يدفع الصادقون والواقعيون ثمن صدقهم عادتهم أمام ثلة من الذين يستهوون استثارة الجماهير بفقاعات الكلام بينما هم في الباطن يناقضون تماماً ما يعلنون عنه أمام الملأ.
أما أولئك الذين باطنهم مثل ظاهرهم.. يتعاملون مع الواقع بكل مصداقية.. ويقيمون الأمور بخافيها ومعلنها وفق مبادىء لا تتغير وجهاد عظيم للمصالح العامة التي لا تعود عليهم فقط بل تعود على أهلهم وعلى من حولهم.
هؤلاء نحن السعوديين بسياستنا الواضحة.. وبمبادئها وجهادها الحقيقي لتحقيق المصالح وتفادي الخسائر وحقن الدماء وتهدئة النفوس.
وعدم العزف على أوتار العبارات المستفزة للجماهير والشعوب التي قد تقتحم النار حيناً دون تروٍ وتذهب ضحية لأصحاب العبارات المفخخة الذين يشعلون النار ويتفرجون.
** تدفع السعودية في العالم كله وأمام الرأي العام غير المتعقل ثمن اتزانها وحكمتها وصدقها وسعيها الدؤوب لمصالح العرب والمسلمين.. والفرق كبير بين هواة الكلام على منصات الجماهير وبين أولئك الذين يعملون ويبذلون ويضحون بصمت ودون مقايضة ودون استثارة وتناقض.
** لقد كان موقف سمو ولي العهد -حفظه الله- هو موقف الصقر الحر الذي لا يضام.. ولا يقبل أن ترمى جيف الكلام أمامه..
ففرد جناحيه.. الحر الهمام.. وقال كلمته والذي سمح لنفسه أن يتطاول فليقبل آراء الآخرين وهي ليست تطاولاً في واقعها بل هي الحقيقة الوحيدة الماثلة في القمة.
فالسعودية ظلت وستبقى عزيزة.. قوية بدينها دولة مسلمة وليست عميلة مثل دول أخرى تتستر بالكلام الفضفاض عن الحقائق الناصعة.
وليتجنب الادعياء الحديث عن السياسة السوية التي تقودها وتتبناها الدولة السعودية بكل اتزان وهدوء فليس لأولئك حظ أو نصيب فيها..
** قد يصبر الحر أحيانا.. لكنه لا يصبر دائماً..
|