نحن على وشك الذهاب الى الحرب مع دولة لم تطلق رصاصة واحدة علينا ، كما ان خطة حربنا تدعونا الى اتباع اسلوب «الصدمة والترويع» من خلال اطلاق 800 صاروخ كروز على بغداد خلال الساعات الثماني والاربعين الاولى من الحرب، أي صاروخ كل اربع دقائق على مدار الساعة.
لقد قتلنا في حرب الخليج الاخيرة 13 الف مدني بشكل مباشر، و70 آلفا اخرون ماتوا في اعقاب الحرب بسبب نقص المياه والكهرباء والغذاء والرعاية الطبية.. الخ ، انني اريد ان اتخلص من صدام حسين بنفسي، ولكن كم يتكلف ذلك من الارواح؟ وهل هناك فرصة للتصويت على هذا الامر؟ وفي الوقت نفسه، فان تنظيم القاعدة - الاشخاص الذين هاجمونا - لا يزالون مطلقى السراح وهم على استعداد لتسديد «ضربات»جديدة ، وكوريا الشمالية مشغولة ببناء قدراتها النووية .
ان كل حلفائنا يعتقدون اننا على خطأ ، حتى وإن كانت حكوماتهم تساندنا بقوة ، وعندما يعتقد كل اصدقائك انك على وشك القيام بشيء احمق، فانه من الحكمة الانصات اليهم، ان ما تفعله الدبلوماسية في هذه الادارة امر مذهل ، ماذا فعلنا من اجل السماح لاشخاص مثل ريتشارد بيرل ان يتحدث بالانابة عنا؟ لقد نقلت وكالة انباء يونايتدبرس اسوسييشن عن بيرل قوله: «ان فرنسا لم تعد حليفا للولايات المتحدة، ويجب على حلف الناتو تطوير استراتيجية لاحتواء حليفنا السابق، او اننا سوف لانتحدث باسم الناتو».
هل هؤلاء الاشخاص لا يعرفون شيئا عن الكيفية التي يجري بها الحوار بين الدول المتحضرة؟ لدي اخبار للسيد بيرل: لقد تم انتخاب حكوماتنا بطريقة ديموقراطية، وشعوب هذه الحكومات تعارض بشكل ساحق هذه الحرب ، فماذا نتوقع من حكوماتهم ان تفعل؟ ان المشاعر المناهضة للحرب تتراوح بين 47% وترتفع في بريطانيا ، حيث يوافق 81% حاليا على صدور قرار جديد من الامم المتحدة قبل القيام بهجوم عسكري، و 88% ضد الفكرة برمتها في تركيا، التي تمت رشوة حكومتها الجديدة من اجل السير معنا على الطريق.
واذا كان 88% من الامريكيين يعارضون القيام بعمل عسكري، فهل تعتقد اننا سوف نقوم بهذا الهجوم؟ لقد اشار بيرل ايضا الى جيرهارد شرودر في المانيا ووصفه بأنه «مستشار لايحظى بثقة كبيرة» وقد نجح دونالد رامسفيلد، الذي تعوزه اللباقة دائما ، في ضم المانيا الى جانب كوبا وليبيا، ان اعداءنا ليسوا كثيرين بالقدر الذي يجعلنا نضطر الى اهانة اصدقائنا؟.
لقد كشفت جلسة الاستماع في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الاسبوع الماضي، انه لاتوجد هناك خطط تقريبا لمرحلة ما بعد صدام في العراق، وتساءل ريتشارد لوجار عضو مجلس الشيوخ من الذي سيحكم العراق؟ وكيف؟ ومن الذي سيوفر الامن؟ وما هو الوقت المتصور لبقاء القوات الامريكية في العراق؟ وهل سيكون للامم المتحدة دور في ذلك؟ ومن الذي سيدير الموارد البترولية العراقية؟ وما لم تستطع الادارة الامريكية الاجابة على هذه التساؤلات بالتفصيل، فان ذلك سوف يؤدي الى زيادة حالة القلق لدى الحكومات العربية والاوروبية، فضلا عن الرأي العام الامريكي ، ازاء «قوتنا الباقية هناك».
(*) عن مجلة «بولدر ديلي كاميرا» خدمة الجزيرة الصحفية
|