|
|
الذي يسمع إجاباتنا الزئبقية للأسئلة المواجهة، مهما كانت درجة صراحتها يصل إلى قناعة متجددة تجدد الدهر أننا متفقون دائماً ومتفاهمون إلى حد التطابق، بل وبعيدون كل البعد عن فيروسات الاختلاف وأمراض الخلاف، هذه الصورة النمطية التي نحاول تكريسها في ذهن الآخر، مهما كان السؤال والمناسبة، والمتأمل لا يعلم سبباً حقيقياً يدفع إلى هذا الاتفاق عفواً بل حالة «اللااختلاف»، أهو إيماننا بتلك التحفة المحنطة في ذاكرتنا الهشة «الاختلاف لا يفسد للود قضية» رغم أنني أقف إعجاباً لمن تجرأ وحاول قلب تلك العبارة التقليدية عندما قال واضعاً يده على الجرح «الاختلاف لا يبقي للود قضية»، طبعاً يقصد بيئتنا، أم أن السبب وراء ذلك كله يكمن في إجابة السؤال الوحيد المتفق عليه لماذا نحرص على «الاتفاق» إلى درجة التشابه، كحرصنا على التوافق إلى حد الاستنساخ للرؤى والأفكار الذي سيقودنا - بلا شك إلى نموذج «السرب»، ولماذا نحارب «الاختلاف» رغم أننا نمارسه سلوكاً من خلال دوائرنا الاجتماعية المختلفة، إنها دعوة إلى «الاختلاف» الذي يقود إلى تنوع الرؤى المتفقة في «الجذور» و«الأصول»، ثم إنه ليس المهم وقوع «الاختلاف» بيننا بل كيف نختلف؟ وأخيراً، الاختلاف أفضل من الحياة برأي واحد أو رؤية واحدة فقط!!، إنها دعوة إلى إعمار «العقل»، وليس دعاية ل«الخلاف»، أعاذنا الله وإياكم منه!! |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |