أنا لست مسؤولاً حكومياً ولا دبلوماسياً، ولا حزبياً.. ولكني مع ذلك أجد أن القمة العربية العادية التي عقدت قبل أمس في منتجع شرم الشيخ - هي قمة ناجحة بكل معنى من معاني النجاح..
ولِمَ لا..
وقد صدر البيان الختامي باتفاق كامل على جميع التفاصيل التي تضمنها البيان الخاص بمشكلة العراق.
ولم يتحفظ على جميع النقاط التي يطالب بها العراق أي زعيم عربي.
ومع ذلك شاهدت مندوب إحدى الفضائيات العربية الوريثة الشرعية للمبدأ البريطاني الاستعماري الشهير «فرق تسد» شاهدته يلاحق المعلقين ويطلب منهم، بكل صراحة ووقاحة أن يقولوا:
إن هذه القمة فاشلة.. حيث لم تهدد أمريكا بالحرب ضدها إذا هي ضربت العراق..
وهي فاشلة حيث لم يتعهد (بدو الخليج) بالتهديد والوعيد لايقاف البترول عن العالم.. إذا لم ترتدع أمريكا عن تهديدها بغزو العراق..
وهي فاشلة، في نظر هذا المندوب المتهالك على خدمة سيدته الفضائية الموبوءة إياها، باستفزاز عدد من المعلقين ليعارضوا ورقة الشيخ زايد بن سلطان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة التي قدم فيها اقتراحاً بمغادرة صدام حسين للعراق خلال أسبوعين.. ليحقن بذلك الدماء التي بقيت من شعبه العراقي ولم يُهرقْها بعد..
فشل هذا المندوب المتهالك على زرع الشقاق بين الإخوة العرب، وسَحْب ألسنة من يلتقيهم من الجمهور ليقولوا في هذه القمة ما ترتاح له نفسه المريضة من خدمة سيدته المريضة المدنفة (الفضائية الموبوءة)
ونسأل الله في هذه الأيام المحتدمة والفترات المضطربة التي تعيشها منطقتنا العربية والاسلامية أن يجنبها الله المخاطر التي تتهددها من الطامعين فيها وفي مكنوناتها التاريخية والاقتصادية وركائزها الدينية.
وأن يحفظ لها لحمتها الدينية والقومية، لتكون سداً حصيناً تجاه ما قد تضمره لها الدول الطامعة، التي تستهدف السيطرة على هذه المنطقة عبر زرع الخلافات والاختلافات بين شعوب هذه المنطقة وحكامها..
ونسأل الله أن يجنبنا نذر الحرب التي تلوح ملامحها في الأفق انه ولي ذلك والقادر عليه.
|