المكتبة السلفية الكبرى بالطائف هي أكبر مؤسسة فكرية ثقافية «بوادي ثقيف» وليست مكتبة تجارية فحسب ولكنها ناد أسس على تقوى من الله ورضوان، ينهض بالعمل فيها عالم جليل هو فضيلة السيد محمد بن ابراهيم المؤيد الحسني الذي أوقف نفسه لخدمة العلم الشريف واحياء التراث الفكري واشاعة الثقافة الاسلامية وطبع نوادر الكتب والمخطوطات، فقد أربى عدد الكتب التي طبعت بواسطة هذه المكتبة على ست وعشرين كتابا يقع بعضها في عشرات المجلدات.
وكان آخر ما أخرج للناس من كنوز العلم اعادة طبع وتحقيق كتاب «الروض المربع» شرح زاد المستقنع للعلامة الشيخ منصور بن يونس البهوتي رحمه الله.
وكذا اعادة طبع وضبط وتحقيق كتاب «الروض النظير في شرح مجموع الفقه الكبير» لشرف الدين بن الحسين أحمد السياغي في خمسة مجلدات، ولقد طبعت هذه الكتب الرائعة طباعة مترفة متقنة في ديار الشام أعزها الله بالاسلام..
والمكتبة كما أسلفنا ملتقى للطبقة الراقية من العلماء والأدباء والشعراء حيث أفسح مؤسسها الكريم من صدره ووقته، فكثيرا ما ينتظم عقد المجلس في سمط كريم يضم طائفة صالحة من الباحثين عن المعرفة، فترى العالم الوقور والفيلسوف الصامت والأديب المنطلق والصحافي المتلمظ والشاعر المتأنق والطالب المتأدب وهكذا في أحاديث ومناقشات تنطلق هنا وهناك.
وفضيلة السيد المؤيد قد اقتعد على كرسيه الوثير في وسط المكتبة وأخذ يأمر وينهى وأقداح الشاهي تطوف على الجالسين.
ومن أبرز المواظبين على الشخوص الى المكتبة العتيدة والجلوس فيها وتجاذب أطراف الحديث كل من فضيلة الشيخ الفقيه صالح بن عثيمين، والشيخ عبدالرحمن الحاقان رحمه الله والحافظ العلامة أحمد الحضراني، والأديب الموفق الشيخ عبدالعزيز الرفاعي والأستاذ الشاعر حسن قرشي والراوية المحبوب السيد محمد أنور، والشاعر السيد محسن أبوطالب، وغير أولئك كثير ممن يزورون المكتبة لأغراض شتى، فيحشرون أنفسهم مثلى فيأخذهم حب الاستطلاع ويعاودون الحضور لأنهم سمعوا كلاما صادف قلبا خاليا فتمكنا.
وبعد فيا أعزائي القراء الأكارم هذه كلمة صغيرة كتبتها على عجل عن هذه المكتبة الكبيرة وسبق أن نوهت في هذه الجريدة مرتين بفضل هذه المكتبة وصاحبها ومكانته، ولكني في كل مرة أقصر دون الواجب ولكن حسبه أن له الشكر من الخلق والأجر من الخالق إن شاء الله جزاءً وفاقاً لما أوقف نفسه عليه من خدمة العلم وأكرم بها خدمة.
|