* الرياض - حسين الشبيلي:
يرعى صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني السبت القادم في الرياض مؤتمر الخليج السادس للمياه الذي يتزامن مع موعد انعقاد الندوة الوطنية الثانية لترشيد استخدامات المياه وتنمية مصادرها المائية التي تعقد كل ثلاث سنوات بتنظيم من وزارة المياه في المملكة وبالمشاركة مع جمعية علوم وتقنية المياه بمملكة البحرين والامانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال الفترة من 8 الى12 مارس الجاري.
واكد من جانبه الدكتور غازي القصيبي وزير المياه ان وزارته كلفت البنك الدولي باجراء دراسة كاملة ووضع خطة وطنية للمياه وسيتم انجاز هذه الخطة في مدة لا تتجاوز العامين وسوف تطرح للنقاش من قبل المسؤولين والخبراء وحتى المواطنين لتقييمها ومعرفة تفاصيلها ورفعها للمقام السامي لاقرارها.
وقال القصيبي في مؤتمر صحفي عقده امس بالرياض ان لدينا دراسات كبيرة ومهمة في مجال المياه انفق عليها اكثر من «650» مليون ريال وبدون شك البنك الدولي سيستفيد منها، مضيفا ان الوزارة سترفع حزمة من التشريعات للجهات المختصة لاقرارها وتتمثل في انظمة وقوانين وكذلك التعرفة الجديدة للمياه مؤكدا انها ستكون موضوعية وستكون واضحة من حيث نوعية الاستهلاك المنزلي والزراعي والصناعي رافضا اعطاء اي تفصايل عن العرفة التي ستقدمها الوزارة للجهات المختصة خلال السنتين القادمتين وألمح الى الظروف التي تمر بها جميع الدول لم تعد تسمح بأن تتحمل خزائنها تكاليف المياه والمملكة واحدة من هذه الدول وبالتالي فان على المواطن ان يتحمل جزءاً من التكاليف تتناسب مع قدرته على الدفع.
وتعهد القصيبي ان يتم مناقشة هذه التعرفة على اوسع نطاق ليس من قبل المسؤولين فقط وانما من قبل المواطنين والخبراء والمختصين حتى يعرف المواطن كم سيدفع ولماذا عليه ان يدفع وبالتالي فان الاستهلاك سينخفض بشكل كبير وفق الحاجة ومقدرة الدفع مبدئيا وامله ان يصل هو وجميع المواطنين الى اتفاق حول هذه التعرفة.
وعن خصخصة محطات التحلية توقع القصيبي ان يتم الاعلان قبل نهاية هذا العام توقيع عدد من الاتفاقيات مع شركات محلية ودولية مبينا ان الوزارة تبحث امكانية السماح للقطاع الخاص بتقديم خدمات الصرف وسيتم رفع هذا المشروع حال الوصول لصيغة نهائية للمجلس الاقتصادي الاعلى.
واوضح القصيبي في رد على اسئلة الصحفيين خلال المؤتمر ان المياه بالنسبة لدول الخليج لا تشكل ازمة بل كارثة بكل المقاييس مشيرا الى ان المياه والسيطرة عليها تشكل وتلعب دورا مباشرا في هذه الازمة ورغم الامكانيات المادية لدول الخليج وتوفر مصادر المياه الا ان الطلب على المياه زاد بشكل كبير ومهول في ظل الظروف المناخية التي تقع فيها المنطقة حيث تقع في الحزام الجاف وتعاني من الجفاف ولاجل هذا لابد من وضع اجراءات واتخاذ تدابير واحترازات حازمة للامن المائي في الخليج حتى لا يكون الامر حرجا ولابد من حل الازمة بالطرق الحديثة التي تهدد الاجيال القادمة وخصوصا المملكة العربية السعودية.
واضاف ان دول الخليج احست بحجم الكارثة وقامت بخطوات ملموسة في الفترة الاخيرة ومنها انشاء لجنة للتعاون المائي وتضم وزراء المياه في الخليج وكان من نتائج اول اجتماع لها دراسة امكانية جدوى الربط المائي بين دول الخليج وعقد مؤتمرات لبحث آلية ترشيد استخدام المياه.
وتحدث الدكتور القصيبي عن رعاية سمو ولي العهد للمؤتمر الخليجي السادس حيث قال: بأنه تم اختيار شعار المؤتمر والندوة «الماء في دول مجلس التعاون.. من اجل تنمية مستدامة» مشيرا الى ان المؤتمر يشتمل على اربعة محاور رئيسية هي: تطور سياسات واستراتيجيات الادارة المائية المتكاملة وخلالها يتم التعرف على الاوضاع لحالية لادارة المياه في دول المجلس وتقييم جوانب العرض والطلب على المياه ومتطلبات الادارة الناجحة للموارد المائية والاعتبارات الاجتماعية والاقتصادية والكفاءة والجدوى الاقتصادية والتشريعات المائية ودور مشاركة القطاع الخاص والجامعات ومراكز البحث العلمي في ادارة الموارد المائية اما المحور الثاني فيركز على تقييم تطوير وتطوير الموارد المائية بدول المجلس المتمثلة بموارد المياه الجوفية والسطحية ومياه البحر المحلاة ومياه الصرف الصحي ويتطرق المحور الثالث للاستخدام الامثل والتنظيم الكفء للمياه وادارتها وسيتم التركيز على مياه الري ومياه البلدية والمياه الصناعية ومياه الصرف الصحي المعالجة واعادة استخدامها، اما المحور الاخير فيتعرض للتقنيات والادوات الفعالة في ترشيد استعمالات المياه.
يشار الى انه قدم لهذا المؤتمر والندوة اكثر من 90 ورقة علمية تناولت كافة المحاور المشار اليها ويعتبر انعقاد المؤتمر تعزيزا لمواقف السعودية ودول المجلس التي تتمشى مع توجيهات المجتمع الدولي الذي يشجع ويحث الدول على الاحتفاء بيوم المياه العالمي لعام 2003م واسبوع المياه الخليجي الخامس واعتباره السنة الدولية للمياه العذبة.ومن جانب آخر حضر المؤتمر الدكتور علي بن سعد الطخيس وكيل وزارة المياه لشؤون المياه الذي اوضح ان وزارة المياه والجهات المنظمة الاخرى وكل المهتمين بموضوع المياه بالمملكة ودول مجلس التعاون يثمنون للامير عبدالله بن عبدالعزيز تشريفه بافتتاح هذا المؤتمر والندوة ويدل ذلك على اهتمام القيادة السعودية بالمياه واهمية تنمية مصادرها والمحافظة عليها وترشيد استخدامها كما انه من المقرر ان يحضر هذا المؤتمر وزير المياه بدولة الامارات العربية المتحدة وعدد من الوزراء في الدول الخليجية والمعنية مبينا انه سيتم تخصيص قاعة للسيدات لحضور المؤتمر وسيكون هناك حلقتا نقاش مفتوحتان.
|