لحظات، تتساوى فيها للإنسان أمور كثيرة، ربَّما يكون قد صنَّفها في خانات عديدة فتختلط عليه، ولا يعد يميَّز بينها...، عجينة الأمور حين تختلط... تدع للإنسان فرصة واحدة، تفتح له باب العبرة والعظة...، فإن ولجه يقظاً... أدرك النور، وإن أقفى عنه... كان ضمن بوتقة الخلط شيئاً من مكونات العجين!!.
هذا لكم...ما هو لي أقول:
**** كتبت فاطمة علي الحازمي: «تعودت أن احتفظ بالأفكار التي أقرأها في الموضوعات التي تشدني، وأكثر هذه الموضوعات تدور حول الشؤون التعليمية. والواقع أنَّ هناك تطوراً ملحوظاً في مجال المعارف التربوية بين عامة الناس وإني واحدة منهم. ولقد تابعت الرغبة في تطوير المعلمين والمعلمات واختيار القادر منهم على التعليم بحيث يستطيع من خلال مراعاته للفروق الفردية أن يصنف الموهوب، ويعرف قوة وضعف مهارات التلاميذ ليعمل على تطويرها. وهذا يعني أنَّ المدارس سوف تكون «الموقع» الذي تنبثق منه العناصر البشرية المتميزة بقدراتها المختلفة. ولذلك فإنَّ المعلمين والمعلمات لا يكفي فيهم هذه القدرات. بل لابد أن يكون مساندا لهم «منهج» مميز، وإدارة مميزة.
وخلال خمس سنوات تابعت على الأقل في محيط التعليم حولي، ومن خلال أبنائي تطبيق هذه الأفكار. غير أنَّني فشلت في وجود شيء من هذا على الوجه المطلوب. علماً بأنَّني أحمل درجة علمية تربوية تمكِّنني من التصنيف والوقوف على نقاط ما تحدثت. ولمعرفتي من خلال مقالاتك كاتبتي باهتماماتك المشابهة فإنَّني أكتب لك، خاصة بعد أن قرأت عن تشكيل لجنة نسائية لمتابعة شؤون الموهوبات!. فما رأيك أو ماذا تقولين؟».
*** ويا فاطمة أشكر لك حرصك، وما جاء في رسالتك تعبير عن لسان حال وهموم كلّ من تهاجسه الشؤون التعليمية، وتداعبه الأحلام العليا في شأنها الذي يخص أمر الرعاية المختصة بالقدرات الفردية، وتأهيل وتمكين من هو أو هي قادر على الفعل فيها. لكن ما النتائج التي تحققت من الأقوال؟... هناك حركات دؤوبة في سبيل هذا الأمر وتحقيق الهدف ممَّا يقدَّر فيه من الأفكار، لكنَّ المشكلة تكمن يا فاطمة في «تزاحم» و«كثرة» الأفعال والكلام.... من جهة، وفي إسناد أمر «العمل» من أجله لغير المختصين...، ولئن كان من هؤلاء فئات تربوية أو قادرة إلاَّ أنَّ النتائج تؤكد هذه الحقيقة. والناس تعودت «المجاملة»... وفي الشأن التربوي والتعليمي في التطور الشامل لما هي عليه حركة بناء الخبرات وتمكين القدرات وإظهار الفروق، وتصنيف العناصر نجد أن أقوالنا أكثر من أفعالنا، وأفكارنا تدور حول الحمى بينما ما ننجزه في الحمى ذاته أقلََّ بكثير ممَّا يبدد من الوقت... لذلك فإنَّ ما تقولين صواب... وما نفعل من الإصغاء إلى تداخل الأصوات وتزاحم الأفكار لا يوصلنا إلى حقيقة تطبيقها في الواقع. ولعلَّ حسن اختيار العناصر المؤهَّلة قدرة ومعرفة في هذا الشأن كفيلة باعادة النظر في سيرورة هذا الشأن في الوجهة الصحيحة، وتنفيذه بالطرق المنتجة.
*** إلى:
عبدالكريم الحفظي: لن أتأخر في تحقيق رغبتك في مقال قادم وشكراً.
سامية عبدالعزيز جار الحق: ربَّما إن حدث لي لقاء بكِ في كليتكِ سوف أقدم لكِ هذه الخدمة. ذلك لأنَّّها تخص من ذكرتِ، ولا تعممَّ على الآخرين. ولثقتكِ بالغ التقدير.
عادل العمير: بكلِّ تأكيد ما ورد لا يمثِّل إلاَّ رأي كاتب على درجة كبيرة من الاعتداد بقلمه...، وهو موضوع يؤكِّد أيضاً سعة أفقك يا عادل. ويسرني مشاركتك هذا الرأي.
ابتسام العمودي: أنتظركِ... أنتظر كلَّ حمامة تؤوب إلي أيكتها سالمة. فقط أتمنى مواصلة دراستكِ.
عنوان المراسلة: الرياض 11683 ص.ب 93855
|