Monday 3rd march,2003 11114العدد الأثنين 30 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وعلامات وعلامات
«واصدحي يا خواطري.!» «10»
عبدالفتاح أبو مدين

عبر تأملاته وخياله الخصيب، نقرأ لكاتبنا في ص «18»، موضوعاً عنوانه:« ماذا.. «لو»؟! نقرأ عبر التأمل والخيال، فنجد في المقطع الرابع، قول الكاتب:« ماذا «لو» كان للبشرية.. كل البشرية.. لغة واحدة».. وفي المقطع الخامس يقول:« ماذا لو كان للبشرية قاموس واحد.. تكتب به وتتخاطب» ، ويتساءل في سطر لاحق: كيف سيكون حال سكان هذا الكوكب الأرضي.. هل سيكونون اثرى فهما.. وأقل خلفاً وأكرم تعاوناً»؟!
* وكما يعلم كاتبنا، ان الله اراد أن يكون لشعوب الارض لغات شتى، كما اراد ذلك لمخلوقاته من الحيوانات.. ومن خلال التحاور، لو أن البشرية تتكلم لغة واحدة، هل حالها ستكون - اثرى فهما.. وأقل خلفاً وأكرم تعاوناً.. وعندي الجواب، ب «لا».. ذلك أنهم مختلفون، كما يؤكد ذلك الكتاب العزيز، وفي تعبير قرآني آخر، قال الحق: )وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ) (هود:118)
.. اذاً هذه ارادة الله ومشيئته.. فالناس كما يقول الشاعر الكبير - ابن زيدون:
وبنو الأيام أخياف
سراة وخساس
أي إنهم مختلفون.!
* ونمضي مع تأملات وأخيلة كاتبنا، لأقول: إن وحدة اللغة لا تلغي الفوارق والاختلافات والامزجة، فالناس خلقهم الله وفق مشيئته.. والمحصلة في رأيي لسبح الكاتب في تأملاته، أن الناس سيكونون مختلفين حتى إن توحدت لغتهم وحتى عقيدتهم.. ونقف في نظرة عميقة قول الحق:{وّلٌذّلٌكّ خّلّقّهٍمً }.!
* في تساؤل الكاتب عن فراغ الإنسان، حينما - تدار شؤون حياته واموره الخاصة - بنسبة 100% تقريبا.. لعلي أقول إن أمتنا عندها فراغ كبير ضائع، ذلك أن وقتها ضائع.. ويوم تصبح الآلة كل شيء في الحياة، فانه إيذان بانتهاء الحياة.! ولعلنا نتأمل بعمق قول الحق في سورة - يونس)إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (يونس:24)
* لست أدري، أهو خيال أم حلم، ما ساقه الاخ عبدالرحمن في هذا الموضوع، وفي قوله:«وأخيراً.. كم أتمنى.. «لو» نقرأ.. أنت وأنا.. هذا الحديث بعد مائة عام من الآن.. فنحكم له.. او عليه»! إن آمال الانسان بعيدة! وهل ستبقى الحياة مائة عام، والساعة لا تأتي الا بغتة.. ثقلت في السماوات والأرض..! وبعد مائة عام إذا كان في بقاء الحياة العامة بقية، فإن الناس سيقولون كما اقدر، ان الله اراد للبشرية ما قدره لها وعليها، ولا راد لقضائه وحكمه..» مع اني موقن بقول الحق: {..كٍلَّ يّوًمُ هٍوّ فٌي شّأًنُ } .
وإلى الله ترجع الأمور.!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved