عقد القادة العرب العديد من مؤتمرات القمة العربية منذ أول قمة عربية عقدت في عام 1946 في أنشاص بمصر، حيث تم عقد أربع عشرة قمة عربية عادية، والقمة التي تعقد اليوم هي الخامسة عشرة ضمن هذا المسلسل، وهناك عشر قمم استثنائية اضافة الى قمتي أنشاص وبيروت عام 1956م.
وقد بدأ تفعيل مؤتمرات القمة العربية وصاحبها العديد من القرارات الهامة منذ عقد أول قمة عربية عام 1964م لبحث التصدي لمحاولات تحويل روافد نهر الأردن.. ومنذ ذلك اليوم رافق عقد مؤتمرات القمم العربية اتخاذ قرارات هامة وفقاً للظرف أو الظروف التي تصاحب تلك القمة وأهداف عقدها التي كثيراً ما كانت تعقد استجابة لمتطلبات الظرف الاقليمي والدولي، ولمواجهة الأخطار التي تواجه الأمة العربية، ولهذا كانت تلك المؤتمرات غير منتظمة، إذ تأرجحت بين الانتظام السنوي أو التوقف لسنوات أو عندما تستدعي الأمور الدعوة إليها حتى تم في قمة عمان بالأردن في 1 مارس عام 2001م إقرار آلية عقد مؤتمر القمة العربية بحيث تكون سنوية بصفة دورية وعُدّل ميثاق جامعة الدول العربية ليصبح عقد مجلس جامعة الدول العربية «القمة العربية» سنوياً، ويتم انعقاده بشكل دوري.
ولقد شهدت مؤتمرات القمة العديد من القرارات الهامة، واقترن أسماء العواصم التي عُقدت بها بالعديد من القرارات كقرارات «لاءات الخرطوم» وقرار الرباط الذي جعل من منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني، وقمة القاهرة عام 1990م التي اتخذ فيها قرار تحرير دولة الكويت.
واليوم تعقد القمة العادية الخامسة عشرة في شرم الشيخ المرشحة لتكون واحدة من أهم القمم التي سيقترن اسم شرم الشيخ بقراراتها، وخصوصاً قرار تفعيل العمل العربي وتعزيز ميثاق الجامعة وفق مفهوم المبادرة التي قدمها سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز للدول العربية والمفترض مناقشتها اليوم لتفعيل العمل العربي، وإصلاح النظام العربي الرسمي الذي أثبت عجزه في التعامل مع الأحداث والقضايا التي تواجه الأمة العربية.
إن مبادرة سمو ولي العهد وبما تحمله من مضامين وآليات لرفد العمل العربي بشقيه الرسمي والشعبي وبما تتضمنه من أفكار، قادرة على معالجة القصور الذي أصاب العمل العربي بالشلل، وبخاصة إذا وجدت تفهما وتعاملاً صادقاً من الدول العربية بعيداً عن الحسابات الوقتية والقطرية الضيقة وهو ما تأمله الجماهير العربية كافة التي تعاني من إحباط وتراكمات سلبية عديدة نتيجة عدم ارتقاء العمل العربي الرسمي والشعبي إلى مستوى الأخطار التي تهدد الأمة العربية.
|