الغش.. مرض عالمي يعاني منه كل مجتمع في العالم وليس حكراً على بلد بعينه.. لكنه قليل عندنا لأسباب كثيرة.. ومن أبرزها.. أن المجتمع أصلاً.. مجتمع مسلم ومتدين ويخاف الله.. إلا أننا لا نستطيع ان نقول.. إن الغش غير موجود.. فهناك أجانب.. وهناك ضعاف دين.. وهناك ضعاف أنفس.. وهناك خبثاء في كل مكان..
** الصحف تنشر أحياناً عن حالات الغش وحيل الغشاشين.. وتنشر أخباراً وتقارير تتحدث عن حالات غش معينة.. تم ضبطها وتم معاقبة أصحابها..
** لو استعرضت الاخبار التي تتحدث عن الغش والغشاشين.. لوجدت أن هناك ارتباطاً بينها وبين العمالة السائبة أو الهاربة أو الضائعة أو المتخلفة.. أو العمالة الوافدة العاملة.. إذ لابد لها أن تعيش.. ولن تستطيع العيش إلا من خلال دروب معتمة مظلمة سوداء لا يراها فيها أحد..
** مصنع للمخللات في إحدى الخرائب.. كُشف وبه سموم ومشاكل وكله ضار بالصحة.. وكله أوساخ وقاذورات.. والبراميل كلها صدئة.. والصدأ أقل ما يسببه هو السرطان.
** وشركات أو محلات وبقالات أخرى.. تُخزن الدجاج ثم تبيعه للناس.. على انه دجاج طازج.
** فيما ضبطت البلديات نماذج أخرى للتلاعب بالاغذية ومنها.. الدجاج الذي كثيراً ما يصيب الناس بالتسمم نتيجة انتهاء وقت الصلاحية بفترة ليست قريبة.
** وقد وُجد قبل أيام منزل عائد لصاحب احدى الشركات.. يسكن فيه عمالة.. ويوضع فيه الدجاج الفاسد بدون تواريخ وفي امكنة غير صالحة للتخزين وغير مجهزة يعني «فطيس».
** الخبر.. نشر في الصحف.. كما نشرت أخبار اخرى حول الغش بأشكاله وصوره.. واقرأ.. واسكت.. والنتيجة «مهيب شغلك».
** وهكذا حالات الغش التي لم تعد تستغرب.. وكم مرة قرأنا أخباراً عن الغش والغشاشين.. وأخباراً عن وزارة التجارة.. تُغرم هذا وتعاقب الآخر.. وتنشر تحذيراً وتشهيراً على حساب هؤلاء.. واكثرهم من فئة «احدى الشركات» و«أحد التجار» و«خوش» تشهير؟!!
** نحن لا نشك في دور وزارة التجارة.. ولا نقلل من أهمية هذا الدور.. ولا نشكك في قدرة ودور البلديات.. ولا نشكك أيضاً في هذا الدور لكن نقول.. ان عمليات الغش تتزايد وتزداد خبثاً وتعقيداً.
ولابد من جولات وجولات من خلال فرق متكاملة مزودة بخبراء متمكنين لضبط هؤلاء.. وينبغي ألا نكتفي بمجرد الاعلان والتشهير.. بل لابد من اغلاق المتجر إلى الأبد.. لأن هذه الاغذية الفاسدة.. أخطر من القنابل لأنها كلها سموم..
** وسؤال أخير لوزارة التجارة.. هل في سجلات السجل التجاري شخص اسمه «أحد التجار» وشركة اسمها «إحدى الشركات»؟!!. وكيف نُشهر بأصحاب البقالات الصغيرة ونتستر على اصحاب الشركات الكبيرة وتجار الغش والنصب والتزوير؟!
|