استطاعت القمة العربية بحكمة الترفع عن الصغائر وتجاوزت مهددات فشلها لتخرج بموقف موحد، وكان أبرز تلك المهددات ما ورد على لسان العقيد القذافي من لغط استفزازي استهدف به المملكة لكنه قوبل بردٍّ حازم من سمو ولي العهد ألجم العقيد الليبي ووضعه عند حده.
لم تكن ساحة القمة تستوجب مثل هذه الاستفزازات من قبل العقيد الليبي وخصوصاً أن الأمة بأجمعها كانت تنظر وتتابع باهتمام ما يجري من مداولات وخطابات باعتبار دقة الظروف المتمثلة في احتمالات الحرب ضد دولة عربية..
ولم يراع العقيد الليبي حساسية الظرف، بل حاول استعادة أحداث أوائل التسعينيات بكل ما فيها من خلافات وأجواء سلبية وراح يسرد الوقائع حسب هواه وبطريقة جانبها الصواب بينما كان الجميع يحاولون التوصل إلى موقف موحد ومشترك تجاه عظائم الأمور والتهديدات التي تتربص بالمنطقة.. لكن معمر القذافي حاول استعراض تقديم مهزلة أخرى لاقت الرد المناسب. وربما كان القذافي يسعى إلى وأد وإفشال جهود القادة العرب وخصوصاً أنه هدد من قبل بترك الجامعة العربية، وهكذا فقد لجأ إلى أسلوب الاستفزازات والإهانات متناسياً ومتجاهلاً أصول وقواعد المسلك السليم في مثل هذه الظروف.
وكان حريّاً بالعقيد الليبي وهو يتحدث عن المملكة أن يستعيد المواقف الخيِّرة التي وقفتها المملكة مع بلاده بشأن قضية لوكربي والاختراق الكبير الذي حدث في هذه القضية بفضل الجهود التي قامت بها المملكة مع جنوب إفريقيا، حيث أمكن لليبيا بفضل تلك الجهود الخروج من حالة العزلة الدولية.
لقد تصدت المملكة في شخص سمو ولي العهد بكل همة للمسلك الليبي الشاذ، بينما أعربت وفود عديدة عن استيائها لما ورد على لسان معمر القذافي من مغالطات لا تسندها أية وقائع.لقد استطاعت القمة في النهاية الخروج بموقف موحد وبإجماع ضد الحرب على العراق على الرغم من المحاولة اليائسة التي قام بها القذافي لإفشال القمة.
|