الأخ العزيز الأستاذ وليد البراهيم
رئيس مجلس إدارة «مركز الشرق الأوسط» للإذاعة والتلفزيونتحية مباركة من عند الله.. وبعد:
* فتهنئة من الأعماق لكم بمناسبة بدء بث قناة «العربية» الاخبارية، لتحل ضيفة عزيزة على عقل ووجدان المواطن العربي، وأتمنّى لها الثباتَ والازدهار. ولا ريبَ أنكم بهذا الانجاز الجديد تصنعون خيراً للإنسان العربي الذي ما فتئِتْ «تحرج» تاريخه ومعتقده بل وكرامته أكثر من قناة فضائية داخل وطننا العربي وخارجه!
***
* ثم.. أحيي فيكم الإصرارَ والصمودَ والصبرَ بحثاً عن الأبقى والأفضل في مجال الإعلام المرئي والمسموع، وهو بحر من الظلمات تتلاطم فيه التيارات يمنة ويسرة، وتسكنه الهوام البشرية والطبيعية والتقنية، وهو مشحون بالمخاطر، محفوف بالمحاذير، ومشوه بالمزايدات التي يفرزها «التنافس» النقيُّ حيناً.. والملوث أغلب الأحيان، عبر منظومةٍ معقدة من السباق المحموم لاحتواء سمع وبصر وفؤاد المستمع والمشاهد. على حد سواء!
* ولقد نجحت ال «MBC»، مسموعة ومرئية، عبر السنوات القليلة الماضية في استقطاب انتباه الملايين داخل الوطن العربي وخارجه، بالكلمة الصادقة، والطرح النزيه، والترفيه المطرّز بالخيال الجميل، ولم تسقط في «فخ» الإثارة الإعلامية الرخيصة الذي «تزيّنت» بها بعض الفضائيات الأخرى.. تشوّه من خلالها عقل ووجدان الإنسان العربي، إما تشكيكاً في هُويته، وإما جلداً لذاته، وإما تنكيلاً بثوابته وقناعاته، كلُّ ذلك يتم تحت مظلة «حرية التعبير»، هذه الحرية المغلوبة على كرامتها التي ترتكب باسمها أحياناً الفظائع، حتى ليكاد الاعلام العربي بفعل أداء تلك الفضائيات يتحوّل إلى «باستيل جديد» ينتسب معظم جلاديه زيفاً إلى طابور الفكر الحر، وهو منهم براء!
***
ويوم الخميس قبل الماضي اشرقت شمس «العربية» لتبدد باحترافها الدافئ جزءاً من سحاب الزيف الذي يُهيمن على بعض الأجواء الاعلامية ظلاً وتظليلاً!أقول هذا رغم التسليم المطلق بأن الوقت لم يحن بعد للحكم على هذا المولود الاعلامي الجديد، فمشوار طموحه طويل وقاسٍ ومكلف، لكنني رغم هذا، متفائل بما هو آتٍ، لأن « العربية» دخلت الساحة بقوة مهنية لم تخف اشاراتها على فهم اللبيب من الناس! وسيمنحها هذا الأداء المبارك موقع الصّدارة الاعلامية قريباً بإذن الله، ولعلَّ هذه القناة تسهم في تصحيح الأداء الاعلامي، فتعيد للكلمة الحرّة هيبتها واعتبارها وكرامتها، وتمنح الإنسان العربي، في الوطن والمهجر، الفرصة لتنقية رئته الاعلامية مما تتلقّفه من غثاء صبحاً وعشياً عبر بعض القنوات «المشبوهة» غايةً وأداءً وتمويلاً!
***
* أخيراً، أود أن أختمَ هذه الرسالة بأمنيتين
- الأولى: أتمنى على «العربية» أن تكثف جرعاتها التثقيفية للناشئة الشابة، عسى ذلك أن يقلل من افتتانها فضائياً ب«ثقافة هز الوسط» في أكثر من زمان ومكان!
***
- والثانية: أتمنى على «العربية» ألا تدخل «حلبة» المنافسة مع فضائيات أخرى تتحكّم في أدائها «بوصلة» الإثارة غير المسؤولة، استقطاباً للمتلقي أو المعلن أو كليهما، بل تستمرّ في أداء مهمتها بمهنية صادقة، وتدع الحكمَ عليها للعقل العربي، وأرجو أن تكسبَ «العربية» الرهان الأخير في «محكمة» الإبداع الجميل!
***
- أكرر التهنئة لسعادتكم، ولجميع من أسهم في ايجاد هذا المشروع وعمل فيه وسعى من أجله، راجياً أن تكون «العربية» بداية صحوة اعلامية في وطننا العربي تتكئ على محاور الحرية المسؤولة والطرح المبدع والاحترام لعقل ووجدان المتلقي حيثما كان.
|