*واشنطن من تشارلز الدينجر رويترز:
في الوقت الذي يطالب فيه المنتقدون في الولايات المتحدة وخارجها إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش بالتخلي عن السعي لغزو العراق يدور خلاف علني بين وزارة الدفاع الامريكية والكونجرس بشأن تكلفة الحرب وتكلفة السلام بعد ان تضع الحرب اوزارها.
وكان مسؤولون غير معروفين في الإدارة قد سربوا تقديرات لتكاليف حرب قصيرة مكثفة تتراوح بين 61 و95 مليار دولار، إلا أن وزير الدفاع دونالد رامسفيلد قال رغم التصريحات الحادة لبعض اعضاء الكونجرس من الحزب الديمقراطي ان من المستحيل وضع تقديرات دقيقة.
وحتى داخل وزارة الدفاع اختلف كبار المسؤولين المدنيين مع رئيس اركان الجيش هذا الأسبوع حول حجم القوة المحتملة اللازمة لاحتلال العراق بعد الحرب والتي يرجح ان يكون معظمها من القوات الامريكية.
وحذر بعض أعضاء الكونجرس من أن تكلفة احلال السلام بعد الحرب قد تكون أعلى من تكلفة آلاف القنابل وصواريخ كروز التي تطلق خلالها.
وقال الجنرال اريك شينسيكي رئيس أركان الجيش امام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ ان الحفاظ على السلام في العراق الذي يماثل في مساحته ولاية كاليفورنيا الأمريكية يحتاج حسب تقديره إلى «عدة مئات من الالاف» من الجنود.
وأضاف «نحن نتحدث عن السيطرة على مساحة كبيرة من الأرض بعد عمليات عسكرية مع أشكال من التوترات العرقية يمكن أن تؤدي إلى مشاكل اخرى.
وبعد ذلك بيوم واحد صرح رامسفيلد للصحفيين بأن هذا التقدير «مبالغ فيه إلى حد بعيد» خاصة فيما يتعلق بعدد الجنود الأمريكيين مضيفا ان دولا اخرى وعدت بالمشاركة في جهود الحفاظ على الاستقرار في حالة اندلاع حرب.
كما قال عقب اعلان مسؤولين في وزارة الدفاع أن هناك الآن ما يزيد على200 الف من القوات الأمريكية في منطقة الخليج مستعدة لأي أمر من الرئيس الامريكي بغزو العراق «ثانيا لا يبدو لي منطقيا أن الأمر يحتاج إلى عدد مماثل من القوات.. في اعقاب الحرب لما سيحتاج إليه الفوز فيها.
كما انتقد بولوولفوويتز نائب وزير الدفاع في افادة امام لجنة الميزانية بمجلس النواب تقدير شينسيكي ووصفه بأنه «مبالغة شديدة» مشددا على أن من السابق للأوان تقدير ما سيحتاج إليه الأمر من قوات.
وفيما يتعلق بتكاليف شن حرب قال وولفوويتز «ليس هذا وقتا مناسبا لإذاعة أرقام تكتنفها الشكوك بقوة.
لكن المشكلة التي يواجهها بوش ورامسفيلد هي انهما سيضطران قريبا إلى اللجوء للكونجرس لطلب أموال للحرب وربما كان ذلك بعد بدايتها مباشرة.
وقال ستيفن كوزياك من مركز تقييم الشؤون الإستراتيجية وشؤون الميزانية التابع للقطاع الخاص لرويترز «هناك كثير من الغموض. وما دام هناك غموض يتعذر تقدير التكاليف مسبقا».
ووضع المركز تقديرا يتراوح بين 20 مليار دولارلحرب مكثفة تستمر شهرا واحدا ويشارك فيها 175 ألف جندي أمريكي و85 مليار دولار لحرب تستمر ستة شهور وهو احتمال بعيد يشترك فيها 350 الفا من الجنود الأمريكيين وكان روبرت بيرد العضو الديمقراطي المخضرم في مجلس الشيوخ وهو شوكة في جنب بوش في المسائل المتعلقة بالميزانية قد حذر من أن تكلفة الحرب ستكون «باهظة» في وقت يتزايد فيه العجز في الميزانية الامريكية. كما أشار اعضاء آخرون في مجلس الشيوخ إلى ان الولايات المتحدة لن تستطيع نتيجة اختلاف عديد من كبار حلفائها الاوروبيين معها بشأن غزو العراق الاعتماد على الحصول على اي مساهمات مالية كبيرة في تكاليف مثل هذه الحرب.
وقال ادوارد كنيدي العضو الديمقراطي في مجلس الشيوخ انه يتعين على الادارة ان تشرح للامريكيين بوضوح من اين ستحصل على الاموال اللازمة للحرب.
كما رفض وولفوويتز في افادته امام لجنة شؤون الميزانية في مجلس النواب ان يكون اكثر تحديدا رغم اتهام النائب جيمس موران له بقوله «اعتقد انك تتعمد حجب المعلوات عنا».
واجاب وولفوويتر قائلا «ليست لدينا فكرة عما سنحتاجه حتى نصل إلى هناك على الارض. في كل مرة نعقد فيها اجتماعا بشأن خطة الحرب تطرح على الفور على ستة افرع مختلفة لوضع تصورات. اذا وضعنا تكلفة لكل واحد منها فستتراوح بين عشرة مليارات و100 مليار دولار.
ويعترف مسؤولون في وزارة الدفاع بأن تكلفة الحرب وما بعدها قد تسجل ارتفاعا كبيرا اذا أشعل الرئيس العراقي صدام حسين حرائق في حقول النفط واستخدم اسلحة كيماوية اوبيولوجية ضد قوات الغزو ومدنيين.
وفضلا عن التكاليف المباشرة للحرب تنقل الادارة الامريكية حاليا كميات من المعونات الانسانية إلى مناطق قريبة من العراق وتعكف على ابرام صفقات من المساعدات والمعونات الاقتصادية قيمتها مليارات الدولارات لتركيا واسرائيل ودول اخرى في المنطقة.
ويقول مسؤولون في الإدارة انهم يحتمل ان يعرضوا تقديرات تفصيلية للتكاليف على بوش الاسبوع المقبل.
وجاء في وثائق داخلية خاصة بالبيت الأبيض وزعت على بعض اللجان الرئيسية في الكونجرس ان إدارة بوش تتوقع انفاق نحو مليار دولار على المعونات الانسانية واعادة الاعمار في العراق خلال العام الأول في اعقاب أي غزو تقوده الولايات المتحدة.
ويقول مسؤولون أمريكيون انهم يعدون لأسوأ الاحتمالات بما في ذلك خروج ما يصل إلى مليوني لاجىء من العراق في الأسابيع التالية لبداية الحرب المحتملة.
|