من كان يأمل أن تنجح القمة العربية الخامسة عشرة التي عقدت في شرم الشيخ في منع شن أمريكا الحرب على العراق فلا بد أنه أصيب بخيبة أمل مثلما خاب أمل الذين كانوا يأملون بدور مجلس الأمن الدولي في إلغاء الحروب، وإذا كان الفرق بين اجتماعات مجلس الأمن الدولي واجتماعات القمم العربية أن مجلس الأمن الدولي أصبح مكاناً تصدر عنه أذونات شن الحروب حيث أصبح البند السابع سيفاً مسلطاً بيد أمريكا لإشهاره ضد الأنظمة والدول التي تتعارض مصالحها مع ما تريد أمريكا فعله، وهذا ما حصل في يوغسلافيا التي استعمل البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة «كمشرط تشريح» لتجزئة يوغسلافيا.
ورغم ملامسة الحرب التي شنت على يوغسلافيا المصالح الإسلامية حيث ظهرت للوهلة الأولى أن القوات الأمريكية والأطلسية ساعدت على تحقيق رغبات المسلمين في البوسنة والهرسك وكوسوفا، إلا أن الحقيقة أن المصالح الأمريكية هي التي تحققت وأن حرب البلقان كرست هيمنة القطب الواحد والأوحد ليس على الأمم المتحدة، بل على العالم أجمع.
الآن البند السابع يوظف أمريكيا لتحقيق مصالح الولايات المتحدة، ولم تتردد حتى عن مواجهة حلفائها الغربيين، بل وحتى توجيه الإهانات لهم مثلما حصل لفرنسا وألمانيا وبلجيكا.
هذا السيف المشهر «البند السابع» موجه ضد بلاد العرب، البداية بالعراق، وبعده سورية، ثم إلغاء القضية الفلسطينية ثم ترتيب المنطقة العربية وفق الأهواء والمصالح الأمريكية.
هذا واضح في كل ما جرى خلال الأشهر الماضية: مجلس الأمن عجز عن إعادة سيف البند السابع إلى غمده، الاتحاد الأوروبي عجز عن الحد من صلف الأمريكيين، ودول عدم الانحياز اضافت عجز الدول المتخلفة إلى عجز الدول المتقدمة الأوروبية.. والعرب من خلال قمة شرم الشيخ ضمن هذا المسار.. أيضاً لم يستطيعوا تجريد أمريكا من سيف البند السابع المشهر الآن ضد العرب.. ويتطأطأ جبناً أمام كل الجرائم الإسرائيلية التي لا يستطيع البند السابع الاقتراب منها، لأنه وُضع لصالح أمريكا وأصدقاء أمريكا.
|