في تقديري أن إغفال التاريخ الهجري أهون من البداية بالتاريخ الميلادي، ثم تأتي الإشارة إلى أنه الموافق لليوم والشهر الفلاني في التاريخ الهجري..!.
لقد قرأت - قبل أيام - تصريحاً لأحد مسؤولي الجهات الحكومية يذكر فيه التاريخ الميلادي ثم يعقبه بالهجري وقرأت مقالاً لأحد الكُتّاب مارس نفس هذا الأسلوب..!
فهل أصبح التاريخ هو التابع بدل أن يكون هو المتبوع.ترى هل هذا هو تيار العولمة الذي يلغي خصوصية ثقافات وتاريخ الآخرين!
أم هي التبعية للغير، حتى ولو كان هذا الاحتذاء لمجرد التقليد ليس إلا!
إنه لو تخلّى كل بلد عن التاريخ الهجري فإن علينا في هذا الوطن مكان الوحي والهجرة ألا نتخلى عنه، فضلاً عن أننا وطن لم نستعمر ولم يفرض عليه المستعمر التاريخ الميلادي.
إن هذا التاريخ هو أحد بقايا أمجادنا.. وهو الذي دونَّا فيه انتصارات أمتنا ثم هو بعد ذلك وقبله هو الذي اختاره أحد عظمائنا، ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب، وفي بلادنا نصَّ النظام الأساسي للحكم على أن تاريخ البلاد هو الهجري.
لقد نص النظام الأساسي للحكم على أن التاريخ الهجري هو التاريخ المعتمد في بلادنا كما ورد في الباب الأول المادة الثانية من النظام الأساسي للحكم:
«عيدا الدولة، هما عيد الفطر والأضحى، وتقويمها، هو التقويم الهجري».
ونصت الأوامر السامية على التقيد بالتاريخ الهجري، ويجيء التاريخ الميلادي تابعاً له وهذا ما يسير عليه مجلس الوزراء ومجلس الشورى وأغلب الدوائر الحكومية..!
إذن كيف يتخلى بعضنا عن التاريخ المضيء!.
أستشرف ألا يكون هذا التقليد هو بداية آثار العولمة، واستلاب الغير لنا ولأغلى ما نملك من هوية!!.
***
هؤلاء الأطفال وشعوران متناقضان
** كلما وقفت أمام إشارة ووجدت «أطفالاً» في عمر الزهور يتسولون عن طريق بيع علب المناديل وأمثالها يتنازعني إحساسان:
إحساس بالشفقة عليهم.
وإحساس الرحمة بهم.
أما إحساس الشفقة عليهم فيأتي من شعوري أنهم لولا حاجتهم لما ويقفوا في مثل هذه الأماكن الخطرة عند الإشارات وبين السيارات معرّضين أنفسهم، أو يعرضهم أهاليهم للأخطار، وبعضهم - كما رأيت - ربما لا يتجاوز خمس سنوات.
أما الشعور الآخر فهو أنني إذا ما اشتريت منهم أو أعطيتهم بعض دريهمات فإنني أشجعهم على الاستمرار بهذا الأسلوب ليظلُّوا معرِّضين أنفسهم لحوادث السيارات.
إنني - في أغلب المرات - أجعل الشعور الثاني يتغلب على مشاعري نحوهم.
إن الحرص هنا - على حياتهم - أولى من الرحمة بهم!.
لكن مع ذلك يسكنني إحساس مؤلم عندما أجعل عقلي ينتصر على عاطفتي.هذا الإحساس يتجسد في هذا السؤال:-
لو لم يكونوا بحاجة أو أن أهليهم بحاجة ماسة ما وقفوا في مثل هذه الأماكن الخطرة التي تُعرّض أرواحهم للرحيل.
آخر الجداول
قال الشاعر:
((أعِدْ كفي..
لكيْ ألقي أزاهيري
على أزهار آمالك.
أعدْ قلبي..
لأقطفَ وردَ جذوته وأوقد شمعةً في
صُبحِك الحالك)).
(*) فاكس: 014766464
|