قد يبدو الحديث في هذه الحقبة بعيداً عن الأحداث فيه هروب مخل بما يليق بالكاتب الحريص على الحضور في القلب النابض من حوله...
والأحداث تتوالى، والمواقف تتصاعد، وشبح الحرب لم يعد شبحاً، بل كلُّ المؤشرات تؤكد تحول «اللُّعبة اللَّفظية» إلى «عملية تنفيذية» خلال ايام قربت أو بعدت...، ولماذا، ولمصلحة من، وكيف سيؤول الوضع في المنطقة العربية بعد ذلك، وخلال هذا، وما مصير الوحدة العربية الاسلامية، والتأكد من ان اسرائيل وأمريكا وجهان لعملة واحدة لم يعد كلُّ ذلك خفياً على الرَّضيع فكيف الفطيم... و... التحاليل الفورية، وإبداء الرأي، والصمت، والنطق، والكتابة، والقراءة في هذه «المسألة» بل «المسائل» كلُّ ذلك أصبح تحصيل حاصل...؟ فهل تصمت الأقلام؟ أم أنَّ هناك ثقوباً لاتزال تؤدي إلى سراديب، وسراديب تؤدي إلى أدغال، وأدغال تؤدي إلى عوالم خارقة لما وراء إدراك الأذهان، فالأفكار، فالأقلام لما وراء هذه الأحداث، وما أمامها، وما فوقها، وما تحتها؟... ثمَّة ما يدعو لأن يتمنَّى الكتَّاب أقلاماً غير أقلامهم تغوص في العيون الخفيَّة التي تُصهر فيها مياه الأسباب والأحداث، لتستشف فيها صور الحقائق بمثل ما يفعل من يصّور ثمَّ يضع الشريط الأسود في ماء التَّظهير، فتخرج له اللَّقطات في انعكاس دقيق لواقع، وموقع ما التقطته الآلة المبهرة وهي تقول ضمنا الحقائق... كي تقوم أقلامهم بالفعل ذاته... ولكن؟ كيف للزمن أن يمنح فرصة العودة للوراء في عمر العمر من سنوات عقود، وحقب، وشهور وأيام، وساعات، ودقائق، وثوانٍ، ولحظات، ولمحات... لم تكن فيها هذه الأقلام في أيديهم قد غمست في ماء التَّظهير لما كان كامناً يتبلور داخل هذه العيون؟!!، فهل كان عليهم أن يبقوا أم يهربوا في مثل هذه المواجهة؟!
|