* الرياض- محمد العيدروس:
كشف خبير متخصص في الطب النفسي المحاولات والحيل التي قد يدعيها مجرمون او متجاوزون حينما يرتكبون فعلتهم والقاء اللائمة على المعاناة أو المرض النفسي.
واوضح الدكتور عبدالرزاق الحمد، استشاري الطب النفسي بكلية الطب بجامعة الملك سعود في تصريحات ل «الجزيرة» عقب تزايد ظهور حالات اجرامية ترتكب تحت غطاء المرض النفسي، اوضح ان هناك علامات واضحة للمريض النفسي منها الذهان والهوس والانفصام والاضطرابات الوجدانية، ويستطيع الطبيب النفسي الوصول لتشخيص سريع من خلالها دون ان يكون للمريض قدرة على التخلص منها او امكانية لادعائها.
واضاف.. كما ان لكل حالة تاريخاً مفصلاً وحياة عملية وزوجية واجتماعية معنية وهو ما يعطي مؤشرات ودلالات تساعد الطبيب في القدرة على التفريق بين المريض النفسي فعلاً والذي يدعي المرض للهروب من العقوبة.
وحول الكيفية التي يتم بها اجراء الاختبارات النفسية على امثال هؤلاء.. اوضح د/ عبدالرزاق الحمد ان للطب النفسي القضائي معايير ووسائل لفحص الشخص الذي يدعي مرضه ومنها وضعه تحت الملاحظة لفترة طويلة ومراقة تصرفاته وسلوكياته من قبل فريق علاجي متكامل «طبيب- اخصائي- ممرض» ويتم اجراء اختبارات دقيقة متواصلة ثم تكتب تقارير وتدرس وتناقش، ليتم التوصل في النهاية إلى اثبات هل الشخص مريض نفسي أم مدع.
على الصعيد ذاته اكد د/ الحمد ان المرض النفسي شائع وموجود في المملكة كما هو ظاهرة في جميع المجتمعات الحديثة في العالم، وهذا لايعني وجود اضطرابات نفسية خاصة لمجتمع معين مشيراً إلى ان اسباب ذلك تراكم عوامل وراثية تتفاعل مع البيئة كضغوط الاجتماعية والصراعات النفسية والقلاقل الاقتصادية ومشاكل المجتمع وغير ذلك.
وبين استشاري الطب النفسي واحد اقدم الاطباء السعوديين في هذا المجال، انه من الصعوبة بمكان تحديد ايهما اكثر تعرضاً واصابة بالامراض النفسية الرجال ام النساء!!
الا انه استدرك ملحماً إلى ان هناك امراضاً نفسية معينة اكثر شيوعاً عند النساء وأنواعاً اخرى اكثر شيوعاً لدى الرجال وقال.. ان الظاهره الملاحظة من خبراتنا العيادية هي ان الحالات النفسية اكثر لدى النساء عنها لدى الرجال باعتبار ان المرأة مهيأة لذاتها ولانها أكثر حساسية وشفافية ويظهربها المرض النفسي سريعاً.
ورداً على سؤال حول اعتماد اكثر الاطباء النفسيين في المملكة شدة التاثير على المريض النفسي.. قال د/ الحمد ان لكل حالة نفسية وسائل معالجة خاصة ولكن اكثرها تحتاج للدواء اضافة إلى وسائل العلاج النفسي والعلاج المعرفي والسلوكي ومهارات التدريب الاجتماعي.
مشيراً إلى ان الطب النفسي في المملكة يعاني من نقص في المتخصصين من الاطباء النفسيين والمعالجين مقارنة بما هو موجود في العلاجات الطبية الدوائية ولذلك نرى ان أكثر ما يستخدم هو الادوية.
| 
