|
والبئر مطوية بالحجارة المصقولة ويتراوح عمقها من 11 12 متراً وابعادها منتظمة كالتالي «10*13*12*5*10*16م» أي أن محيط فوهتها تبلغ 65 متراً. ويقول الرحالة فيلبي وهو أول من كتب عنها وأخذ صورة فوتوغرافية بحالتها القديمة للبئر قبل اربعين عاماً عن بئر هداج انها كانت مورداً لكثير من قوافل الجمال وقطعان الماشية التي تقصدها في اماكن بعيدة للسقيا هذا علاوة على أن الواحات الزراعية المجاورة كانت تروى من مياه هذه البئر وتستطيع البئر ان يسنى عليها بتسعة وتسعين جملاً دفعة واحدة اثناء فصل الصيف وتنقل المياه من البئر بواسطة قنوات يبلغ عددها إحدى وثلاثين قناة معمولة من الحجارة. وتاريخ حفر هذه البئر مقارنة بين طريقة بناء جدرانها وبين طريقة بناء قصر الرضم يمكننا ان نعيد تاريخ بناء هذه البئر إلى نفس فترة بناء قصر الرضم أي حوالي القرن السادس قبل الميلاد. ويوجد في أعلى عين للبئر من الجهة الغربية فتحة غائرة تبلغ ابعادها 5 ،1*1م ويقال انها عبارة عن قناة تصل ما بين بئر هداج وبئر الحمراء وهناك روايات تقول انها تصل ما بين بئر هداج وقصر الرضم. وللوصول إلى اجابة مقنعة يعتقد ان هذه الفتحة عبارة عن خندق يصل ما بين البئر وبين احد القصور المهمة قديماً للسقيا في حالة تعرض المدينة للحصار. وللبحث في أصل المسمى يعتقد الدكتور عبدالرحمن الانصاري أن لفظ هداج ربما كان له صلة باسم المعبود «هدد» أو «داد» إله المطر الذي كان معروفاً بين الساميين في المنطقة وفي العصر الحديث مازالت بئر هداج جوادة في مائها إلا أنه نظراً لقيام المزارعين المجاورين للبئر بحفر آبار ارتوازية داخل مزارعهم فقد قل ماء هداج نوعاً ما. ويولي صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك اهتمامه الشديد بكافة الآثار بالمنطقة ومن ضمنها بئر هداج حيث يقوم سموه بزيارة هذه البئر اثناء جولاته التفقدية لمحافظات ومراكز وقرى المنطقة كل عام ويوجه بتقديم ما تحتاجه هذه الآثار من اعمال وترميمات. قصر الأبلق يقع في الجزء الجنوبي الغربي من المدينة ويحيط به سور كبير متصل بسور المدينة العظيم ويطلق عليه الحصن ويعرف «بحصن الأبلق» و«الأبلق الفرد» واكبت هذا الحصن شهرة تاريخية عظيمة ونُسب بناؤه إلى عاديا وسمي بالأبلق لأن في بنائه بياضاً وحمرة وقد ورد ذكر الحصن في العديد من الكتب ومما ذكره ياقوت الحموي الذي يقول عنه: «انه على رابية من تراب فيه آثار أبنية من لبن لا تدل على ما يحكى عنه من العظمة والحصانة وهو خراب». ويعلق الأستاذ حمد الجاسر على ما ذكره ياقوت الحموي بقوله: «ان ياقوتاً لم يشاهد تلك الآثار ولكن نقل وصفها عن خبير ولهذا وقع الخطأ، إذ إن اثار الحصن واطلاله لا تزال باقية وهو مبني من الحجارة لا من اللبن واثاره تدل على العظمة والقوة.وقال الأصفهاني حول الحصن «وكان هذا الحصن لجده عاديا واحتفر فيه بئرا روية عذبة وكانت العرب تنزل به فيضيفها وتمتار من حصنه وتقيم هناك سوقاً. وقد قامت الادارة العامة للآثار باجراء عدد من الحفريات به واتضح ان الموقع قد استوطن من اوائل الألف قبل الميلاد واستمر الاستيطان حتى القرون الميلادية الأولى. وجاء ذكر الحصن في عدد من القصائد للشعراء ومن هؤلاء قول السموأل يفاخر بحصنه.
حصن الأبلق والزباء ينسب إلى الزباء ملكة تدكر مثل يقول «تمرد مارْد وعَزّ الأبلق». والزباء هذه عاشت في القرن الثالث الميلادي وقتلت عام 273م ونستنتج من هذا المثل المنسوب إلى الزباء ان صح كما اورده الاستاذ محمد التيماني في كتابه «تيماء» أن الزباء لم تستطع اخضاع سكان هذا الحصن. التعليم في تيماء كان التعليم في السابق يقتصر على ما يتعلمه الصبية في المسجد من أمور دينهم حيث كان يقوم على التعليم من لديه خلفية بسيطة من أمور الدين وكانت تقتصر على حفظ سورة الفاتحة وبعض السور القصيرة من القرآن الكريم وكيفية الصلاة والصوم وغيرها من الأمور التي تواجههم واستمرت على هذا الحال حتى بداية منتصف القرن الثالث عشر الهجري حيث أصبح السكان يبعثون بأبنائهم إلى المشايخ الذين تولوا أمر القضاء في تلك الفترة ومن هؤلاء المشايخ الشيخ عبدالله الخلف والشيخ سليمان الحامد اللذان تعلم لديهم وغيرهم الشيخ فياض الزيدان الذي تولى تسليم الطلبة منذ منتصف القرن الرابع عشر الهجري حيث كانت الدراسة في المسجد على فترتين صباحية ومسائية تبدأ الفترة الأولى بعد طلوع الشمس وحتى قبيل الظهر والثانية قبل صلاة العصر وتنتهي قبل غروب الشمس هذا البرنامج على مدار الأسبوع عدا الخميس والجمعة فيوم الخميس للمراجعة وتسميع ما حفظه الطالب ويوم الجمعة عطلة يستعد فيها الطالب لاحضار ما تتطلبه الدراسة من طين أبيض لمسح لوح الخشب الذي يكتبون ويقرءون عليه وكذلك لاحضار أقلام من عيدان القصب ويعد الحبر لاستخدامه طيلة الأسبوع اللاحق في كتاباته. وكانت المناهج الدراسية في بداية التعليم في تيماء تعتمد على الأحرف الهجائية وتعلم حركات التشكيل والتشديد والفتحتين والكسرتين والضمتين والقاعدة البغدادية وتركيب الكلمة والقرآن الكريم والثلاثة الأصول وشروط الصلاة والأحاديث الأربعين والفرائض ورياض الصالحين وكانت الأدوات المستخدمة في الدراسة السكين والقلم والمسطرة والحبر والمحبرة والمسطعة. أما في العصر الحديث ومنذ أن دخلت تيماء تحت لواء الحكم السعودي الزاهر في أواخر عام 1369هـ والبلد آخذ في التطور التعليمي فكانت أول مدرسة افتتحت المدرسة السعودية الأولى وكان افتتاحها عام 1370هـ وعدد الطلاب في ذلك الوقت 214 طالب والفصول تسعة فصول. ثم افتتحت أول متوسطة بتيماء 1386هـ وعدد الطلاب 263 طالب وعدد الفصول عشرة فصول ثم افتتحت مدرسة سعد بن معاذ الابتدائية عام 1395هـ وكان عدد الطلاب 183 طالب وافتتحت أول ثانوية 1397هـ وعدد الطلاب 200 والفصول عشرة فصول وافتتحت المدرسة المحمدية الابتدائية عام 1398هـ وعدد الطلاب 445 والفصول 14 فصلاً كما افتتحت مدرسة تحفيظ القرآن الكريم، الابتدائية والمتوسطة عام 1401هـ وعدد الطلبة 235 والفصول تسعة فصول والابناء السادسة عام 1403هـ وعدد الطلبة 92 والفصول ستة فصول كما نال تعليم البنات حظه في هذه المحافظة حيث افتتحت أول مدرسة للبنات عام 1386هـ وكان عدد الطالبات 297 طالبة والمتوسطة افتتحت عام 1392هـ وعدد طالباتها 258 كما افتتح معهد المعلمات بتيماء عام 1408هـ وكان عدد الطالبات 48 طالبة والآن يوجد بتيماء العديد من المدارس للبنين والبنات وشملت هذه المدارس مختلف المراحل الدراسية وانشئت المدارس بالقرى والهجر. تأسيس إمارة تيماء تأسست إمارة تيماء أواخر عام 1369هـ حيث كان أميرها خالد السديري حتى أوائل عام 1370هـ حينما تولى الإمارة الشيخ عبدالله إبراهيم الشنيفي حتى سنة 1384هـ حيث تولى الامارة الشيخ سليمان بن يوسف الشنيفي حتى نهاية عام 1390هـ ثم تولى الامارة الشيخ صالح البليهي من اوائل عام 1391هـ إلى 1/7/1402هـ بعدها تولى الامارة الشيخ سعود بن عبدالعزيز المتعب. الخدمات الحكومية بتيماء حظيت مدينة تيماء كغيرها من مدن المملكة بتوفير المرافق والخدمات اللازمة لتحقيق رفاهية المواطن حيث يولي صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك اهتمامه الكبير بهذه المحافظة ومختلف محافظات ومراكز وقرى منطقة تبوك حيث وفر على المواطن في تيماء عناء السفر إلى مدينة تبوك بتوفير كافة الأجهزة الحكومية في تيماء فهناك المستشفيات والمراكز الصحية وافرع لكافة الاقسام الحكومية كمراكز للشرطة والمرور ومبنى متكامل للبلدية وفرع لوزارة الزراعة وفرع لشركة الكهرباء وكل ما يتطلبه المواطن في هذه المحافظة. عادات وتقاليد أهل تيماء من العادات التي يتمسك بها أهل تيماء كما ذكر الباحث الأثري محمد التيمائي هي: 1 العونة وهي ان يقوم مجموعة من الأهالي بمساعدة أحدهم عند قيامه بعمل كبناء بيت او حفر بئر او مساعدته في الزراعة كيوم الرياس الذي يتم فيه اخراج الحب من السنابل بواسطة الحمير لكن في الوقت الحاضر اتخذت العونة شكلا آخر حيث تتم مساعدة اي شخص مقدم على الزواج بالمال او الذبائح وخلافه. 2 السفارة: وهي ان يمشي مجموعة من الأهالي مع العريس من بيته الى بيت أهل العروس مرددين الاهازيج على أصوات الطبول حاملين معهم (الاتاريك) وهي المصابيح التي تضاء في الليل بواسطة الغاز أو الكاز وهذا العمل قديما اما الآن فتستخدم السيارات في شكل موكب لمرافقة العريس. 3 الختان: ويسمى محليا بالطهار أو الطهر حيث يوضع الطفل وسط صحن يسمى الطشت ويتم مشاغلة الطفل حتى يتم الختان له بعد ذلك يتم اطلاق الزغاريد تعبيراً عن الفرحة باتمام عملية الختان بالاضافة الى عمل الرشايش والرحلات. الأكلات الشعبية: الرغيف: ويعمل من دقيق القمح حيث يعجن بالماء ويوضع على الصاج الساخن حتى يجف ويقلب على الوجه الآخر ثم يقشر بالسكين ويؤكل كما هو او يقطع مع ايدام القرع او الطماطم وغيرها. الهفيت: ويعمل من دقيق البر ويختلف عن الرغيف بانه رقيق السماكة.الجمرية: وتعمل من دقيق البر وهي عبارة عن خبزة سميكة توضع على الجمر وتغطى بالجمر كذلك ويتم مسحها بالسمن البلدي وتسمى الفتة أو المفتوتة واذا كانت مع اللبن تسمى الخميعة. الجريش: ويعمل من حب القمح المجروش. المرقوق: ويعمل من دقيق البر وذلك بعجنه ثم يقسم اقساما بواسطة (المرقاق) وهو معمول من الخشب حتى يصبح رقيقة السمك لتوضع بعد ذلك بالقدر ويتم قلبها بواسطة المرقاق بداخله. النميش:ويعمل من القمح وتأتي حبته كاملة بعد الطبخ. الكعيكات: تقطع على هيئة قطع دائرية بواسطة إحدى العلب. البكيلة: وتعمل من السمح الذي ينبت بالبر أو من العشير حيث تقطف السنابل وهي خضراء ثم شويها ثم طحنها وخلطها بالسمن. الألعاب الشعبية عند أهل تيماء: اولا: العرضة. كانت العرضة تقام في السابق اوقات الحروب وتقام قبل الهجوم لشحذ الهمم وبعد رجوع الجيش منتصراً اما الآن فتقام في المناسبات السعيدة ومن اغاني العرضة قول الشاعر خالد عطا الله الرمان وهو من اهالي تيماء.
ثانيا: السامري: وتؤدى في المناسبات ويكون المغنون جلوساً وبينهم من يقرع الدف ومن القصائد قول نفس الشاعر اعلاه:
ثالثاً: الهجيني: وسمي بهذا الاسم نسبة الى الهجن (الإبل) لانه كان يغني بين مجموعة وهم على ظهور الابل ويلجأ المغنون للتسلية وقطع طريقهم الشاق الطويلة دون عناء. ومن قصائد الهجيني قصيدة للمرحوم حامد المحمود من أهالي تيماء قالها وهو قادم من حائل باتجاه تيماء.
|
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |