|
|
كانت وما زالت النخبة السياسية والثقافية والإعلامية في أمريكا وأوروبا تغازل أبناء شعوب العالم الثالث بمعسول الوعود بأن أنظمة الغرب المسيحي تحقق للإنسان كل مبتغاه في حياة كريمة توفر له كل لذائذ الحياة وسعادتها، وكان أبناء العالم الثالث بين فريقين أحدهما هام بأوروبا وبأنظمتها وهم من يتطلعون لحياة موعودة ممن لم يغادروا بلدانهم أو من ساقتهم ظروف الدراسة أو العمل للعيش هناك وثانيهما هم عقلاء العالم الثالث الذين كرروا كثيراً أن العالم كله تحكمه ظروف المصالح سواء أكانت سياسية أم دينية أم اقتصادية أو إعلامية وأن ما يكرره الغربيون من الحياد ليس إلا ذرّاً للرماد في عيون أبناء العالم الثالث أو وعوداً خدَّاعة حتى يحين زمن الانقضاض على الفريسة والحال يصدق المقال.لكن الفضيحة الكبرى هو ما حصل يوم السبت 15/12/1423هـ الموافق 16/2/2003م حيث ثبت لشعوب الغرب أنهم مخدوعون أيضاً من النخبة مثل الشعوب المتخلفة سواءً بسواء، ذلك أن هذه الشعوب انطلقت في مظاهرات حاشدة شارك فيها الملايين في القارات الخمس لتقول: لا، لذبح شعب العراق ثم شعوب المنطقة حوله، ولم يشهد العالم احتجاجاً على اعتزام أمريكا احتلال العراق عبر حرب بمثل تلك المظاهرات التي شملت نيويورك ولندن، وكانت أضخم تلك الحشود في المدن الأوروبية وهي ترفع شعار «لا للحرب» في تصويت لم يسبق له مثيل في العالم، فأيهما أصدق تصويتاً: مظاهرات بالملايين تعلن رأيها دون حملة إعلامية خدَّاعة للمرشح، أم صناديق اقتراع معلوم ما ينشر عنها بعد الانتخابات من تزييف أو حيل للحصول على الأصوات أو ضم أصوات أو غيرها مما لا يختلف فيه الأمر بين العالم المتقدم والآخر المتأخر إلا بقبول النتائج عند الأول وإنكارها عند الثاني من طرف وإعلانها بنسبة 9 ،99 من الطرف الفائز. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |