* مكسيكو سيتي - (د ب أ):
سخر رسامو الكاريكاتير السياسي في المكسيك بشدة من رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا أثنار أثناء زيارته الخاطفة لبلادهم مؤخراً والتي كان هدفها إقناع المكسيك بمساندة واشنطن في جهودها لشن حرب على العراق إذا لم يقم بنزع أسلحته وعلى صدر صفحتها الاولى صورت صحيفة لا خورنادا المكسيكية اليسارية أثنار في زي الدكتاتور الاسباني الجنرال فرانسيسكو فرانكو. مادا إحدى ذراعيه بالتحية النازية وحاملا في اليد الاخرى لافتة كتب عليها: «مرحبا أيها الموت» أما صحيفة ايل يونيفرسال المعتدلة فقد أظهرت أثنار وهو يهبط من سفينة شراعية اسبانية ترجع للقرن الخامس عشر وترفع العلم الامريكي، وكتب تحت الكاريكاتير «الفاتح المتأخر عن موعده».
من جانبها صورت صحيفة ريفورما أثنار في صورة رصاصة بشرية داخل مدفع بجانب تعليق يقول: لن أدخر وسعا لاقناع المكسيك، ويظهر رسم كاريكاتيري آخر في نفس الصحيفة أثنار والرئيس المكسيكي فيسنت فوكس في صورة طائرين حيث رسم رئيس الوزراء الاسباني كصقر ممتلئ الجسم داكن اللون يبدو مهتاجا ويرقد على بيضة ضخمة، ويظهر الرسم فوكس كحمامة بيضاء كبيرة وديعة ترقد على بيضة صغيرة للغاية ويصور الكاريكاتير فوكس وهو يقول: حسنا. نعم. ربما... لكنه يستطرد بقوله: لكن انظر كم هي مريحة؟
وفي الفكاهة المكسيكية ترمز البيضة الكبيرة إلى قدر أكبر من الشجاعة وترمز البيضة الاصغر التي يسهل وضعها إلى الجبن، وتهكمت صحيفة ميلينو على هفوة دبلوماسية للرئيس المكسيكي العام الماضي عندما اتصل هاتفيا بالزعيم الكوبي فيدل كاسترو ليطلب منه سرعة الانسحاب من قمة دولية كيلا يقابل بوش وجها لوجه، وصورت الصحيفة أثنار وهو يقول لفوكس لقد أتيت إليك أساسا كي أطلب منك عدم إغضاب الرئيس بوش.
ويعارض الرأي العام في المكسيك شن حرب على العراق حيث يرى أغلب المكسيكيين أن الولايات المتحدة تسعى لمثل هذه الحرب من أجل مصالحها الخاصة، ولاسيما السيطرة على حقول النفط العراقية.
وفي أسبانيا دفع أثنار ثمنا سياسيا باهظا بسبب مساندته القوية للموقف الامريكي حيث شارك أكثر من ثلاثة ملايين اسباني في مظاهرة حاشدة ضد الحرب مؤخرا وأظهرت استطلاعات الرأي معارضة 90 في المائة من الاسبان للحرب ويذكر أن اسبانيا والمكسيك هما من بين الاعضاء العشرة الحاليين غير الدائمين في مجلس الامن الدولي المكون من 15 عضوا، ويساند أثنار موقف واشنطن بقوة في حين يقف فوكس إلى جانب فرنسا التي تدعو إلى المزيد من عمليات التفتيش على الاسلحة العراقية وعدم شن هجوم أحادي الجانب.
|