Friday 28th february,2003 11110العدد الجمعة 27 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حادثة وحديث حادثة وحديث
التي نقضت غزلها 2/2
عبيد الطوياوي

ولكي لا نكون كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً، تلك المرأة الحمقاء، التي تعمل العمل ثم تفسده بنفسها وبطوعها واختيارها لسفاهة عقلها، ينبغي لنا بل يجب علينا أن نحترم حقوق اخواننا المسلمين وأن نؤدي واجباتهم ولا نعتدي على أعراضهم ولا على أموالهم ولا على دمائهم، لأننا إذا فعلنا شيئاً من ذلك صرنا من المفلسين الذين يدخلون النار بسبب سيئات غيرهم، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أتدرون ما المفلس؟) قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: (إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار).
فمعاملتنا السيئة لاخواننا المسلمين، تكون وبالا على حسناتنا، ومن ثم دخول النار بسبب سيئات غيرنا. من المسلمين الذين لم نبال بما يجب لهم علينا.
ومن أسباب المحافظة على الحسنات، الحذر الشديد من داء الأمم، الحسد، الذي يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، روى الترمذي عن الزبير بن العوام رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (دب إليكم داء الأمم: الحسد والبغضاء، هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين، والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أنبئكم بما يثبت ذاكم لكم؟ افشوا السلام بينكم).
فنحذر الحسد ونطهر منه قلوبنا ففي الحديث الذي رواه ابن ماجه عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أفضل؟ قال: (كل مخموم القلب، صدوق اللسان) قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال صلى الله عليه وسلم: (هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد).
إن للحسد مضاراً أليمة، وعواقب وخيمة، لذلك خشي منه النبي صلى الله عليه وسلم على أمته، وقصة قدوم أبي عبيدة بالمال من البحرين معروفة لدى كثير من المسلمين، فإنه لما قدم رضي الله عنه بمال من البحرين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، سمعت الأنصار بقدومه، فوافوا صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف، فتعرضوا له، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم، ثم قال: (أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء من البحرين؟) فقالوا: أجل. يا رسول الله. قال: (فأبشروا وأملوا ما يسركم. فو الله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم) قال العلماء: التنافس الى الشيء المسابقة إليه وكراهة أخذ غيرك إياه، وهو أولى درجات الحسد. نعوذ بالله من الحسد ونسأل الله ألا نكون كالتي نقضت غزلها.

العنوان: حائل، ص.ب 3998

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved