افتتح في الساعة الرابعة والنصف من بعد عصر أمس مؤتمر وزراء الخارجية الاسلامي في قصر الضيافة بجدة. وقد القى السيد عبدالهادي بو طالب وزير خارجية المغرب كلمة في بداية الجلسة قال فيها: اننا نحمد الله سبحانه وتعالى الذي اتاح لنا فرصة جديدة للقاء في مؤتمر وزراء خارجية الدول الاسلامية وهي فرصة نستمد معناها من القرآن الكريم. وقال اننا نجتمع هنا في نفس الظروف التي انعقد فيها المؤتمر الاسلامي في الرباط، فلازال المسجد الاقصى والقدس والاراضي الفلسطينية المحتلة في يد الصهيونية. واشار الى اهمية مثل هذا المؤتمر الذي يعبر عن التعاون والتلاحم بين المسلمين. وقال ان اجتماعنا هنا قرب الحرم الشريف يحفزنا على تكتيل جهودنا. واعرب عن امله في أن يتوصل المؤتمر الى قرارات تعبر عن الغرض من عقده.
ثم تحدث بعد ذلك وزير خارجية الباكستان ووزير خارجية النيجر وقد وافق المؤتمر على أن يتولى معالي السيد عمر السقاف وزير الدولة للشئون الخارجية رئاسة المؤتمر.
وقد القى معاليه كلمة عبر فيها عن عميق شكره وشكر المملكة العربية السعودية للمؤتمرين على ثقتهم وحسن ظنهم. وفي الساعة الخامسة وصل جلالة الملك فيصل الى قاعة المؤتمر وبين تصفيق الحاضرين القى جلالته كلمة سامية بمناسبة افتتاح المؤتمر تجدونها منشورة في الملحق الاسلامي لهذه الجريدة. وبعد ذلك اعرب سكرتير الدولة للشئون الخارجية ورئيس وفد الصومال الى المؤتمر عن شكره لجلالة الملك فيصل نيابة عن المؤتمر ثم غادر جلالته قاعة الاجتماع بين تصفيق الحاضرين الى قاعة مجاورة كما غادر اصحاب المعالي والسعادة اعضاء المؤتمر قاعة الاجتماع للسلام على جلالة الملك فيصل في القاعة المجاورة. وبعد ذلك بقليل استأنف المؤتمر جلسته حيث بدأت الجلسة العلنية بالقاء كلمة المملكة العربية السعودية القاها معالي السيد عمر السقاف وزير الدولة للشئون الخارجية ورئيس المؤتمر ورحب فيها باسم المملكة العربية السعودية بوفود الدول الاسلامية، وقال معاليه انه لما يملأ نفوسنا فخراً ان نرى بلادنا المقدسة تفتح اليوم صدرها لترحب بخير امة اخرجت للناس يجتمعون على كلمة الحق والخير وقال ان التاريخ سيسجل بكل فخر ذلك اليوم الذي عقد فيه مؤتمر القمة الاسلامي في الرباط وما اتخذ فيه من قرارات جليلة الشأن كما سيذكر التاريخ جميع القادة والمخلصين الذين وفقهم الله للدعوة الى التضامن الاسلامي وخدمة الانسان على الارض رغم ما اعترضهم من صعاب متأسين بذلك بنبيهم عليه الصلاة والسلام. واشار معاليه الى انتهاك اسرائيل لحرمة المسجد الاقصى وطرد ابناء فلسطين من بلادهم فقال: انه ليس هناك من سبيل نسلكه غير طريق واحد وهو طريق التضامن والتكاتف.
وتحدث معاليه عن حقيقة الصهيونية فقال: ان اسرائيل تمثل انتهاك المقدسات وتشريد الفلسطينيين من بلادهم كما تمثل الجنوح الى ابعد من فلسطين وتمثل كذلك الطرف المتمرد على قرارات الامم المتحدة التي اعطتها شهادة ميلادها فراحت تنتهك كل ما تعارف عليه العالم من قوانين الحق والاخلاق. واسرائيل النشاز والتجسيد للتعصب الديني والعنصري الذي كافحت الامم للخلاص منه فجاءت الصهيونية بعقيدة من جديد في ابشع صورة عرفها العالم. وعدد معاليه الجرائم التي ترتكبها اسرائيل ليس ضد العرب فقط ولكن حتى ضد البلدان التي تضم اليهود في مختلف انحاء العالم وطالب معاليه بايقاف الصهيونية عند حدها.
وقال معاليه انه اذا كانت الدول العربية تشكل المواجهة ضد اسرائيل فان المملكة العربية السعودية ترى ان قطع مختلف الاتصالات مع اسرائيل من قبل الدول الاخرى كفيل باضعاف اسرائيل وايقافها عند حدها وقال: ان المؤتمر يتوفر له كل الادراك لهذه التحديات من الصهيونية واعداء الحق. وقال ان مؤتمرنا هذا ليس مؤتمرا دينيا مبنيا على التعصب الديني ولكنه اجتماع مفتوح للبناء والتقدم وخير الانسانية جمعاء. واعرب عن استعداد المملكة للتعاون مع اخوانها الى ابعد حد وبلا تحفظ لكل ما يصدر عن المؤتمر من مقررات وتوصيات.
وبعد ان انتهى معالي السيد عمر السقاف من كلمته طلب معاليه من الصحفيين والمصورين والمدعوين مغادرة القاعة ثم بدأت الجلسة بعد ذلك مغلقة.
|