي تبدأ بالغزل المصطنع والتغني بالرسم والأطلال واكمالها للحكم والمواعظ والحث على الزهد في الدنيا.
والفئة المعاصرة من شعراء الوجه يتأثرون بالشعر الحديث فهم يسيرون على القاعدة التقليدية التي تعتمد في بناء شعرها على العروض وهو ما يرى في الكثير من شعراء الوجه ومنهم الشاعر والمربي الكبير محمد مصطفى سحلي، وله قصائد كثيرة تصور الأحوال السياسية والاجتماعية المتعددة التي مرت بها المنطقة العربية فله قصيدة ثنائية نشرت يما بعرف بالثلاثاء الحزين بعنوان «الفجيعة» يرثي فيها جلالة المغفور له الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله، جاءت هذه القصيدة في كتاب هذه بلادنا للمؤلف الدكور محمد أحمد الرويشي وتقول هذه القصيدة التي نورد بعضها:


يا سعود قم واكتب من الدمع عبرات
دمع تحول دم حين الفجيعة
على عظيم مات ولله ما مات
ما مات وآل سعود تحمي الشريعة
هيهات يا سيف في الحرب هيهات
سيف على العماجين كل يطيعة
لا والله ألا تفتقدك الحكومات
في الشرق ولا الغرب كل يذيعه
لا يا سديد الرأي عند المهمات
وأنت المقدم وأنت وجه الطليعة
قدت السفينة في البحور العزيزات
في مظلمات عند غيرك نزيعة
وكم شعب واسيته بجزل العطيات
حتى العدى ما يجحدون الصنيعة
يا والد الأيتام في عسر الأوقات
تنعاك الأم وتفقدك الرضيعة
عساك في جنات عدن الظليلات
روح الشهيد اللي بجي وديعة
والموت حق ولا من الموت جزعات
تنقاد له لوكان روحك شجيعة
ولولا المنية تندفع بالمنيات
كل واهب روحه لفيصل يبيعه
وبايعنا أبو بندر على صدق واثبات
وولي عهده بمبرقات سريعة
وعبدالله درع للحمول الثقيلات
قاد الحرس لدرجات رفيعة
وسلطان ماهر طول الليلة ولا بات
قاد الدفاع المحصنات منيعة
يمشوا على منهج منظم بخطوات
وينقذون خطوات وسيعة

وله قصيدة أخرى يرثي فيها جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز رحمه الله.


باسم الإله أبدي حسينات الألحان
وأبدا بنفسي يحسن الله عزاها
وأهل الدمع مثل هل الأمزان
ويوم الأحد عيني تزايد بكاها
ولعل نفسا ما تكبر بالأحزان
يوم الفجيعة يقطع الله ترجاها
عليك يا خالد بكت الأعيان
وظلت حزينة صبحها مع مساها
يا رب عطه بجنة الخلود مساكن
كم حاجة للي تضايق عطاها
وكم فك مسجون وكم ساعد إنسان
وكم أرضى للي ماله أرض عطاها

وفي نهاية قصيدته هذه يقول الشاعر:


وأعطى الرسالة للفهد صقر حوران
عاهل تسلمها على مستواها
هذا وصلى الله على نسل عدنان
من أول الدنيا إلى منتهاها

ومن شعراء الوجه كذلك الشاعر سليمان الحمد وهو شاعر غزلي حسب ما توضحه قصائده التي نشرت في كتاب المؤلف الدكتور محمد الرويشي وله قصيدة مشهورة بعنوان: «يا لوجه» قال فيها:


يا لوجه قولي للبحر كم الأسرار
ومن الشوط احكي لكل الجزيرة
أروى لها جرح ومعاناة بحار
في قاربه يجهل قضاه ومصيره
كم في البحر لؤلؤ وكم فيه محار
بس البحر درب الخطر دون غيره
ومن يركب الصعبات ودروب الأخطار
أكيد يحظى بالجزاء دون غيره
وكل يبي الجنة ومن يقبل النار
والله خلقنا كلنا في بصيرة

وتتميز الوجه بوجود عدد من الكفاءات الموهوبة التي أنمت الحركة الأدبية في الوجه وأصبح هناك جيل من الملمين بالأدب المحلي والإقليمي وعلى صلة بكل جديد مما تلفظه المطابع والدواوين ويتأثر به وينتج أدباً جديداً تفتح الصحف والمجلات صدرها لنشره بين صفحاتها وكانت لهم كتابات في المقالات المناسبة ما لبثت أن تطورت إلى المقالة الصحفية والبحوث والدراسات العلمية والأدبية ومن أبرزهم في عصرنا الحاضر حسب ما ذكره المؤلف في كتابه (هذه بلادنا) هم:
محمد مصطفى السحلي- محمد إبراهيم غبان - عمر علي عيسى - كمال محمد أبو ناب - محمد علي الفقي - صالح محمد المعلم - صغير محمد حمود - عبدالرحمن إبراهيم غبان - عبدالجليل لكبر علي - محروس عبدالرحمن سنيور - خليل صالح الغامدي - محمد أمين غبان - قاعود محمد غبان - عمر إبراهيم غبان - محمود عبدالحميد بديوي.
أهم المعالم السياحية والأثرية
* المدينة القديمة:
وهي أجزاء باقية من مدينة الوجه القديمة وتقع في الركن الجنوبي الغربي من الهضبة الشمالية وأخذت بصمات التطور الحديث ممثلة في شبكة الطرق الحديثة.
* الشرم:
وهو المرفأ الطبيعي الذي قامت عليه مدينة الوجه والذي ما زال يضم بقايا الأجهزة الحكومية القديمة إلى جانب ذلك منطقة اسواق الوجه القديمة التي كانت على مقربة من المرفأ لتسهل عملية نقل البضائع إلى الوجه ولا تزال بقية هذه الأسواق والمستودعات والوكالات والقلعة التركية وباب البحر وجزء من سور مدينة الوجه القديم وبيت قائم مقام الوجه وموقع قلعة بلاثر وأرصفة الميناء القديم وفنار الوجه موجود على الرغم من امتداد يد التطوير والتغيير الحديث إليها ممثلاً في شق الطرق ورصفها وتشجيرها.
الكورنيش
يعتبر الواجهة البحرية لمدينة الوجه ويمتد على ساحل البحر الأحمر بطول 3 كلم وتتميز واجهة الكورنيش بأنها مخططة على شكل استراحات تتخللها الأشجار وفي ظهر الكرونيش طريق مزودج يفصله عن المباني السكنية التي تشرف على البحر الأحمر التي أخذت أدوارها الأولى تتحول إلى مراكز تجارية متعددة الطوابق والتخصصات حيث تقوم بخدمة رواد الكورنيش مع مستقبل الأيام.
الملاحات
توجد على مقربة من الشرم وساحل الوجه ملاحات يمكن استثمارها في إقامة مصنع لتصنيع الملح وتصديره.
متنزه الأمير فهد بن سلطان
يضم مجموعة كبيرة من الشاليهات التي يتكون الواحد منها من غرفة وصالة بمنافعها وتؤجر من قبل بلدية الوجه وتتوافر فيها المياه والإضاءة وحولها العديد من وسائل الترفيه للأطفال يضاف إليه من حيث الأهمية والتنظيم متنزه زاعم العام الذي أقامته البلدية شمالاً ويضم شاليهات على البحر الأحمر واستراحة «مسافر» الواقعة على طريق أملج.
الحدائق العامة المفتوحة
تنتشر في مختلف أنحاء المدينة وتقدم خدماتها للسكان وزوار المدينة.
الجزر الواقعة على ساحل البحر
من أهمها جزيرة ريخا ويمكن ربطها بالساحل بواسطة قوارب تجارية سريعة لتنشيط الحركة السياحية بين الساحل والجزر .
المساجد القديمة
تضم الوجه مجموعة من المساجد والزوايا القديمة التي يصل عمر بعضها إلى أكثر من 200 عام ومن أهمها مسجد الأشراف ومسجد البون ومسجد البديوي والزاوية السنوسية.
منطقة أبا القزاز
وما يحيط بها من أودية على ضفافها تنتشر أشجار الدوم إلى جانب مزارع النخيل والمحاصيل الزراعية الأخرى.
المواقع الأثرية ومن أهمها
* موقع القصير:
ويقع جنوب الوجه على مسافة 35 كم قرب مصب وادي الحمض وهو عبارة عن بقايا معبد هلنسي الطراز بني من حجر المرو المشذب ويظهر منه من بين الرمال كرانيش تزين مداميك الجدران وبقايا أعمدة مضلعة بديعة الصنع من النوع المدور.
* أثار كرى واليعبوب:
وتقع على أحد روافد وادي الزريب حيث توجد بقايا بركة نبي على طريق الحج في العصر العثماني.
* أثار وادي زاعم:
تقع على بعد 6 كلم شمال الوجه وهي عبارة عن آبار مياه من العصر المملوكي.
* آثار وادي عنتر:
وتقع على بعد 45 كم شمال الوجه ويعبرها طريق الشمال الموصل إلى ضباء وهي عبارة عن بركتين وأربع آبار تكون محطة للحج في العصر العثماني.
* آثار واحة بدا:
تقع على بعد 70 كم شرق مدينة الوجه وهي محطة على طريق الحج المصري خلال القرون الخمسة المنصرمة.
* مواقع التعدين:
في أم قريات ووادي المياه ووادي العرجا.
* قلعة الزريب البرك والآبار المحيطة بها:
وتعود إلى العصر المملوكي والعثماني وتقع على بعد 10 كم شرق مدينة الوجه وتعتبر إحدى المحطات الرئيسية على طريق الحج المصري الساحلي منذ العصرين العباسي والفاطمي وما زالت آثارها باقية حتى عصرنا الحاضر وبناء القلعة يعود إلى عهد السلطان أحمد الأول (1012 - 1026م) الذي بنيت القلعة في عهده.
الحالة التعليمية في الوجه
بدأ التعليم في الوجه منذ القدم حيث كان في البداية على شكل «كُتّاب» بمعلم وحد والكتّاب عبارة عن حجرة مفروشة قديمة تجاورها مراحيض وأزيار مكشوفة يشرب منها الأطفال ومن أشهر هذه الكتاتيب وشيوخها:
1- كتّاب: الشيخ سعد شيخ من عام 1295هـ - 1300هـ.
2- كتّاب: محمد بن أحمد عيسى الفقيه من عام 1300هـ - 1330هـ.
3- كتّاب: محمد أحمد المغربي من عام 1330هـ - 1340هـ..
4- كتّاب: عبدالخالق عامر من عام 1344هـ - 1376هـ.
ويمكن القول إن مدينة الوجه لم يوجد بها نظام تعليمي حديث ولم يكن فيها نظام محدد للمراحل التعليمية التي يمر بها الطالب سوى «المدرسة الأميرية» التي كانت إلى جانب الكتاتيب أول مدرسة نظامية في الوجه وافتتحت عام 1325هـ، وكانت بدايتها مدرسة خاصة ومن ثم تحولت إلى مدرسة أميرية عام 1330هـ.
ومع بداية العهد السعودي تم افتتاح أول مدرسة منتظمة كاملة المدرسين والفصول ومن أبرز مديريها:
الشيخ محمد علي النحاس 1345هـ - 1355هـ. - الشيخ مصطفى الخناني 1355هـ - 1362هـ. - أحمد عابد 1362- 1363هـ. - عثمان بكري القصيباني 1364هـ - 1372هـ. - مصطفى حسين بديوي 1373هـ - 1381هـ. - محمود عبدالحميد بديوي 1381هـ - 1400هـ.
وقد أسهم في الحركة التعليمية وتطويرها في مدينة الوجه خلال القرن العشرين نخبة من الأستاذة ومن أشهرهم:
الأستاذ واغب القباني قبل ستين عاماً.
الأستاذ رضوان رابح قبل ستين عاماً.
الأستاذ حسين بديوي قبل ستين عاماً.
الأستاذ محمد إسماعيل الفرشوطي قبل خمسين عاماً. - الأستاذ محمد علي الفقي قبل ستين عاماً.
الأستاذ أحمد الفرشوطي قبل ستين عاماً.
الأستاذ علي إبراهيم الفقي قبل ستين عاماً.
الأستاذ مصطفى السحلي قبل خمسين عاماً.
الأستاذ عباس حمزة أحمد قبل ثلاثين عاماً.
الأستاذ محمد علي الفقيه قبل ثلاثين عاماً.
المدرسة اللاسلكية
خلال الفترة التي أخذ فيها التعليم الابتدائي بالتطور أسس في الوجه واحدة من المدارس المهنية الأولى التي كان تأسيسها لتوفير الكوادر اللازمة للعمل فيما يعرف بأجهزة اللاسلكي «البرقيات» حيث افتتحت المدرسة عام 1336هـ لتعليم الشباب أسلوب الضرب على آلة المنبلة وانخرط في هذه المدرسة الكثير من أبناء الوجه والمناطق المجاورة حيث تخرج منهم الكثير ووزعوا على العمل في مختلف مناطق المملكة وجزء منهم في عدد من سفارات المملكة في الخارج ويمكن القول إن الدراسة في المرحلة الابتدائية في مدينة الوجه قديمة جداً عند مقارنتها بمدن المملكة الأخرى إلا أن الدراسة في المرحلة المتوسطة بدأت عام 85/1386هـ والمرحلة الثانوية في عام 97/1398هـ أما الآن فبفضل الله وفرت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله الاهتمام بمجال التعليم فيوجد في الوجه مدارس للبنين والبنات بمختلف المراحل.
العادات والتقاليد
المجتمع في الوجه هو أحد مجتمعات المدن القديمة السعودية والذي يتكون من مجموعة من الأفراد الذين تربطهم أواصر المحبة الإسلامية وهم ينتمون للأرض التي نشأوا عليها وتحكمهم علاقات اجتماعية ولكل مجتمع عاداته وتقاليده التي تمثل حياتهم الاجتماعية بأنماطها المختلفة.
وتقاليد المجتمع الوجهي وعاداته نجدها متقاربة مع عادات المجتمعات الموجودة في القسم الغربي من المملكة وهي صورة للتقاليد العربية التي تم توارثها جيلاً بعد جيل.
السلوك الاجتماعي
لديهم طاعة الوالدين كون هذه البلاد تتميز بهذا السلوك في كافة اجزائها وكل شبر فيها فهي دولة الإسلام التي انبعثت منها الرسالة المحمدية ومن السلوك السائد لديهم احترام لكبار السن والتعاطف والكرم والنجدة وصلة الأرحام والعطف على الفقراء وتقديم العون والمساعدة لمن يريد الزواج وتبادل الزيارات والاجتماع في البيوت لدراسة القرآن الكريم وتلاوته وخاصة في شهر رمضان المبارك.
الزواج وتقاليده في الوجه قديماً
منذ القدم وللزواج تقاليده المعروفة لدى سكان الوجه وهي:
1- الخطبة: وتعتبر البداية في بناء بيت الزوجية وتتم عن طريق الأقارب أو بواسطة ما يعرف بالخاطبة.
2- الملكة والداخلة : بعد تحديد يوم بدء الزواج والذي كان في القدم يمتد إلى سبعة أيام يتم خلالها نحر الإبل والأغنام وعمل الوجبات للضيوف والمعازيم.
كما يقام خلال هذه المناسبة الألعاب الشعبية المشهورة في المناطق الساحلية بشمال غرب الجزيرة العربية مثل الرضيحي والزريبي والمبارزة الشعرية بين الشعراء.
وتقام حفلة الزفاف في آخر هذه الأيام وليلة الجمعة بالذات حيث يقومون بتقديم وجبة الغداء للمدعوين وأهل العروسين حيث يوزع الضيوف على عدة بيوت وتكون الدعوة عامة وبعد صلاة العصر يتم عقد نكاح العروسين بحضور الأهل والأصدقاء وتقدم المرطبات.
ويزف العريس بعد صلاة المغرب حيث يتوجه للمسجد لأداء الصلاة (صلاة العشاء) ثم يزف للعروسة وفي اليوم الثاني يتجه الأهالي والأقارب إلى بيت العريس صباحاً ليقدموا له التهنئة بالزواج ويقدم لهم فطور خاص يسمى (المعمورة) وهي عبارة عن مجموعة من الكلاوي والكبد واللحوم تقدم محمرة مع بعض المرطبات والفواكه.
وفي الختام تقام أيضاً وليمة غداء للأهل والأصدقاء ويدعى لها جميع من أسهم في إنجاح هذا الزواج.
وكان المهر في ذلك الوقت ما بين 40 إلى 150 ريالاً مع مؤجل يتراوح بين 30 إلى 50 ريالاً. إلا أنه ومع التطور للحياة تغيرت مثل هذه العادات وأصبحت حفلات الزواج تقام في قصور الأفراح ليلة واحدة وكان في السابق الطهاة هم من أقارب العريس وهم الذين يعدون الطعام ويساعدهم في ذلك الأقارب والأصدقاء والجيران والكل يساعد بما لديه حتى الأدوات التي تطبخ فيها الذبائح كانت تقدم بمساعدة الجميع إلا أن الوضع كما أسلفنا تغير وأصبحت قصور الأفراح تقدم كل شيء حتى تقديم القهوة والشاي ومطابخ الولائم تقدم كل شيء وأصبحت الأعراس تختلف عن سابقتها وفقدت نكهتها التي ما زال كبار السن يحنون إلى تلك الأيام رغم ما فيها من تعب ومشقة.
الأكلات الشعبية لسكان الوجه
كل منطقة من مناطق المملكة تتميز بتقاليد وأكلات قد تختلف عن غيرها من المناطق بحكم البيئة التي يعيش فيها سكان الوجه (بيئة ساحلية) تعتمد وجباتهم على اللحوم والأسماك إلى جانب الأرز والخبز وتقدم هذه الأنواع ضمن مسميات لأكلات يتميز بها المطبخ الوجهي ومن أهمها (الصيادية والمعدوس والمرقوق والمحاشي والكبسة والمنقع والعصيدة والسبيله والكمونية والزرب والقرض.
الألعاب الشعبية
قد يكون مع التطور الذي يشهده العالم أو ما يعرف باسم العولمة دور كبير في اندثار الألعاب الشعبية في العالم رغم أن اندثارها كان يمر بمراحل ومع كل تطور يشهده العالم بأسره والألعاب الشعبية القديمة لها تاريخها وذكرياتها مع كبار السن في كل مكان والوجه كان يشتهر بالعديد من الألعاب الشعبية التي قد تختلف مسمياتها من مكان إلى آخر إلا أن بعض الألعاب تكون متشابهة في طريقة أدائها مختلفة في أسمائها حسب المنطقة التي يمارس سكانها هذه الألعاب ومن الألعاب التي كانت مشهورة في الوجه.
الغميمة - السيجة - اللقطة - المطارحة - الاتباك - الدامة - الطابة - وغيرها من الألعاب وهذه الألعاب كما ذكرنا أصبحت في ذمة التاريخ بسبب التطور الذي يشهده العالم.
غداً ستكون جولتنا في محافظة أملج التي لها تاريخ طويل والتي تبعد عن مدينة تبوك بأكثر من 500 كم وهي إحدى محافظات منطقة تبوك.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved