إن أهم المخاوف الاقتصادية التي تزامن المخاوف من نشوب حرب أمريكية ضد العراق، تتجلى في نقص إمدادات النفط، وهو الشيء الذي استبعده (ألفارو سيلفيا كالديرون)، الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، حيث صرح أن السوق الدولية لن تشهد نقصاً في إمدادات النفط في حال نشوب حرب، وأعرب عن سعي أوبك إلى ضمان استمرار إمدادات النفط في السوق العالمية، الشيء الذي أكده وزير النفط الإماراتي (عبيد بن سيف الناصري)، بقوله بعد لقاء نظيره الروسي (إيغور ايوسوفوف) أن أوبك ستتحرك للحفاظ على توازن النفط، وسوف تتخذ قراراً بزيادة أو خفض سقف الإنتاج حفاظاً على استقرار السوق النفطية، وضمان سعر عادل للمنتج والمستهلك، وأكد أيضاً أن أوبك ستحافظ على سقف انتاجها الحالي (24 ،5 مليون برميل يومياً)، في حال لم يستجد ما يستدعي ذلك.
ومن جهته صرح عبدالله بن حمد العطية (وزير النفط القطري ورئيس أوبك، أن منتجي المنظمة يتوفرون على طاقة إنتاجية فائضة تتراوح ما بين 3 و4 ملايين برميل يومياً، ومع أن هذا المستوى يفوق التوقعات المستقلة للطاقة الإنتاجية الفائضة لأوبك، إلا أن بإمكانه تعويض الإنتاج العراقي البالغ 1 ،7 مليون برميل يومياً بسهولة تامة في حال تعطله، وصرح العطية أن أوبك تلبي الطلب العالمي للنفط فعلياً، وأضاف أنه يتم سؤال زبناء أوبك يومياً ولا يجدون مبرراً لزيادة الإنتاج في الوقت الحالي، ويرى (بيجان نمدار زنكنة) وزير النفط الإيراني، أن أوبك لا يفترض بها أن تناقش تخفيض الإنتاج في اجتماع الحادي عشر من مارس المقبل، وعن ارتفاع الأسعار أفاد أنها ناتجة عن التوتر السياسي العسكري في المنطقة، وفي اختتام الاجتماع غير الرسمي لوزراء التنمية والطاقة لدول الاتحاد الأوروبي باليونان (رئيسة الاتحاد الأوروبي حالياً)، صرح وزير التنمية اليوناني (آكيس تسوخاتز بولوس)، ان الاتحاد الأوروبي يطمئن سكانه باستطاعته مواجهة أي أزمة في الطاقة نظراً لممتلكات الاتحاد، وعن استخدام احتياطيات النفط الاستراتيجية، صرح كلود مانديل (المدير التنفيذي لوكالة الطاقة)، أنه لا يتوجب على الدول الأعضاء استخدامها في حال اندلاع حرب أمريكية على العراق، إلا في حالة اعتبارها ملاذاً آمناً، وكان قد حقق خام برنت الأوروبي خلال هذا الأسبوع أعلى مستوياته منذ حوالي 27 شهراً، ومع ذلك فقد واصل في جني أرباحه (حوالي دولار للبرميل) بينما دعا رئيس الوزراء الماليزي (محاضر محمد أحمدإلى الضغط على الولايات المتحدة، ولقي اقتراح الوزير الماليزي، تأييداً لاقتراحه المعتمد على مؤازرة الدول الرافضة للحرب، كبلجيكا، ورو سيا، وفرنسا، بينما لم يبدُ أن بعض المسؤولين السعوديين مؤيدون لهذه المقترحات وبدوا شبه متحفظين وغير متحمسين لسلاح النفط الفتاك، واستخدامه لردع الولايات المتحدة للنزوع عن قرارها، وتتبلور هذه الأوضاع السياسية والأمنية لتصب غضبها على أسعار البترول، حيث أدى استبعاد الوزير الإيراني لمسألة تخفيض إنتاج أوبك، على الرغم من ارتباط ارتفاع أسعار النفط بالتوترات التي تشهدها الساحة السياسية المرتبطة بالعراق وكذلك التخوف الأمني، إلى ارتفاع أسعار النفط الخام المتزامن مع ارتفاع نسبة القلق من اقتراب موعد الحرب، وواصل تجار النفط شراء كميات كبيرة من النفط، على الرغم من الأرباح الكبيرة التي تم تحقيقها الأسبوع الماضي، ويتوقع المحللون أن يؤدي تغيير نظام الحكم في العراق، إلى تحرير إنتاج النفط، ليصبح ثاني أكبر منتج للنفط، وتأتي أسعار النفط هنا، مرتفعة بنسبة 60% عن مستواها خلال الفترة نفسها من العام الماضي، مما يحير صناع السياسة الاقتصادي المعتمدة على النفط المستورد حيث وصل سعر برميل الخام الأمريكي الخفيف إلى 39 ،95 دولاراً في تعاملات يوم الجمعة، متأثراً بخطاب بوش ليوم الأربعاء الذي استنتج من خلاله المحللون أن الحرب أصبحت وشيكة.
وقد سجل البرنت الخام في نهاية الأسبوع الرابع من شهر فبراير لعام 2003، ارتفاعاً طفيفاً بلغ 0 ،95 دولاراً للبرميل الواحد، بنسب 2 ،84% وقد أقفل على سعر 33 ،47 دولارا للبرميل الواحد.
تطور أسعار النفط خلال الأسبوع الرابع من فبراير 2003
النوع الأعلى الأدنى الإقفال نسبة التغيير
برنت 78 ،34 10 ،32 47 ،33 84 ،2%+
غرب تكساس 95 ،39 02 ،36 72 ،36 38 ،0%+
العربي الخفيف 79 ،36 14 ،32 49 ،32 06 ،0%+
العربي الثقيل 79 ،34 84 ،30 54 ،32 36 ،6%+
|