تقف مشكلة تكاليف الزواج ومتطلباته حجر عثرة أمام الشباب الراغبين في دخول ميدان الزوجية، على الرغم مما يبذل من جهود خيرة كبيرة على المستويين الرسمي والشعبي، وهذه المشكلة ليست المشكلة التي تواجه الشباب بمفردهم بل تقلق المجتمع بأسره وهي مشكلة ذات أبعاد كثيرة وقد تمتد لتكون بوابة لمشكلات أخرى إن لم يتم علاجها، وعلى هذا فإن هذه المشكلة ليست بالصغيرة التي يمكن التهاون بها أو التقليل من شأنها، ولست هنا بصدد الحديث عن متطلبات الزواج وعوائقه في هذا العصر الذي تغيرت فيه كثير من العادات والتقاليد بل المفاهيم عند بعض الناس.
وأمام تفاقم أعداد العانسات وظهور مشكلة العنوسة كما نشرتها وسائل الإعلام عن مصادر مطلعة بوزارة التخطيط «وصلت إلى المليون ونصف المليون» عانس، أعتقد أن هذا الرقم سيكون مضاعفاً عند الشباب إذن الأمر يتطلب المزيد من العناية والدراسة والبحث وهو ما لا يغيب عن أذهان المسؤولين والمختصين في هذا الجانب.
ومن الأمور المبشرة بالخير ما قرأته مؤخراً حول الملتقى الثالث لمشروعات ولجان الزواج بالمملكة الذي سيرعاه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض حفظه الله وهو الذي عود أبناء الوطن رعاية الأعمال الخيرية وذلك غرة شهر محرم المقبل إن شاء الله. وسيتم خلال الملتقى بحث عدد من قضايا الزواج ومشكلاته في المملكة، وإن مما يزيد التفاؤل حول نجاح هذا الملتقى - بإذن الله أنه سيحظى برعاية سموه الكريم أولاً وكذلك الأسماء المشاركة في بحوثه ثانياً ولعل من أبرزهم معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد رئيس مجلس الشورى ، ومعالي الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ وزير العدل وكوكبة من طلبة العلم والمختصين في الدراسات الاجتماعية. وثالث عوامل النجاح التي نتلمسها في هذا الملتقى هو الشعار الذي تم اختياره له وهو «الأسرة نبتة نرعاها» وهذا له دلالات ومعانٍ عظيمة إضافة إلى الموضوعات المهمة التي تم اختيارها للبحث والدراسة والمناقشة.
ويبقى الجانب الأهم عقب هذا الملتقى في تفعيل نتائجه ودراساته وما سيتمخض عنه من توصيات ومقترحات إلى تطبيق عملي قدر الاستطاعة يدعم بقرارات رسمية واهتمام من جانب الجهات المعنية بالتوعية وخاصة وسائل الإعلام، والاستفادة من منابر الوعظ والإرشاد، وخطب الجمعة، فلا بد أن يكون هناك تفاعل إيجابي، واهتمام بهذا الملتقى، وبحث وقائعه على الهواء مباشرة، وإجراء الحوارات الحية مع العامة والخاصة، والعلماء والاجتماعيين ورجال الأعمال، بما يلفت الأنظار إليه، ويدعم القناعة بتوصياته، ويعين على الحد من مشكلة تأخر الزواج وقفل هذا الباب الذي إن لم يوصد سيكون بوابة لمشكلات أخرى.
والله من وراء القصد.
| 
