* لندن رويترز:
حذَّر معهد الشؤون الدولية الملكي البريطاني من ان الولايات المتحدة قد تفقد سريعاً اهتمامها بالعراق بعد حرب محتملة للاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين تاركة نفس السلطة دون تغيير.وجاء في تقرير جديد للمعهد انه حتى في حالة تحقيق نصر سريع على بغداد فان ذلك لا يضمن بأي حال من الاحوال الالتزام بإجراء اصلاحات سياسية في العراق.
وجاء في الدراسة (فور تحقيق النصر في الحرب سيكون على التفسير المعلن من جانب الولايات المتحدة في العراق ان يتعامل مع الاقتصاد الامريكي والكساد المحتمل وايضا مع الرأي العام الامريكي الحساس للغاية بشأن وقوع مزيد من الخسائر البشرية).
وأضافت الدراسة قولها (اصلاح العراق على المدى الطويل المكلف والطموح قد يضحى به لصالح السياسات الانتخابية قصيرة المدى في الولايات المتحدة). وقدرت ان التعامل مع المشاكل السياسية الهيكلية الكامنة في العراق يحتاج الى ما يتراوح بين ثلاث وعشر سنوات.
ومضت تقول ان الخيار المغري فور خروج الرئيس العراقي من المسرح (هو ببساطة تغيير الاشخاص على رأس الحكومة وتركهم يحكمون بنفس طريقة النظام القديم).
وأبدى توبي دودج وهو من المشاركين في وضع الدراسة خيبة امله في الخطط الامريكية الموضوعة حتى الآن لتغيير النظام في العراق.
ولم تقدم واشنطن خطة تفصيلية لفترة ما بعد صدام لكن المسؤولين تحدثوا عن حكم عسكري امريكي كمرحلة انتقالية قبل تشكيل حكومة مدنية لتحقيق هدف ارساء الديمقراطية في العراق.وقال دودج لرويترز (امريكا ستسقط صدام بأي حال من الاحوال لكنه استهتاري فوق التصور الا يكون لديها خطة متكاملة لما بعد ذلك).وأضاف قول: اي شخص يقول ان الديمقراطية يمكن ان تتحقق في العراق سريعا هو ابله او كاذب.امامهم دولة تعدادها 23 مليون نسمة ولا يعرفون شيئا عن تاريخها اوثقافتها.
وحللت الدراسة وهي بعنوان (العراق.. العواقب الاقليمية) اربعة سيناريوهات محتملة للعراق اولها انقلاب مبكر لتفادي نشوب حرب، وثانيها وقوع الانقلاب خلال الحرب او نشوب معركة طويلة او صراع سريع والسيناريو الاول هو المفضل لدى الغرب اما السيناريو الآخر فهو الأكثر احتمالا.كما حذرت الدراسة من تأثيرات الحرب على المنطقة بما في ذلك وقوع ازمة اقتصادية خطيرة وتنامي التوجهات المتطرفة وحدوث نزوح هائل للاجئين. وقالت انه كلما طال امد الصراع كانت تأثيراته اسوأ.
وجاء في الدراسة: ينظر في العالم العربي على ان الولايات المتحدة هي السلطة الاستعمارية الجديدة الملتزمة بالدفاع عن اسرائيل.لكن الرئيس الامريكي جورج بوش يرى غير ذلك وقال ان الحرب ستأتي بالاستقرار وأن النجاح في العراق سيزيل خطراً امنيا من المنطقة ويمهد لتحرك دبلوماسي في عملية السلام في الشرق الاوسط.وأضافت الدراسة: كل الدول العربية تخشى من حالة فوضى نتيجة للحرب كما تتباين مشاعرها ايضا من نصر امريكي حاسم.
ومضت قائلة: كل حكومات المنطقة تعرف ان شعوبها ستنظر على الارجح الى تلك النتائج على انها استعمار امريكي صريح للسيطرة على النفط وخطة لحماية اسرائيل.
|