* الرياض معيض الحارثي:
قد لا تتوقف عند إشارة من الإشارات الضوئية خاصة في جنوب وغرب الرياض إلاّ وتشاهد مجموعة من الأطفال يحملون المناديل وزينة السيارات وقوارير من مياه الشُرب وبعض الألعاب الصغيرة وأقفاصاً يوجد فيها بعض الأنواع من الطيور ويتجوّلون بها بين السيارات أثناء وقوفها عند الإشارة.
وقد تجد إقبالاً من البعض على الشراء منها!! أثناء وقوفي عند الإشارة أقبل نحوي وهو يحمل مجموعة من أدوات زينة السيارات. سألته عن بدايته؟ قال: عندما كان عمري 8 سنوات طلبت من والدي أن يشتري لي بعض الألعاب لكي أقوم ببيعها عند الإشارات وكنت أكسب منها بعض المال. وقد استحسنت الفكرة ولكن والدي رفض الشراء لي بعد ذلك فقمت بجمع بعض المال وذهبت إلى أحد محلات زينة السيارات واشتريت من هذه الأدوات وقمت ببيعها وهكذا كنت اتردّد على صاحب المحل حتى عرفني وأصبح يعطيني هذه الأدوات لكي أقوم ببيعها له ويعطيني نسبة من الأرباح!!
قلت له: ألا يؤثر ذلك على تحصيلك الدراسي؟ قال: نعم ولكن والدي فقير وأقوم بذلك لكي أحصل على مصروف المدرسة.
الآخر رأيته وعمره لا يتجاوز 9 سنوات يحمل كميّة من قوارير المياه ويطوف بها بين السيارات ولا أحد يشتري منه!! نظراً لبرودة الجو هذه الأيام في الرياض وعدم الاحتياج لشرب الماء كما هو الحال في الأيام الحارة.
ناديته وجبرت بخاطره واشتريت واحدة!! وقلت له من أين تأتي بهذه المياه؟ ورفض إعطائي أي معلومة!. طلبت منه أن التقط له صورة وببراءة الأطفال فرح!! ونادى صاحبه وقال تعال نتصوّر!
فالتقطت لهما الصورة وودّعتهم على أن أنشرها في الجريدة. وعند إشارة أخرى رأيت أحد الباعة وعمره حوالي 20 سنة ويتحدث العربية بصعوبة. يحمل في يده قفصاً به طيور صغيرة وعندما اقترب مني وشاهد الكاميرا ارتبك ورفض التصوير واختفى عن الأنظار وكأنه خائف من شيء ما!!
مشاهدات
قالوا انهم عند رؤية سيارات مراقبي البلديّة وسيارات الدوريات الأمنية يهربون حتى تذهب ثم يعودون لممارسة عملهم!!
البضائع التي يقومون ببيعها رخيصة الثمن ولكنها رديئة الجودة!!
متى يتم القضاء على هذا السلوك غير الحضاري وتصبح مدننا خالية من هذه الظاهرة؟
|