تدشين جبهة الحرب الشمالية

تجاوزت التحضيرات للحرب معضلة تركيا بعد الاتفاق بين انقرة وواشنطن على فتح القواعد التركية أمام القوات الامريكية وفي المقابل فان جهود التسوية السلمية اكتسبت قوة جديدة باعلان قوي روسي صيني يؤكد على ضرورة تجنب الحرب..
وعلى كل فجهود الحرب والسلام امامها أيام ساخنة لا تتجاوز الاسبوعين وهي فترة ستكون حافلة بالتحركات العسكرية وخصوصاً استكمال الحشود، كما تتزايد خلالها المشاورات الدبلوماسية وسط كم هائل من التصريحات ذات اللهجة النارية والتي عادة ما تسبق النزالات والمنافسات الكبرى.. وقد رأينا جانباً من ذلك في تصريحات الرئيسين العراقي والامريكي في بحر اليومين الماضيين.
وبالنسبة للاعلان الروسي الصيني فان اهميته تكمن في أن الدولتين تتمتعان بالعضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي وبامكانهما استخدام حق النقض «الفيتو» كما يؤشر الاعلان إلى دور قيادي للدولتين اللتين كانتا حتى الآن تؤيدان التحرك الذي بادرت به كل من فرنسا والمانيا والمناهض للاندفاع الامريكي نحو الحرب..وهكذا فإن الخطوة الروسية الصينية ستعزز كثيرا الجبهة المناهضة للحرب وسيتقرر في مدى الاسبوعين القادمين ما اذا كانت هذه الجبهة فعالة في اكتساب المزيد من التأييد بالقدر الذي يمكن ان يشكل ضغطاً على واشنطن يدفع بها الى ابطاء هذا الاندفاع في الحرب خصوصا اذا صاحب ذلك تطور اكثر ايجابية فيما يتصل بتعاون العراق مع مفتشي الأمم المتحدة.
غير أن التطورات على الجبهة الشمالية (تركيا) قد تشجع من جانب آخر على التعجيل بالهجوم الامريكي بما يقطع الطريق على أي جهد دبلوماسي يستهدف التهدئة.
ومن هنا فان الحاجة ماسة لمبادرات أكثر فعالية على جبهة السلام، وفي هذا المقام فإن القمة العربية التي ستلتئم السبت المقبل قد تسهم بصورة كبيرة في الجهد السلمي اذا استطاعت أن تخرج بموقف قوي موحد ضد الحرب باعتبار انها ضد المصلحة العربية والدولية.