اليوم نحن على موعد مع معرض الرجل المتنقل كما وعدنا سابقاً في أثناء معرض المرأة «غرفة النوم» فالرجل بلاشك يقيم معرضه في أي مكان وفي أي وقت، ويحب دائما كل جديد، مما يجعله ينسى أن هناك زوجة وأطفالاً ينتظرونه، فهو لا يعرف التخصص في معرض معين، فقد يكون مكان المعرض مقهى بعيداً عن المدينة ليطلع عن قرب على أنواع «المعسل» مع مجموعة من أصدقائه في جو يتساقط فيه رذاذ المطر بين النخيل والأشجار والقنوات الفضائية التي تنقل له بالصوت والصورة أخبار السياسة والرياضة والفن وكل ما في هذا العالم حتى أصبح يردد «العالم أصبح قرية» أو العالم أصبح «مقهى» وهذا المعرض ملتقى للمناظرات والآراء والأصوات العالية.. وطرح قضايا سياسية ويتم تحليل هذه القضايا وأسبابها وأبعادها.. والحرب والسلام وكل ما يهم العالم ويستخدم حق النقض «الفيتو». وتتخلل المعرض ألعاب مسلية كلعبة البلوت التي تحظى بالتنافس الشريف، مما يجعل الأصوات ترتفع لاثبات الوجود في هذه اللعبة، وأصبح لهذه اللعبة أبطالها الذين لهم هيبتهم بين زملائهم ومن ثم ينتهي نشاط هذا المعرض في ساعة متأخرة من الليل، ويعود الرجل لمنزله مرهقاً من الجهد الذي بذله، ومن الطبيعي جداً أنه يحتاج الى راحة تامة، فيجد زوجته في استقباله في معرضها ومع ان معرضها لافت للنظر إلا أن الجهد الذي بذله يجعله بعيداً عن هذا المعرض. وهذا لا يؤثر ظاهرياً في زوجته لتقديرها الظروف.
وتتحاشى ان تسأله لأنها تعرف ان أسئلتها روتينية مثل لماذا تأخرت؟ ولو سألت لأجاب اجابات معروفة مسبقاً «إما معزوم عند أبوفلان «الكريم» أو «دورية» الزملاء أو زواج ابن أو بنت أحد الزملاء» هذه الاجابات مقنعة شكلاً مرفوضة موضوعاً.ومعرض الرجل هذا يزداد نشاطه في ليلتي الخميس والجمعة وفي أثناء الاجازات، حيث يواصل هذا النشاط وهو يعرف ان ذلك يؤثر سلباً في علاقته بزوجته وأطفاله. لكن هذا لا يهم ما دام يرى النجاح في عروض هذا المعرض. وفي المقابل يتزود بالثقافة من خلال هذه الجلسات والمناظرات والنقاش المحترم خاصة ان القضايا السياسية تسيطر على الساحة الآن. وكل يدلي بدلوه من خلال تحليله الخاص. وحوار حول الزواج وهيبة الرجل والزواج بأخرى، وتبدأ المناظرات والتحدي للزواج بأخرى والكل يثبت أنه لا يخاف من زوجته. ويستطيع الزواج في أي وقت، وأنه قادر على الأربع وغيره لا يجرؤ على ذلك المهم أن حلاوة هذا المعرض في الطاقات الكامنة للرجل والمكبوتة في المنزل.. فيعبر بها الرجل في هذا الملتقى. والزوجة تستخدم كل أسلحتها السلمية والعلاقة الطيبة مع الرجل مع ما يسبب لها هذا المعرض من عدم رؤية زوجها إلا متأخراً. لكن ومع هذا كله تستخدم معه الطرق الدبلوماسية ولن تجعله يستخدم أسلحة الدمار الشامل الأربعة «ط: النووي ول: البيولوجي وأ: الجرثومي وق: الكيميائي» وستواصل التفتيش متبعة في ذلك الطرق الدبلوماسية حتى تمنع الرجل أو الزوج بالأصح من الحصول على هذه الأسلحة لأنها تعرف أنها أسلحة دمار شامل سيطول أثرها أفراد المنزل والمجتمع.
حسن ظافر حسن الظافر
|