من المعروف ان الرئاسة العامة لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر تقوم بأعمال جليلة في المحافظة على الدين والمجتمع. فالهيئة لها نشاط عظيم وجهود مباركة في مقاومة كثير من المنكرات وفي مجالات متعددة. وليس معنى هذا ان الهيئة قد بلغت مراتب الكمال وانه لا خلل ولا نقص في اعمالها، لأن النقص صفة البشر ولأن تحقيق الكمال من المحال.
في الاسبوع الماضي بدأنا بتقديم بعض المقترحات التي تهدف الى تقوية امر الحسبة والرفع من شأنها. وقد تكون بعض المقترحات المذكورة مما عملت به الهيئة واخذت به ولكني اذكرها من باب التأكيد والحث عليها وهنا نستكمل بقيتها والمختصة بالحسبة.
13- أقترح إنشاء مكتبة خاصة للمحتسب في كل مدينة، يكون مقرها فرع الرئاسة او احد مراكز الهيئة او أي مكان مناسب.
وارى ان تحوي المكتبة جميع ما الف في الحسبة قديما وحديثا، ليكون عضو الهيئة على دراية تامة بأحكام الحسبة وفقهها، ويلزم كل عضو في الهيئة بالجلوس في هذه المكتبة والاطلاع علي ما فيها وقتا محددا دوريا في كل اسبوع مرة او في كل شهر مرة او اقل أو أكثر بحسب الحاجة لذلك وعليه ان يعطي تقريرا يحتوي على تعليقاته في كل جلسة.
والجدير بالذكر ان مثل هذه المكتبة كانت موجودة في بعض العصور الاسلامية كعهد السعديين في المغرب من «956 - 1076هـ» حيث انشئت في احد الاسواق وكانت تحوي كتبا في أحكام الحسبة يطالعها وينظر فيها من يتولى خطة الحسبة(1).
14- تذكيرا ببعض اعمال كبار المحتسبين اصحاب الجهود المميزة، أرى تسمية بعض الشوارع التي تقع عليها الاسواق بأسماء اولئك المحتسبين او اشهرهم، تخليدا لذكرهم ولشحذ الهمم لاستحضار اعمالهم، ولعل في هذا نوعا من التكريم للمحتسبين حتى لو تباعدت الدهور وتطاولت السنون، وقد ذكر المقريزي في خططه ان بعض الطرق والدروب سميت بأسماء المحتسبين في عهده وقبل عهده(2).
15- وللاعتبارات السابقة نفسها والحيثيات ذاتها، فاني اقترح تسمية المراكز التابعة للهيئة بأسماء اشهر المحتسبين.
16- ربط جميع الفروع والمراكز للهيئة بشبكة متطورة للحاسب الآلي، وذلك فيما يتعلق بالقضايا والقرارات والتعاميم، لان ذلك يساعد على سرعة اتخاذ القرار وايصاله للفروع والمراكز، ويسهل عملية استفادة الفروع من بعضها في حل القضايا واكتساب الخبرات.
الهوامش:
(1) خطة الحسبة، للفاسي، ص91
(2) المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار 2/42.
(*) الأستاذ المساعد بقسم الدعوة والاحتساب بكلية الدعوة بالمدينة النبوية التابعة لجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية.
| 
