وكأن المملكة العربية السعودية.. دولة منسية، أو هامشية، مكملة للعدد.. أو إحدى دول المدن الصغيرة التي لا يميزها سوى علم يرفع وشارع على البحر.
وكأن المملكة العربية السعودية، دولة يحكمها حفنة من العسكر كل تأهيلهم أنهم تلقوا «الإعداد والتدريب على تنفيذ الانقلابات العسكرية» في المعاهد الأمريكية التي تعرف كيف تَعدُ «أعداء صوريين» يهاجمون أمريكا في العلن وينفذون مخططاتها في السر وقد برعت ال «CIA» في إنجاب العديد من هؤلاء الانقلابيين الذين ظلوا متربعين على السلطة رغم طول السنين.
هؤلاء الانقلابيون الذين ابتليت بهم الشعوب العربية والتي تتحمل المسؤولية في عدم قدرتها على إزاحتهم، أخذوا يتطاولون على الأنظمة الشرعية والدول المؤثرة والكبرى، فبعد أن استمرؤوا سكوت شعوبهم على عبثهم وتبديد ثروات الشعوب وتحويلها للصرف على الأعمال الإرهابية وفق مخطط أجنبي مرسوم انتقلوا إلى الشق الآخر من مهامهم التآمرية على الدول العربية المؤثرة لإشغالها عن أداء دورها القيادي لخدمة قضايا الأمة.
اليوم القذافي.. وقبله أبواق تلفازية وإذاعية وصحفية من مرتزقة نعرف من أين أتوا ومن يدفع لهم، ومن يؤمّن لهم الحماية..!!
ترفعنا.. وحاولنا تجاهل هذه «الإمعات» إلا أن التمادي استمر وتواصل.. وأخذت محاولات الصغار التعلق بأذيال الكبار تتوزع من لندن إلى الخليج.. الى أقصى المغرب.. وأخيراً شرم الشيخ، كل يحاول أن يقوم بدوره التخريبي.. وكل يريد أن يقبض الثمن سواء كان أموالاً أو مكافآت.. حماية وغطاء لبقائه أكبر وقت ممكن للبقاء في السلطة جاثماً على صدر شعب لا حول له ولا قوة.. يفرض على أبنائه الخروج كقطعان الماشية للتظاهر ضد العرب الشرفاء.
ولأن أفضل وسيلة لوقف الإساءات هو التصدي لها بحزم، كشفاً للحقائق وفضحاً للمدعين، كان موقف الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الذي كشف زيف «القائد» الذي يتلبس ثوب المنظر الساعي إلى الظهور بمظهر «الفاهم» لإقناع الجماهير العربية بأنه الوريث الشرعي للزعامة العربية، متناسياً أن الزعامة لها مقومات واستعداد شخصي للزعامة، تدعمها دولة قوية، قيادية مؤثرة، وهو ما يفتقر إليه «العقيد» ولهذا فقد دأب من تقليل أهمية الدول والقيادات العربية وتوجيه الإساءات إليها، التي كانت تقابل بالتهكم والضحك على أقوال «العقيد» لتعارضها مع المنطق ومع السلوك السوي وهذا ما جعله يتمادى في أفعاله التي مرة توصف بالصبيانية، ومرة بالاستفزازية.. ومرات يحار المرء في إعطائها الوصف الذي يتناسب مع أفعالها.
ويوم السبت في قمة شرم الشيخ حاول القذافي تأدية دور «المشخصاتي» وأراد تأدية «النمرة» المعتادة، إلا أنه وجد فارس العرب يلقمه حجراً مؤدباً لهذا الطفل النزق الذي لا يريد أن يكبر..!!
|