لست بذلك الكاتب المتبحِّر، أو القلم الفذِّ لكي أحمل مشاعر تترجمها كتابات يشرفني أن أخطو فيها أمامكم وأن تلامس طيب مشاعركم، يخالجني شعور ما وصل إليه حالنا في الكتابة وإحباط بما تخطه أيدي الكتاب بما هبَّ ودبَّ.. والاختيار هنا هو نقطة المحور.. لا أحد في العالم يملُّ من الكتابة ولكن الكتابة تملُّ من الهمِّ.. فأعماقنا غدت عالماً بلا معالم ومعالم لا تعرف لها عالماً.. همومها ضائعة وأفكارها مقتبسة أو بالأحرى «مسروقة».
همومنا أكبر من واقعنا لكن ماذا؟!.. أجبرتني هذه الهموم إلى حالة من الدوار وأجدني حائراً فأقول: هل هو همُّ الكتابة أم كتابة الهمِّ؟!
كيف لا.. وقد غدت لدينا أقلام مغشوشة!!
كيف لا.. وحقوقنا في هذا العالم مسلوبة!!
كيف لا.. ونحن عاجزون أن نواجه أنفسنا بالحقائق المرَّة التي نعيشها اليوم!!
فأين أنا من كاتبٍ منصفٍ يبحث عن الحقِّ وحده.. لا يتأثر بقراءة ما تترجمه معاني أقلام الآخرين؟!
إننا ضحايا أقلام صامتة ومواهب مهدرة عبثت هنا وهناك لتبعث في النفس أملاً كاذباً تواري به حقائق الأمة والعالم الإسلامي لتمنعنا من أن نرفع صوتاً في وجه الأعداء ولتدنِّس شرف الكتابة بأكاذيب وخرافات لا تستحق أن تُعرض أمام كلِّ من يصدِّق أقلام هؤلاء!!
* مما أعجبني
إذا واتتك ظروف السعادة فكيف تهنأ وإلى جانبك جائع يتلوى وجريح يتأوه ومظلوم يبكي وسجين لايُسمع له صوت ومكروب أحرقت زفراته الأرض؟!
|