قال أبو عمرو بن العلاء: جلست إلى جرير وهو يملي:
«ودع أمامة حان منك رحيل» ثم طلعت جنازة فأمسك وقال:
«شيبتني هذه الجنائز» وأنشد:
تروعنا الجنائز مقبلات
فنلهو حين.. تغدو مدبرات
كروعة ثلة.. لمغار ذئب
فلما غاب.. عادت راتعات
هذا هو جرير شاعر الغزل.. جرير صاحب الفرزدق في الهجاء وبعد هذا كله تشيبه الجنائز فيصف الحقيقة المرة..
نعم إن النسيان طبع الإنسان.. ولكن ماذا ننسى.. القبر؟
الحساب..؟!
أنا لست مطهراً من الخطايا ولكن أدعو الله أن يغفر لي ويتجاوز عني وعن المسلمين.
لنكن توابين فخير الخطائين هم من ذكرت..
المصيبة هي مقارنة مع مثال جرير بأن أكثر من في الساحة هم صعاليك شعر.. وشهرة.. ومع ذلك تقرأ تمادياً كبيراً فيما ينشر لتجاوزات دينية وأخلاقية فالشاعر أصبح أحمر.. وصانعاً.. وواصفاً لبنات الهوى بدقة بل ويفتخر في ذلك..
والشاعرة أصبحت «حشفاً وسوء كيله» تتمنى قرب الحبيب.. ولقاءه.. والارتماء بين أحضانه.. ضاربة بذلك أنوثتها.. ودينها.. وأخلاقها.. عرض الحائط بل إن بعضهن متزوجات.
أين الأدب.. إذا بليتم فاستتروا ولكن أصبحنا مجاهرين في كل شيء أكثرنا عشق.. وأحب.. وتغزل ولكن ليس بهذا الشكل المقزز الفاضح.. الواضح..
لعل من يقرأ هذه الأسطر يتوقف قليلا ليراجع نفسه.. وشعره.. فإن كنت مخطئاً يطلب لي الهداية.. وان كان كذلك فلعلي.. أدله على خير.. لأنال الأجر..
هذه من القلب.. إلى القلب..
إن شئتم خذوها.. وإن شئتم تجاوزوا عنها..
نهاية
لجدي زبن بن عمير رحمه الله: