Friday 28th february,2003 11110العدد الجمعة 27 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تربية الأبناء والتفرقة بينهم تربية الأبناء والتفرقة بينهم
أمي تقف في صف أختي الصغرى

  * جازان - سميرة عبدالله:
الأبناء هبة من الله تجب صيانتها والمحافظة عليها وتقديم الاهتمام الكامل والرعاية التامة وعدم التفرقة بينهم بقدر المستطاع فهم ثمرة الحياة كالنبتة إذا ارتوت أينعت وان حرمت ذبلت وماتت، كذلك الأبناء تموت مشاعر المودة والأخوة بينهم ويصبحون ضحايا الوالدين فأحدهم يزيد عنده حب السلطة والعدوانية والآخر يعاني من أمراض نفسية جسيمة.. هنا نأخذ آراء بعض المعنيات ثم نختم الموضوع برأي الأستاذة عائشة جريبي ثم رأي الداعية الاسلامي فضيلة الشيخ زيد مدخلي.
التفرقة تكون سداً منيعاً وفاصلاً بين الأبناء
نورا «19» سنة تقول أنا الكبيرة في اخواتي إلا ان هناك الكثير من المشاكل والمشاحنات التي تحدث بيني وبين أختي الصغرى ويكون نصيبي فيها الهزيمة ذلك لأن أمي تقف دائما في صف أختي الصغرى وتحملني دائما مسؤولية الشجار الذي يحدث بيننا وفي كثير من الأحيان عندما اتحدث مع أمي في أي شيء تأتي وتضربني على وجهي دون أي سبب وهي ليست صغيرة جداً بل تبلغ من العمر «14» عاما، ورغم ذلك فهي لا تلاقي من أمي سوى التدليل وهذا ما جعلني أشعر بالنقصا والغيرة..
أما ص.ع. فتقول رغم ان عائلتي صغيرة تتكون من أب وأم وثلاثة أخوة وأخت واحدة ورغم إنني في ريعان شبابي إلا ان من ينظر اليَّ يعتقد إنني في الأربعين من عمري وذلك بسبب المشاكل المنزلية الكثيرة التي تحدث دائما، فأنا لا أجد سوى الذل والهوان من والدتي سواء كنت على حق أو على باطل، وهذه المعاملة جعلتني أشك حتى في نسبي اليهم مما أصابني بالكثير من الأمراض النفسية ونتيجة لهذه المعاملة التي تميزت بالتفرقة بين الأبناء في التربية وعدم التفاهم وتشتت الآراء تفككت أسرتي.
وتضيف فاطمة.س. أنا وأخوتي ننال نفس المعاملة في البيت إلا الكبرى التي تتميز عنا بالمعاملة فهي الكبرى التي لها السلطة في البيت نجدها دائما الأفضل منا في كل شيء، كالهدايا في المناسبات وغير المناسبات، والراحة من العمل وتنفيذ الطلبات الخاصة بها، وذلك جعل بيننا حاجزاً كبيراً لا يمكن ازاحته من طريقنا إلا بتسوية المعاملة والمحبة التي تجمع بين الإخوان والأخوات من الوالدين.
رأي التربويات بهذا الصدد
أما عن موقف الاسلام في هذه التفرقة فتقول الأستاذة عائشة الجريبي «مدرسة شريعة اسلامية بمدرسة متوسطة وثانوية باحدى قرى جازان» ان الحديث عن نعم الله عزوجل وعطاياه لا تعد ولا تحصى ومن تلك النعم العظيمة وأجلها نعمة الأبناء قال تعالى {المّالٍ وّالًبّنٍونّ زٌينّةٍ الحّيّاةٌ الدٍَنًيّا} فلقد جعل الله المال والبنين زينة الحياة ومتاعاً مرغوباً والى جانب ذلك فهي أمانة ومسؤوليات يسأل عنها الوالدان يوم القيامة احفظاها أم ضيعاها، وزينة الذريات لا يكتمل بهاؤها وجمالها إلا بالعدل وعدم التفرقة والرعاية التي جعلها الله على الوالدين أمراً مفروضاً وقد حثنا عليها حبيبنا المصطفى عليه السلام وحذرنا من الإفراط مع أحد الأبناء والتفريط مع الآخر ووضح ان الزيادة والتقصير خلل واضح وخطأ فادح وخيانة للأمانة، فالوالدان هم المقام الأول للعطف والحنان لأبنائهم فإذا حدث الزلل وظهرت عدم التسوية سواء كان مادياً أو معنويا فسيحدث الخلل وبداية الانهيار الأسري بين الأبناء حيث يزرع الكره بدل الحب والحقد بدل المودة والحسد بدل العطاء واشعال نار الغيرة وهذا كله دافع قوي لتنشئة الأبناء تنشئة غير سليمة ويكون الأمر جد خطير على المدلل والمحروم فالمدلل تغرس فيه صفة التمرد والمحروم تزرع فيه صفة الضعف في الشخصية وحب العزلة مما يؤدي الى الأمراض النفسية وهذا كله تصرف مناف للمبادئ والقيم فالأبناء ثمرة الزواج فيجب المحافظة عليهم.
ويقول الداعية الشيخ زيد مدخلي: إن النبي صلى الله عليه وسلم ما ترك شيئا يقرب من الجنة إلا دل عليه ولم يترك شيئا يقرب من النار إلا نهى عنه وحذرنا منه.. فهو الناصح الأمين ومن جملة القضايا التي نبهنا منها القضايا الأسرية ومنها العدل بين الأبناء سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً، وذلك عن طريق تربيتهم التربية الحسنة العادلة ورعايتهم الرعاية الأسرية دون تفرقة بينهم في العطايا المالية ونحو ذلك.
وقد حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من ذلك لما له من عواقب وخيمة على الأبناء من انتشار روح الكراهية والحقد والبغضاء والحسد بينهم.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved