Friday 28th february,2003 11110العدد الجمعة 27 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

يطالب بالدعوة إلى وقف خيري لصالح جمعيات تحفيظ القرآن .. رئيس جمعية جدة لـ « الجزيرة »: يطالب بالدعوة إلى وقف خيري لصالح جمعيات تحفيظ القرآن .. رئيس جمعية جدة لـ « الجزيرة »:
قلة الموارد المالية لجمعيات التحفيظ تحول دون تفعيل دورها التربوي والاجتماعي
نسعى إلى الاستفادة من الانترنت كأول جمعية إلكترونية لتحفيظ القرآن الكريم

* جدة - خاص بـ «الجزيرة»:
أكد فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله حنفي رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة، ان تفعيل دور الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم هو خط الدفاع الاول ضد ما يثار من حملات منظمة في الغرب، تستهدف النيل من اعز واغلى ما يملكه المسلمون.. القرآن الكريم.
واضاف فضيلته في حواره مع «الجزيرة» ان الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن منوط بها القيام بدور تربوي بالغ الاهمية في تنشئة الاجيال على المعرفة الصحيحة بتعاليم واخلاقيات الاسلام، وصيانة الهوية الثقافية والحضارية للمجتمعات الاسلامية، خاصة وان معظم الآليات التي تستخدمها القوى المعادية في هجومها على الاسلام تتخفى تحت أقنعة ثقافية، وتحمل في ظاهرها صوراً ثقافية واعلامية وفنية، بينما تخفي في باطنها بذور الفتنة والتشكيك والتطاول على رموز الاسلام، ومقدساته.وفيما يلي تفاصيل الحوار:
* يتعرض القرآن باعتباره دستور الأمة ومنهاجها لحملات هجوم من جانب القوى المعادية للاسلام، فما هو دور جمعيات تحفيظ القرآن في مواجهة هذه الحملات؟
- الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم هي خط الدفاع الاول ضد ما نشهده من حملات منظمة تستهدف اعز واغلى ما يملكه المسلمون وهو كتاب الله الكريم، وللجمعيات دور تربوي مهم في تنشئة الاجيال على معرفة دينها وهويتها وثقافتها الاصلية خاصة اذا علمنا ان اغلب الآليات المستخدمة لدى القوى المعادية للاسلام في ظاهرها تحمل صورا ثقافية وقوالب اعلامية فنية، ولكن مضامينها مليئة بالدس والتشكيك والنيل من رموز الاسلام ومقدساته ولذلك يتطلب الامر المواجهة بالتربية والتحصين، وبناء الشباب على تقوى من الله ورضوان وغرس القرآن الكريم وقيمه، ومبادئه في سن مبكرة حتى اذا تعرض الشاب لتلك الموجات الهادرة ضد الاسلام تصبح لديه مناعة دينية وثقافية يقيس بها النافع من الضار، ولن يستطيع اعداء الاسلام النيل من ايماننا وشبابنا طالما تمسكنا بكتاب الله قولا وعملا واعتصمنا بحبل الله المتين فهو العروة الوثقى والحصن الحصين.
* وهل تعتقد ان الهبات والتبرعات التي تتلقاها جمعيات تحفيظ القرآن تؤهل هذه الجمعيات بالقيام بدورها في مواجهة هذه الحملات؟
- حقيقة ان التبرعات والهبات التي تتلقاها الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم لا تؤهلها للقيام بدورها الكامل طبقا لاهدافها، لأن الاستقرار المالي مطلب مهم لاي منظمة لتحقيق اهدافها وخاصة اذا كانت منظمة خيرية ولكن جمعيات القرآن الكريم بفضل الله - عز وجل - ثم بهذا التجاوب المشكور من اهل البر والاحسان في بلادنا الغالية تسعى لاداء رسالتها تجاه خدمة القرآن وبناء شخصية الشباب المسلم على منهاجه خاصة وان الكثير من المحسنين يستشعرون الحاجة الى خدمة القرآن الكريم بالمال والسعي الى تعليمه بما منحهم الله من الرزق استطيع القول ان جمعيات القرآن الكريم في المملكة تجد صعوبات كبيرة لاستمرارها في اداء دورها التربوي التعليمي للحفاظ على هوية وثقافة مجتمعها المسلم وعلى الرغم من ان تلك الحملات الجائرة تصرف عليها مئات الملايين من الدولارات الا ان ضررها سينحسر ان - شاء الله - امام صدق الايمان بالله والتمسك بكتابه والالتجاء اليه في السراء والضراء.
* العنصر البشري هو الاساس في النجاح في تحقيق أهداف الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن، فالى أي مدى يتوافر المعلم المؤهل في هذه الجمعيات وقدرته على التعامل مع تحديات العصر؟
- تبذل جمعيات القرآن الكريم جهوداً كبيرة لتوفير المعلم المؤهل وتدريبه، وتسعى جمعية جدة لاستقطاب الشباب من حفظة كتاب الله للعمل في حلقات القرآن وتدفع من ميزانياتها النصيب الاكبر على معلمي الحلقات سواء على شكل رواتب او دورات تدريبية وغيرها من البرامج والانشطة التي تعود ان شاء الله تعالى بالفائدة على المعلم ومن ثم على الحلقة وتؤهله للحاق بكل ما يستجد من وسائل حديثة للتدريس والتربية وتكون متوافقة ولائقة بجمعيات القرآن لكن قبل تعيينهم يجري التأكد من مدى كفاءتهم وقدراتهم وهناك العديد من الاختبارات والمقابلات الشخصية التي يجب ان يجتازها المعلم بنجاح قبل السماح له بممارسة عمله وذلك لأن المعلم هو المحور الذي تدور حوله كل الطموحات وهو الآلية التي من خلالها تحقق الجمعية اهدافها فالتأكد من جاهزية المعلم مطلب مهم لانه يعدّ قدوة للطلاب في تصرفاته وسلوكه وفكره.
* وهل يتوافر لدى الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم استراتيجيات او آليات واضحة لجذب الناشئة والشباب لحفظ كتاب الله في ظل تعدد وسائل اللهو والاغواء؟
- تميزت جمعية جدة بأنها الاولى ضمن الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم باعداد خطة استراتيجية بدأت في تطبيقها لان الانسان بفطرته يحب الخير ويميل اليه ولكنه يحتاج مع ذلك الى بعض المحفزات والمغريات التي تعينه على الاختيار الصحيح ولذلك تقوم جمعيات القرآن الكريم باقامة العديد من الانشطة الترفيهية والرياضية والرحلات والمسابقات لطلابها لجذبهم لحلقات التحفيظ وتبذل الجوائز السخية للحفظة منهم كما اننا نركز على الطلاب المتفوقين باعتبارهم قدوة لزملائهم خاصة وان شريحة كبيرة من طلاب التعليم العام المتفوقين دراسيا هم من ابناء جمعيات القرآن الكريم ولعل اهم ما نطمح اليه وهو في نظرنا العامل الاساسي في اقبال الطلاب على حلقات التحفيظ الاسرة وعادة نوجه رسائلنا الاعلامية للوالدين، فالاسرة هي التي تحدد توجه الطالب وتشكل اهتماماته واذا استطعنا اجتذاتهم فسيكون ذلك اكبر عون لنا على تحقيق من نصبو اليه من تنشئة جيل مسلم على كتاب الله وهديه، فالطالب والشباب على وجه الخصوص يتعود على ما نشأ عليه فاذا كانت اسرته تربيه على حب القرآن والطاعات فمن السهل اجتذابه والعكس صحيح.
* بم تفسر تركيز معظم الجمعيات على جانب التحفيظ بدرجة اكبر من جانب التدبر في الآيات والتأمل في هداياتها فما اسباب ذلك؟
- قد يكون مرد ذلك الى الحرص على رفع معدل الانتاجية وزيادة اعداد الحفظة لكن جمعية القرآن بجدة نبهت الى هذه الملاحظة في ندواتها السابقة وتم التركيز على مستوى الطالب في التجويد والتلاوة وكذلك في الفهم والتدبر ولنا في اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خير اسوة فهم لم يكونوا يتعدوا عشر آيات حتى يتقنوها حفظا وفهما وتفسيراً وأحكاماً وهذه فرصة لتذكير نفسي واخواني في جمعيات القرآن الكريم لمراعاة هذا الجانب واعطائه حجمه من الاهمية وهناك مراجعات مستمرة لاساليب التدريس والتحفيظ للوصول الى الطرق لتخريج طلبة متقنين واعين حفظوا القرآن في قلوبهم وسلوكهم وتفكيرهم.
* كيف ترون الدعم الحكومي لجمعيات القرآن الكريم؟
- الدعم الحكومي للجمعيات له أهميته المادية والمعنوية، ولطالما قدمت الدولة رعاها الله، وما زالت تقدم دعما سخيا لخدمة القرآن الكريم، ولعلنا نذكر الاهتمام الواضح الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، وولي عهده الامين، وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - لخدمة كتاب الله سواء من خلال دعم وتشجيع جمعيات القرآن الكريم، او من خلال طبعه ونشره وتوزيعه على المساجد والحجاج، وعلى المسلمين، والمراكز الاسلامية في انحاء المعمورة، ولاشك ان نقص الهبات او تأخر الدعم الحكومي سوف يضر بمستقبل جمعيات القرآن الكريم، والجمعيات تسعى الى زيادة مصادر دخلها عن طريق التبرعات والهبات، اضافة الى التركيز على الموارد المالية الثابتة من عائدات العقارات، والوقف الاسلامي.
* الدعوة الى احياء سنة الوقف لصالح جمعيات تحفيظ القرآن لتوفير مصدر دائم للتمويل، كيف تراها؟ وامكانية نجاحها؟
- الوقف على درجة كبيرة من الاهمية في هذا المجال، واستشعرت الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة بأهميته منذ فترة ليست بالقصيرة، لان الاستقرار المالي عامل مهم في استقرار العملية التعليمية للجمعيات، وهناك عدة مشروعات لاستقطاب اوقاف تدر دخلا ثابتا يمكن الاعتماد عليه في تغطية النفقات المتزايدة، وان كانت نتائج تلك الجهود حتى الآن متواضعة، ولا تكفي وحدها لتغطية الميزانيات، ولكن شيئا فشيئا تتحقق الطموحات ان شاء الله، ونحن نعمل في اكثر من اتجاه لجلب اوقاف تخصص لجمعية القرآن حتى لا تتأثر حلقات التحفيظ او تتناقص لا سمح الله نتيجة نقص الموارد المالية المطلوبة للصرف عليها.
* المجلس الاعلى للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، كيف ترون دوره في دعم هذه الجمعيات واشرافه على ادائها؟
- للمجلس الاعلى دور هام وحيوي في عمل الجمعيات وعلى الخصوص وضع الانظمة واللوائح والخطط والبرامج ومتابعة تنفيذها والتي تكفل نجاح سير عمل الجمعيات وتحقيق اهدافها التربوية والتعليمية من اقصر الطرق والعمل الخيري بصفة عامة، وجمعيات القرآن بصفة خاصة، ليست كما قد يتبادر الى اذهان البعض بأنه عمل تقليدي بسيط يمكن أداؤه كيفما اتفق، فهذه النظرة مجانبة للصواب، لأنه في الواقع عمل تربوي متخصص يحتاج الى اساليب تعليمية وانظمة ولوائح ومراجعات مستمرة تضمن تلافي سلبياته وازالة العوائق التي قد تنشأ نتيجة تطبيق بعض الآليات، ولذلك فان دور المجلس الاعلى لخدمة الجمعيات محوري اضافة الى الدعم المتواصل الذي تلقاه الجمعيات، ولمعالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد رئيس المجلس الاعلى للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم جهوده الملموسة في خدمة الجمعيات، واهتمامه الشخصي بنجاح اعمالها ومشاركاته في الاحتفالات السنوية لتخريج الحفظة، ودعم انشطتها وبرامجها، وهذا بلاشك له مردود ايجابي على منسوبي الجمعيات وحافز لهم على بذل المزيد في خدمة القرآن الكريم.
* ماهو تصوركم لامكانية الاستفادة من ثورة الاتصالات وشبكة الانترنت في مجال تحفيظ القرآن الكريم؟
- شبكة الانترنت وسيلة اعلامية ضخمة واسعة الانتشار والتعامل معها من قبل جمعيات القرآن الكريم موجود وتسعى جمعية جدة لان تكون اول جمعية للقرآن، جمعية إلكترونية من دون ورق، والاستفادة من ثورة الاتصالات ويجب عدم تجاهلها، وعلينا وضع الاستراتيجيات والآليات التي تكفل تحقيق اكبر قدر من الاستفادة بصورة علمية مدروسة، وعلى سبيل المثال وضع برامج للتلاوة والتجويد يستفيد منها جميع المتعاملين مع الشبكة من الداخل والخارج في تصحيح تلاوتهم وحفظهم وتعريفهم بالقرآن الكريم، وعلومه، والاجابة عن الاستفسارات الواردة من العالم، وقد يكون في ذلك هداية الى دين الله، «ولان يهدي بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم»، ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «بلغوا عني ولو آية»، والانترنت وسيلة عالمية للتبليغ.
* هل تتوافر لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم بوضعها الحالي الإمكانيات اللازمة مالياً وفنياً للتعامل مع التقنيات الحديثة؟
- تطوير العمل ادارياً وتعليمياً بالاستفادة من التقنيات الحديثة مطلب مهم، واذا كانت الإمكانات المادية للجمعيات محدودة، فنحن نحاول جاهدين الاستفادة منها، وتحديثها ولو بالحد الادنى لان التقنيات الحديثة لها دور كبير في اختصار الوقت، وتسهيل الاجراءات، ورصد المعلومات، وحفظها، وارشفتها، وتطبيق البرامج الالكترونية المساعدة للعمل في جميع جوانبه، ان الفائدة المتحققة من هذه التقنيات كبيرة وتخدم حلقات تحفيظ القرآن الكريم ايما خدمة لكنها تتطلب تكاليف مالية لاقتنائها وتشغيلها قد تعجز بعض الجمعيات عن ادائها.
* انتشار حلقات تحفيظ القرآن الكريم التابعة للجمعيات الرئيسة في قطاعات جغرافية واسعة يدفعنا الى التساؤل عن إمكانية تفعيل الدور الاجتماعي لهذه الجمعيات بما يتفق وتعاليم الشريعة؟
- انتشار حلقات تحفيظ القرآن الكريم في المدن والقرى اصبح مطلباً جماعياً للمواطن والمقيم والرجل والمرأة لان المشاركة عامل مهم للتواصل وجمعيات القرآن لها دور اجتماعي فاعل وفق الاطار العام لمهامها واهدافها وتسعى الى خدمة هذا المجتمع بكل الوسائل المتاحة والانشطة والبرامج الهادفة ولا ريب فأساس عمل الجمعيات هو القرآن الكريم ومنه نستمد مناهجنا وتوجهاتنا واهدافنا والمجتمع هو المستفيد من كل الجهود التي تؤديها الجمعيات.
* قرار خادم الحرمين الشريفين بتخفيف عقوبة السجن لمن يحفظ اجزاء من القرآن الكريم فرصة للتساؤل عن حجم نشاط الجمعيات داخل السجون ومدى نجاحها؟
- هذا القرار الحكيم الذي تميزت به المملكة العربية السعودية فتح المجال واسعاً للجمعيات لزيادة نشاطها وشكل ميزة جذب دفعت الكثير من النزلاء الى الإقبال على حلقات القرآن الكريم والتي توسعت داخل السجون بشكل ملحوظ بعد صدور المكرمة الملكية وخير وسيلة لتقويم سلوك هذه الفئة والتي هي جزء من المجتمع يجب العمل على اصلاحه هي العودة بهم الى القرآن الكريم واخلاقه وتعليمهم التأسي بالسلف الصالح، والعقيدة الصحيحة وفتح ابواب التوبة امامهم وتوعيتهم بعواقب المعاصي والآثام في الدنيا والآخرة، وان للحياة الدنيا وجهاً آخر جميلاً يمكن العمل على عمارته يكون فيه المرء لبنة صالحة مقبولاً من الجميع بدل ان ينغمس في المعاصي وتكون عاقبته ان يكون منبوذاً في الدنيا متعرضاً للعقوبة في الآخرة جراء ما اقترفت يداه، والذي يساعد جمعيات القرآن على اداء رسالتها الهادفة الجليلة ما تلقاه من تعاون مشكور من ادارات السجون والاصلاحيات ودور الملاحظة وتسهيل عمل معلمي الحلقات ومنح النزلاء الملتحقين بالحلقات بعض المميزات التي تدفع الآخرين الى الالتحاق بالتحفيظ للاستفادة منها، وكل تلك التيسيرات بتوجيه كريم من امراء المناطق والمحافظات، وجمعية جدة قامت بفتح أكثر من 17 حلقة في سجون جدة، ونجد كل عون ودعم وتجاوب من صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرمة وصاحب السمو الملكي محافظ جدة - حفظهما الله -وكانت نتيجة ذلك تطور العمل وتوسعه بشكل كبير واستطاعت الجمعية بجدة بفضل الله عز وجل ثم بالتعاون اللامحدود اقامة دورة ومركز الفاروق عمر ابن الخطاب الصيفي لتحفيظ القرآن الكريم في سجون محافظة جدة، والاصلاحية لاول مرة على مستوى السجون بالمملكة، ولقي المركز والدورة اقبالاً كبيراً ونتائج ايجابية ادت الى موافقة المسؤولين على تعميم هذه الفكرة في الصيف القادم على جميع السجون على مستوى المملكة، ولذلك فان جمعيات القرآن الكريم لديها الكثير لتقديمه خدمة لكتاب الله وتنمية لمجتمعها وشبابها المسلم.
* هل يمكن رصد حجم إنجاز الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن في علاج بعض القضايا الاجتماعية مثل محو الأمية باعتبارها خطوة أولى باتجاه حفظ القرآن؟
- دور جمعيات القرآن الكريم في محو الامية واضح وخاصة حلقات تحفيظ القرآن الكريم للكبار التي تقيمها جمعية جدة والاقسام النسائية بسبب اقبال السيدات الكبيرات في السن على حفظ القرآن الكريم والالتحاق بمدارس التحفيظ النسائية اكثر بكثير من الرجال وتخصص لهن فصول دراسية لمحو الامية وخير ما يستفتح به التعليم آيات القرآن الكريم وتتخرج الطالبة او السيدة الملتحقة بالمدارس وهي متقنة للقرآن وتجيد القراءة والكتابة لكن على مستوى الرجال يختلف الامر كثيراً فغالبية طلاب الجمعية ان لم نقل جلهم من الاولاد والشباب ومعظمهم يجيد القراءة والكتابة وملتحق بمدارس التعليم العام لكن بصفة عامة الجمعية لديها الاستعداد للمشاركة الاجتماعية في محو هذا الجهل المسمى الامية والذي يعتبر في نظرنا عائقاً يجب تخطيه.
* من وجهة نظركم هل توجد معوقات نوعية تؤثر بالسلب في اداء جمعيات تحفيظ القرآن وكيفية التغلب على هذه المعوقات ان وجدت؟
- نعم هناك تحديات وليست معوقات بالطبع تؤثر سلباً في اداء جمعيات القرآن في الغالب وهي نقص الموارد البشرية والمالية لانهما الاساس الذي يمكن الجمعيات من اداء مهماتها وتنفيذ استراتيجياتها على اكمل وجه وايجاد المعلم الجيد الكفء وتغطية نفقاته والاستمرارية في العملية التعليمية التربوية لتحفيظ القرآن الكريم يعدّ تحدياً واي نقص يظهر على مستوى الاداء، وكل الجهود التي تبذل هي لتلافي تلك السلبية لان الجمعية تضم حالياً 7% فقط من اجمالي عدد الطلاب والطالبات بالمحافظة وتسعى الى استقطاب نسبة 30% على مدى السنوات القادمة.
* من خلال ارتباطكم بطلاب حلقات التحفيظ ما هو الاثر الايجابي الذي احدثه القرآن الكريم في سلوكهم وتفكيرهم وتعاملهم واستقرارهم النفسي، وهل اثر برنامج حفظ القرآن في الحلقات في تحصيلهم العلمي؟
- للقرآن الكريم اثر عجيب وبالغ في تصرفات وسلوك المسلم، والطلاب في حلقات التحفيظ يتعرضون لنفحات القرآن ومنهاجه ويتربون على اخلاقه واوامره ونواهيه، ونجد اثر ذلك في تفوقهم الدراسي وحياتهم وتعاملهم مع مجتمعهم وفرق كبير بين طلاب التحفيظ وكثير من الشباب الذي يضيع وقته في الشوارع ونلاحظ الاثر الايجابي على طلاب الجمعيات في ألفاظهم وتفكيرهم وتفاؤلهم وادراكهم لاهمية الوقت واستثماره، اضف الى ذلك انه وقاية لهم من مزالق الشر والهوى وحصن لهم من اصدقاء السوء فطالب التحفيظ لديه رصيد من الوعي والادراك ومعرفة الحلال والحرام والنافع والضار والطيب والخبيث، اقتبس تلك المعارف من تدارس القرآن وتدبره وتأمله وليس وراثة وتقليداً وبالنسبة الى التحصيل العلمي فان طلاب التحفيظ لوحظ انهم من المتفوقين دراسياً وقد اثر القرآن كثيراً في تحصيلهم الدراسي ولكن تأثير ايجابي وليس سلبياً علمهم ان للحياة قيمة ) هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) (الزمر:9)
* المستفيدون من جمعية تحفيظ القرآن، ممن حفظوا كتاب الله، هل توجد خطة من الاستفادة منهم لتحفيظ الاجيال او العمل بمساجد المملكة؟
- جمعية جدة ولله الحمد تحرص بشكل كبير على الاستفادة من خريجي الحلقات من حفظة كتاب الله في التدريس او الاشراف على الحلقات لكن للاسف معظمهم ينخرط بعد تخرجه من التعليم العام في مجالات وظيفية تعطي مردوداً لتغطية نفقاته واسرته مما يشغله عن القدرة على التدريس ومنهم من ينتقل الى العمل في مدن اخرى وبشكل عام فان نسبة الطلاب الذين يستفاد منهم في الحلقات قليلة لكن الشيء الذي يبعث على السرور انهم يخدمون كتاب الله في أي جهة ينتقلون اليها او يعملون فيها وهناك استفادة كبيرة منهم في صلاة التراويح خلال شهر رمضان المبارك حيث يؤم طلاب الجمعيات في كثير من المساجد ونحن في جمعية جدة لدينا برنامج لتعليم القراءات ينخرط فيه الطلاب المتميزون الذين حفظوا كتاب الله باتقان ولديهم الرغبة في الاستمرار للحصول على اجازة في القراءات وهي جهود نرجو ان يوفقنا الله للاستمرار في تطويرها لنؤدي الواجب علينا تجاه كتاب الله.
* من الملاحظ ازدياد عدد الفتيات والنساء الراغبات في حفظ القرآن الكريم في السنوات الاخيرة، فكيف يمكن استيعاب هذا العدد، وتوفير المعلمات الحافظات؟
- اقبال النساء والفتيات على مدارس تحفيظ القرآن ملحوظ وفي ازدياد ونحن في جمعية جدة ادركنا اهمية ذلك ونتوسع في افتتاح مدارس في جميع احياء محافظة جدة وقراها ووصل عدد المدارس النسائية لتحفيظ القرآن التابعة للقسم النسائي بالجمعية ما يقارب اثنتين وتسعين مدرسة وهذا يبشر بالخير فما ظنك بشباب وجيل تربت امهاتهم على موائد القرآن وهذا الاقبال من النساء على حلقات القرآن يزيدنا سروراً وفخراً ونسعى الى تحقيق كل الطلبات لفتح المدارس لولا ضعف الامكانات ولك ان تتصور ان الجمعية تتلقى طلباً كل شهر او شهرين تقريباً من الأهالي لفتح لمدارس جديدة ونسدد ونقارب قدر الامكان.
* ما عدد الملتحقين في الجمعية من الذكور والاناث؟ وكم عدد الحلقات والمدارس التابعة لكم؟
- عدد طلاب الجمعية «270 ،16» طالباً، وعدد الطالبات «762 ،15» طالبة، باجمالي «032 ،32» طالباً وطالبة، وبلغ عدد حلق التحفيظ للذكور «845» حلقة، وعدد مدارس التحفيظ النسائية «92» مدرسة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved