الخطاب الأخير الذي ألقاه الرئيس بوش اعتبره المراقبون تدشيناً للحرب وإصراراً عليها. والأخطر من هذا أنه صرح أن الهدف ليس تغيير النظام في العراق وحدها، فالولايات المتحدة تريد أن تصنع من العراق نموذجاً للدول العربية وما العراق إلا الخطوة الأولى، بمعنى أن الرئيس بوش يريد أن يعلم العرب كيف يقيمون الدول وكيف يحكمون، ومضمون كلامه أن الحكام العرب لا يحققون لشعوبهم ما هو من مصلحتها والشعوب نفسها لا تعرف مصلحتها، لهذا فلا بد أن تأتي الجيوش الأمريكية والبريطانية بقضها وقضيضها لتعلم العرب بالقوة وبتهديد السلاح وسفك الدماء واحتلال الأرض كيف تكون الديمقراطية وكيف يكون الاستمتاع بالحرية!!
وجاء أول تعليق على هذا الخطاب من أمين جامعة الدول العربية الأستاذ عمرو موسى الذي قال: إن الرئيس الأمريكي تجاوز كل الحدود ووصل به الأمر إلى الاستهانة بكل الأنظمة العربية وشعوبها حين يتهمنا جميعاً كأمة بالقصور وعدم الفهم لدرجة لا نعرف فيها مصلحتنا متجاهلاً تاريخنا العريق من الحضارة الإنسانية وإقامة الدول لتأتي دولة لا تعرف من مقومات الحضارة اليوم إلا لغة القوة، وفرض الرأي بالقوة أكبر نقيض للديمقراطية التي تدعو إليها أمريكا!!
|