Friday 28th february,2003 11110العدد الجمعة 27 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

هذه الوصلة يجب سفلتتها هذه الوصلة يجب سفلتتها

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة، الأستاذ خالد بن حمد المالك حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
قرأت ما كتبه سعادة الكاتب الأستاذ محمد بن عبدالله الحمدان في العدد «11040» تحت عنوان أكثر من موضوع.. ومن هذه المواضيع حديثه عن وصلة «قبة سامودة» ومطالبته بسفلتتها مع غيرها من الوصلات المهمة في هذه المملكة المترامية الأطراف حيث إن هناك وصلات قصيرة «غير مسفلتة» تربط بين مناطق أو مدن أو قرى .. هذه الوصلات إذا كانت تربط بين قرى أو مدن فهي ذات أهمية بالغة وينظر إليها بعين الاهتمام فما بالكم إذا كانت تربط بين مناطق وهذا هو الحال مع وصلة «قبة سامودة» الواقعة شمال شرق المملكة والتي تربط بين منطقة القصيم ومنطقة حفر الباطن .. هذه الوصلة لا يوجد وصلة كثر الحديث حولها مثل هذه الوصلة .. .ولا يوجد وصلة حدث فيها حوادث الهلاك والعطش مثلها وصلة يبلغ طولها 70 كم فقط في كثبان ورمال الدهناء.. ومع ذلك يبدو أن وزارة المواصلات لم يبلغها حتى الآن أهميتها وما حدث فيها من حوادث الهلاك والتيه .. وإلا فإن وزارة المواصلات هي من أحرص الوزارات على راحة المواطنين وخدمتهم .. وما أخال وزيرها الكفء الدكتور ناصر السلوم إلا مهتماً بهذه الوصلة .. وأريد أن أسوق هنا بعض المبرّرات التي تؤيد «وبشدّة» سفلتة هذه الوصلة القصيرة:
1 اختصار المسافة بين منطقة القصيم والمنطقة الشمالية الشرقية من المملكة من «700 كم إلى 70 كم».لنتابع مسافراً يريد الانطلاق من «قبة» إلى طريق «حفر الباطن رفحاء لينة» فليس أمامه إلا أن يسلك الطريق المار بقبة ثم الأسياح ثم بريدة ثم الزلفي ثم أم الجماجم ثم هذا الطريق قبل حفر الباطن، والخيار الآخر أمامه والأكثر إغراءً هو أن يسلك هذه الوصلة التي تصل من قبة إلى سامودة وهي بطول 70 كم ولكنها كثبان رمال سافية ومتحركة وإذا لم يحدث تغريز أو عطل للسيارة فانه سيجتاز هذه الوصلة في ساعة واحدة بدلا من 7 ساعات عبر الطريق المسفلت الذي يأخذ معه دورة طويلة ومزعجة مروراً بمنطقة القصيم ثم منطقة الرياض ثم حفر الباطن التابعة للمنطقة الشرقية أي عليه المرور بثلاث مناطق من مناطق المملكة قبل أن يصل إلى هدفه الذي هو على مرمى حجر منه بالنسبة لهذه المسافة الطويلة .. حتى ولو كان فيها من المخاطر ما فيها على الرغم من أن الطريق المسفلت مفرد وكثير الحوادث .. «70 كم» بدلا من «700 كم» إغراء كبير للمسافرين أي أن الطريق المسفلت مضروب ب «10» يساوي الطريق الترابي غير المسفلت وبالنسب فانه يزيد عن الوصلة الترابية بنسبة «1000%» وهي نسبة كبيرة جدا.
2 لهذا الإغراء الذي ذكر فان كثيرا من المسافرين يسلكون هذه الوصلة على الرغم من مخاطرها وقد حدث فيها الكثير من حوادث الهلاك والعطش والتغريز والضياع وقد نشرت بعض الصحف صوراً لهذه الحوادث وخصوصاً في فصل الصيف حيث تزداد حرارة الشمس لهيباً وتتحوّل كثبان الرمال إلى نار تلظّى وتفوح من الحرارة التي تشوي الطيور والبشر .. ومع ما حدث من حوادث إلا أن الإغراء كبير جدا والمسافرون «مشمرون» في عبور هذه الوصلة القصيرة. يسلك هذه الوصلة بصفة خاصة العسكريون الذين يعملون بمدينة الملك خالد العسكرية بحفر الباطن وهم من منطقة القصيم فيضطرون إلى سلوك هذه الوصلة لأن مدينة الملك خالد العسكرية على مرمى حجر منهم وهي أقرب نقطة من منطقة حفر الباطن إليهم وكذلك هواة الرحلات والصيد والمسافرون إلى حفر الباطن أو رفحاء أو لينة .. أو إلى دولة الكويت وكذلك المعتمرون والحجاج .. حيث إن هذا الطريق هو أصلا امتداد لطريق الحج البصري القادم من البصرة إلى مكة المكرمة مروراً بالأسياح والقريتين «عنيزة» ثم رامتان ثم إمّرة ثم طخفة إلى نهاية الطريق المعروف وقد عرف الأوائل أن الطريق مختصر.
3 إذا تمت سفلتة هذه الوصلة فستكون رديفاً للطريق المعروف المار بأم الجماجم والزلفي وستخفف عن الحركة بشكل كبير جدا حيث إنه طريق مفرد ويشهد كثافة مرورية عالية جدا حيث انه رابط هام بين شمال شرق المملكة وكافة مناطقها الأخرى وخصوصاً المنطقة الوسطى فهذا الطريق يستخدم من هواة السياحة الربيعية من المنطقة الوسطى إلى المنطقة الشمالية الشرقية وقد سرت معه في أحد الأيام فرأيت السيارات فيه طابوراً متواصلا ولا يفصل بين السيارة والأخرى شيئاً «وهذه حقيقة بدون أي مبالغة» وطوال اليوم من حفر الباطن إلى الأرطاوية وهو طريق مفرد .. فما بالكم إذا زاد الضغط عليه واستخدمه أهالي القصيم كذلك .. إن الحوادث على هذا الطريق مستمرة .. وخصوصاً في أيام الذروة من السنة كموسم الحج وما الحافلات التي حدث لها حوادث في هذا الطريق منا ببعيد.
4 هناك هدر اقتصادي غير مبرّر لاستخدام هذا الطريق من قبل الحجاح أو المسافرين أو غيرهم فلنتصور أن هناك «000 ،20» سيارة تسلكه يومياً وتكلفة الوقود هي ريال واحد/كم أي أن التكلفة اليومية للوقود هي «000 ،20 * 700 = 14 مليون ريال يوميا ولنفترض أن 50% من هؤلاء سيستخدمون هذه الوصلة بعد سفلتتها فمعنى ذلك خفض الهدر الاقتصادي اليومي بحوالي 7 ملايين ريال وبحوالي ألفي مليون ريال سنوياً .. أي ألفا مليون ريال سنويا تذهب هدراً يمكن استثمارها محلياً بدلا من هدرها في طريق طويل كثير الحوادث .. هذا إضافة إلى الهدر الناتج عن الحوادث التي تحدث على هذا الطريق الطويل ويذهب ضحيتها الأبرياء من حجاج وعمّار ومسافرين .. يمكنهم سلوك هذه الوصلة بعد سفلتتها وإراحتهم من هذه المعاناة المستمرة مع هذا الطريق الطويل.
5 لو نظرنا إلى هذه الوصلة فإنها قصيرة جدا ولا تقاس بما تنجزه وزارة المواصلات سنوياً من طرق طويلة جدا تبلغ مئات الكيلومترات .. وبمناطق وعرة وتحتاج إلى قطع صخري ذي تكلفة عالية جدا .. بينما هذه الوصلة تمر بكثبان رملية سهلة جدا ويمكن استخدام هذه الرمال في الردميات مع وضع طبقة ردم بسمك 20 سم أو ما يعرف ب «sandwhich» ووضع طبقة سفلتة عليها مما يخفض التكاليف بشكل كبير جدا .. ان لوزارة المواصلات صفحة ناصعة في ربط مناطق المملكة بطرق سريعة ومزدوجة.. فهل تقف جهودها عند وصلة مفردة وقصيرة وقليلة التكلفة.
6 في إنشاء هذه الوصلة خدمة جليلة لمنطقة الأسياح ذات المناخ الربيعي وذات التطور الزراعي حيث يوجد بها عدد من المشاريع الزراعية والحيوانية .. وخدمة للاقتصاد الوطني والسياحة الربيعية عبر نفود الدهناء وخدمة حركة الاستيراد والتصدير وخلق خط نمو سكاني واقتصادي جديد شمال شرق المملكة.
وإن لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم حفظه الله دوراً بارزاً في نهضة المنطقة وخدمة مواطنيها والالتفات لكل ما يهمهم ويخدمهم ويريحهم ويريح المسافرين والحجاج عبر المنطقة وكل الأمل في سموه للتنسيق مع وزارة المواصلات ووزيرها الكفء الدكتور ناصر السلوم للالتفات لهذه الوصلة وسفلتتها لتكون صفحة تضاف إلى صفحات هذه الوزارة الناصعة.

م. عبدالعزيز السحيباني / البدائع

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved