سعادة الأستاذ خالد بن حمد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة سلمه الله..
نظراً لما أثير من خلال صحيفتكم الموقرة في الأشهر القليلة الماضية حول لغز التوحد ومعاناة أولياء الأمور مع هذا الطيف الذي يسبب في حالات كثيرة توقف النمو الطبيعي للطفل المصاب في جوانب مختلفة. وهذا ما تعودناه من صحيفتكم الموقرة التي تقف على هموم الناس ومعاناتهم في بعض المسائل الحيوية.
أود من خلال منبرنا عزيزتي الجزيرة ان أوضح للقارىء والقارئة بأن هناك برنامجاً يسمى «سن رايز» يطبق في الولايات المتحدة منذ ما يزيد على 25 سنة ويطبق حاليا كذلك في بريطانيا، وقد أثبت فعاليته في 92% من الحالات التي شفيت شفاء كامل تقريباً من جوانب القصور المختلفة في الادراك والعاطفة واللغة والتواصل الاجتماعي، وعندما أقول شفاء فإنني استند الى عبارة «Treatment» التي تعني «علاج» بلغتنا العربية المجيدة. وهذاالمركز الذي تتبع له كلية متخصصة في تأهيل المختصين بعلاج ومتابعة حالات التوحد يوجد بولاية «ماساشوسيتس»، وما يميز هذا البرنامج هو أنه مخصص أساسا للتطبيق في المنزل ضمن برامج التدخل المبكر، هذا يا اخواني واخواتي يعني انه لن يكلف الكثير من المال ولن يحتاج الى توفير ميزانية ضخمة للتشغيل. قاعة تستوعب 10 آباء أو أمهات ويتم من خلالها توصيل خطط التعامل مع الطفل «كل حسب شدة حالته» لمدة خمسة أيام فقط، وتبدأ بعدها الأم في تطبيق ما تعلمته مع ابنها أو ابنتها في المنزل. وهذا كل شيء. أي ان البرنامج مخصص أصلا للمنزل ويستفيد منه الطفل من خلال تطبيقه بواسطة الوالدين والاخوان ومن في محيط الطفل التوحدي وللبرنامج نتائج ممتازة كتبت عنها العديد من الصحف وأذيعت عنه تقارير مهمة في عدد من القنوات التلفزيونية المشهورة مثل البي بي سي وغيرها الكثير.
فلماذا لا تقوم الأمانة العامة للتربية الخاصة بارسال مختص أو اثنين لحضور هذه الدورات ونقل الخبرات التي يحصلون عليها لزملائهم ثم تبدأ بعد ذلك في نقلها لأولياء الأمور الذين سيطبقون أساسيات البرنامج على أبنائهم.
وهذا البرنامج المنزلي وغيره متاح للاطلاع على فكرته ونجاحه من خلال الشبكة الحاسوبية وكل ما عليكم هو البحث عن التالي:«Center American autism treatment center» أو «son-rise program» وغيرها من البرامج التي أثبتت نجاحاً ملتزماً بالاقتصادية المطلوبة، فالطفل قبل سن المدرسة سيكون حتما متواجداً في منزل والديه وسيستفيد كثيراً من أساليب معالجة التوحد الحديثة والموجودة في الدول المتقدمة. أما التوحديون من المراهقين والبالغين فلهم برامج أخرى يمكن من خلالها كسر الحواجز والعوائق الخاصة بالتواصل العاطفي والاجتماعي والنفاذ من خلال ذلك الى محاولة التطوير الفكري للمصاب بالتوحد.
وبوجود مختصين سعوديين ومختصات في التوحد في مثل هذا المعهد وغيره فإنه يمكن الوقوف على جدوى تطبيق هذه البرامج من عدمه في بيئتنا الاجتماعية. أرجو ان تأخذ هذه المشورة بعين الاعتبار وان تتم افادتنا عن جدواها حيث ان تكاليف الدورة المكثفة للفرد الواحد لا تتجاوز ألفاً وتسعمائة دولار فقط شاملة السكن والمواصلات والوجبات.
أرجو يا سعادة رئيس التحرير ان يتم نشر هذه الرسالة بأسرع ما يمكن لنستفيد من رأي المختصين قبل الدخول في معاناة السفر حيث إنني أم لطفل توحدي يبلغ من العمر 4 سنوات ونصف وأنوي السفر مع زوجي لأمريكا بعد تدبير الأمور المالية للحصول على التدريب المناسب في أحد مراكز برامج علاج التوحد.
وأرجو من المختصين الرد لنا ولغيرنا من أولياء الأمور الذين يبحثون عن حل حيث من الصعب علينا الانتظار لحين وصول الدور لأبننا في المراكز القليلة الخاصة في الرياض والتي تطلب تكاليف مبالغ فيها مع احترامنا لهم. ولأن برامج الرعاية المنزلية هي الحل الأمثل في وقتنا الحالي وهي قليلة التكاليف ولا تحتاج لمبان مدرسية أو التكاليف الأخرى المعروفة. وهذه البرامج لا تشترط مقاييس ذكاء ولا قابلية تعليم أو خلافه بل هي قابلة للتطبيق على كافة أنواع التوحد مهما كانت شدته ولها نتائج ايجابية.
أرجو أنا وغيري من الأمهات ان نجد الرد المناسب من الجهة التعليمية المتخصصة في أقرب وقت ممكن حتى نستفيد من وجهة نظرهم في هذا الموضوع الحساس.. وشكراً لجريدة الجزيرة على نشرها للمواضيع الصحية الهادفة التي لم تجد بابا للنشر في غيرها من الصحف مع الأسف. وهذا شيء تعودنا عليه من صحيفة كل وقت صحيفة الجزيرة الموقرة.
والله من وراء القصد، والسلام عليكم ورحمة الله.
أختكم /أم خالد
«طفل توحدي عمره 4 سنوات ونصف»
المؤهل: بكالوريوس أدب إنجليزي
العمل: ربة منزل حاليا بعد تشخيص الطفل بأنه توحدي
محل الإقامة: الرياض، بريد الكتروني: